كتب: محمد البرمي محمود حسين ومحمود عزت يصران على البقاء فى منصبيهما.. والمكتب الجديد يعتبرهما غير موجودين انقلاب أم تغييرات من أجل البقاء، أسئلة كثيرة طرحها بيان محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، حيث أظهر البيان حالة التخبط والصراع بين الشباب والعواجيز التى تعيشها الجماعة منذ فترة. لم تكد تمر ساعات بعد القبض على محمد وهدان، وفاجأ محمود حسين، الأمين العام للجماعة، الجميع ببيانٍ زعم فيه أن أجهزة الإخوان تعمل، وأن محمود عزت، نائب المرشد وفقًا للائحة الداخلية للجماعة، يقوم بمهام المرشد، وهو ما رفضه إعلام الجماعة وشبابها، وشن الشباب هجومًا عنيفًا على محمود حسين. وأمام رفض شباب الإخوان وإعلامها للبيان لم يجد محمود حسين إلا صفحته الشخصية على «فيسبوك» ليعلن بيانه عليها بعد رفض موقع «رصد» البيان، وكذلك رفضته «إخوان أون لاين»، والحسابات الخاصة بالجماعة، والتى تقع فى يد المتحدث الجديد محمد منتصر. بداية التغيير لم يكن بيان محمود حسين هو أول ما شق صف الجماعة وأكد انهيارها، بل إن الجماعة تنهار منذ أن كانت فى الحكم، وتوالى سقوطها الداخلى بعد ثورة 30 يونيو، الأمر الذى أدى إلى إحداث تغييرات جذرية فى صفوف الجماعة، رغمًا عن قيادات التنظيم المسجونة، وكذلك قيادات مكتب الإرشاد وعلى رأسها محمود حسين ومحمود عزت، والتى كانت ترفض التغيير رفضا قاطعا حتى تظل الجماعة فى قبضة القطبيين. أمام حالة الغضب الشبابى اضطرت الجماعة إلى قبول قليل من التغييرات حتى تستطيع إدارة شؤونها، وحاول قيادات مكتب الإرشاد من الهاربين «محمود حسن، ومحمود عزت، وعبد الرحمن البر، ومحمود غزلان» احتواء الشباب بتعيين مجموعة منهم، إلى جانب ضم عدد من قيادات الجماعة وشكلوا خلية للأزمة، دون إجراء انتخابات، وهو ما يعنى أن من تم ضمهم لتشكيل لجنة الأزمة تم اختيارهم من قِبل مكتب الإرشاد القديم. بعد هذه التغييرات تولى محمد وهدان العمل كمرشد فعلى على الأرض، مع بقاء القيادات التاريخية فى مكانها وبشكل طبيعى، وأمام استمرار حالة الشد والجذب بين المجموعة الجديدة من الشباب والمجموعة القديمة تم تعيين محمد منتصر متحدثا باسم الجماعة، وأصبح المتحكم فى كل وسائل إعلام التنظيم، وخلال هذه الفترة عمدت هذه المجموعات، إلى تسريب معلومات عن إقالة محمود حسين، وتعيين آخر، إلا أن حسين كان ينفى فى كل مرة، واستطاع الشباب ضم عدد من قيادات مكتب الإرشاد لصفهم، مثل محمد طه وهدان، حتى قويت شوكتهم، وأعلنوا صراحة أن محمود حسين، لم يعد أمينا عاما للجماعة. ومن هنا بدأت الخلافات تظهر فى العلن، وبدأ الترتيب للإطاحة بالجيل القديم، واضطرت قيادات الإخوان فى الخارج «عمرو دراج، وجمال حشمت، وأحمد عبد الرحمن» إلى التدخل من أجل التهدئة. الخلافات المالية تضرب الجماعة كل هذه التغييرات لم تكن فقط سبب الصراع بين جيل يؤمن بالسلمية، وآخر يؤمن بالعنف، بل أتت محملة بروائح فساد مالى كادت تعصف بالجماعة لولا تدخل أطراف خارجية، مثل قطر وتركيا، ويفسر ذلك تشكيل جماعة الإخوان المكتب الإدارى فى الخارج وتحميله مسؤولية الإدارة المالية بعد اتهام شباب الجماعة محمود حسين، ومحمود غزلان، وقيادات أخرى باختلاس أموال الجماعة، وهذا ما عبر عنه عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد»، حين أكد أن محمود حسين يواجه بعض شبهات فساد مالى كبيرة داخل الجماعة. أحمد بان، الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية، قال «إن الجماعة خلال الفترة الماضية شهدت خلافات كبيرة بين قياداتها بسبب بعض شبهات الفساد المالى، وغياب الشفافية فى التعامل مع التبرعات التى تأتى لها، لذلك كان حل المكتب هو الأنسب لمعالجة الأزمة قبل تفاقمها». بان أكد أن الصراعات التى تحدث بين قيادات مكتب الإرشاد السابقين والحاليين طبيعية ومتوقعة خصوصا بعد محاولات الجيل القديم العودة والسيطرة بعدما شعر بالانقلاب عليه والرغبة فى الإطاحة به من قِبل الشباب الذين اتهموا محمود حسين وقيادات أخرى بسرقة أموال التبرعات وودائع الجماعة. المتحدث باسم «الإخوان» يرد على بيان حسين خلال بيانه المفاجئ نفى محمود حسين ما أثير حول الإطاحة به من مكتب الإرشاد، مؤكدًا أنه ومحمود عزت، ومحمد غزلان لا يزالون فى مناصبهم وأن أى تغييرات حدثت لا قيمة لها من الأساس. تصريحات حسين اعتبرها قيادات مكتب الإرشاد الجدد انقلابًا على ما تم الاتفاق عليه، ودفعت محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة، إلى إصدار بيان رسمى أكد فيه أن الجماعة مرت بظروف قاسية بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وهو ما دفعها إلى تطوير هياكلها وآليات عملها للتناسب مع العمل الثورى، حيث أجرت الجماعة انتخابات داخلية فى فبراير 2014 وقامت بانتخاب لجنة لإدارة الأزمة، مارست مهامها وقادت الجماعة حتى الآن. وأضاف منتصر فى تصريحات صحفية له أن نتيجة هذه الانتخابات كانت استمرار الدكتور محمد بديع فى منصب المرشد العام للجماعة وتعيين رئيس للجنة إدارة الأزمة وتعيين أمين عام للجماعة من داخل مصر لتسيير أمورها. وأكد منتصر أن الجماعة قامت بانتخاب مكتب إدارى لإدارة شؤون الإخوان فى الخارج برئاسة الدكتور أحمد عبد الرحمن، وقامت بتصعيد قيادات شابة فى هياكلها اعتمادا على حماسة وقوة الشباب وقدراتهم الميدانية المتقدمة. وأكد منتصر أن مؤسسات الجماعة التى انتخبتها قواعدها فى فبراير من العام الماضى تدير شؤونها، وأن المتحدث باسم الجماعة ونوافذها الرسمية فقط هم الذين يعبرون عن الجماعة ورأيها.