حوار: محمد مصباح المشروعات القومية في منطقة القناة وسيناء، لن تتوقف عند قناة السويس الجديدة فقط، وهناك عدد كبير من المشاريع القومية ومن بينها أول مشروع تنمية في قناة السويس والخاص بالاستزراع السمكي. من قلب مقر محور التنمية بفيلا مشهور أحمد مشهور بمحافظة الإسماعيلية، حاورت "التحرير" اللواء محمد مجدي عبد السميع، رئيس أركان القوات البحرية السابق، ومساعد رئيس مشروع محور التنمية بمنطقة القناة. بداية، حدثنا عن مشروع الاستزراع السمكي؟ المشروع سيكون شركة متخصصة في إنتاج الأسماك والجمبري وأي أنواع بحرية، ولكن البداية ستكون بالإنتاج السمكي في الضفة الشرقية لقناة السويس، من خلال استغلال شريحة من الأرض موازية لأحواض الترسيب، التي تم استخراجها من قناة السويس الجديدة. وسيقام المشروع من شرق بور سعيد بطول 120 كيلومترًا، وسيكون المشروع من أهم المشروعات القومية التي سيعم خيرها على مصر بالكامل وليس منطقة القناة فقط. ما فائدة المشروع؟ نحتاج لمثل هذه المشروعات في الوقت الحالي، لأننا نستورد حوالي 700 ألف طن سمك سنويًا، ونحن نمتلك سواحل بمساحات أكثر من 3 آلاف كيلومترًا لم يتم استغلالها في مشروعات سمكية. ونحن نتعاون مع شريك أجنبي، لتصدير جزء من الأسماك للخارج، خصوصًا أن الإنتاج سيكون ضخم وسيغطي الأسواق المصرية ويفيض؛ إذ سيقوم المشروع على 3828 حوضًا مقسمين على مراحل (الأولى تشمل إنهاء 460 حوضًا، سيتم الانتهاء منهم بالتوازي مع افتتاح القناة الجديدة). وإلى أين ستكون الوجهة التصديرية؟ أوروبا هي أبرز الدول التي سيتم التصدير إليها خصوصًا في فصل الشتاء، نظرًا لتجمد البحار في تلك الدول، ما نوعية الأسماك التي سيتم إنتاجها؟ نحن في مصر نفتقد أسماك المياه المالحة، وحرصنا على إنتاج أسماك اللوط والدنيس والقاروص، بجانب الجمبري بمياه القناة. وسيتم زرع أسماك البوري، بالمياه التي يتم تفريغها في المصارف، لأنه يحتاج إلى زراعة خاصة داخل المصارف، ونحن نغير المياه داخل الأحواض باستمرار. حدثنا عن مراحل الاستزراع السمكي؟ نضخ 9 آلاف متر مكعب من المياه يوميًا، في كل حوض، ويتم صرف نفس الكمية لتنقيتها، بمعنى أن لكل متر مكعب في حجم الحوض يدخل 1.5 متر مكعب في اليوم وتخرج نفس الكمية، حتى يكون الأكسجين مناسب للأسماك، وتصبح الأمونيا منخفضة، لتكون الأسماك في أحسن حالاتها، لمقاومة الأمراض وسرعة النمو. وستشمل المرحلة الثانية، زرع بحريات في المصرف الرئيسي، لأنها تنقي المياه من كل الشوائب، وسنقوم بزراعة الطحالب في المراحل الأخيرة للصرف، لأنها تقضي على الأمونيا وكل ما هو ملوث في المياه. كيف تتم خطوات إتمام المشروع؟ المرحلة "أ" ستقسم إلى مرحلتين، الأولى 460 حوضًا، والثانية الثانية 920 حوضًا، والمرحلة "ب"، التي سيتم البدء على العمل عليها في شهر أغسطس، ستشمل إنشاء مصنع لإنتاج الأعلاف والمفرغ والحضانة ومخازن، وسيكون عندنا زريعة جاهزة مع الافتتاح بحجم 250 جرام. الحوض الواحد يستوعب من 25 إلى 35 ألف زريعة، ومساحة الحوض ستكون 4000 متر. ماذا عمّا تردد بشأن إضرار المشروع بالأراضي المحيطة حال خروج المياه من الأحواض؟ الأراضي تمت دراستها بشكل جيد وهناك مياه جوفيه تم العثور عليها على مساحات قريبة والأراضي طينية في الأساس، ونحن نعمل على دراسة الأثر البيئي قبل البدء في المشروع. كم فرصة عمل ستوفرونها؟ المشروع سيستوعب تشغيل 10آلاف شخص، يعملون على مزارع سمكية وعلى أعمال المفرغات، التي ستعتمد على إنتاج الزريعة في المرحلة الثانية، والتي تشمل إنتاج وتفريغ 40 مليون زريعة وهي مع بداية شهر أغسطس. ماذا عن الشريك الأجنبي؟ استعنا بالجانب الإسباني، نظرًا لتميزه وخبرته العالية في مجال الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى تجربته السباقة في تصدير الأسماك إلى أنحاء أوروبا. الاتفاق الرسمي، لم يتم حتى الآن، نحن اتفقنا سويًا، ووقعنا مذكرة تفاهم، للإشراف الفني على المشروع.