يستعيد كتاب توثيقي بالصور حياة المفكر المصري الراحل جمال حمدان بإلقاء أضواء جديدة على مواهبه في الرسم وإجادته فنون الخط العربي وآرائه التي تتجاوز تخصصه في الجغرافيا إلى مستقبل مصر بل إن بعضها يجيب عن أسئلة الحاضر. وكتاب (جمال حمدان وعبقرية المكان) الذي أعده محمد محمود غنيمة وأيمن منصور يقع في 153 صفحة من القطع الكبير جدًا وأصدره بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية بغلاف يحمل صورة حمدان شابًا نظرًا لندرة صوره في سن متأخرة بسبب عزلته الشديدة. وحمدان الذي يحظى باحترام الأوساط العلمية والثقافية رحل في ظروف غامضة في ابريل 1993 بعد أن عاش وحيدًا معتزلًا الحياة العامة منذ أن استقال من الجامعة عام 1963. ولحمدان نحو 20 كتابًا منها (جغرافيا المدن) و(أنماط من البيئات) 1958 و(الاستعمار والتحرير في العالم العربي) و(بترول العرب) و(أفريقيا الجديدة) و(المدينة العربية) 1964 و(اليهود أنثروبولوجيا) 1967 و(استراتيجية الاستعمار والتحرير) 1968 أما عمله الأبرز فهو (شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان) الذي نشر للمرة الأولى عام 1967 في كتاب تحول إلى موسوعة صدرت مجلداتها الأربعة بين عامي 1980 و1984. ولا تقتصر الموسوعة على الجغرافيا وإنما تتضمن قراءة متعمقة في ماضي البلاد ومستقبلها. ونال حمدان من مصر جائزتين هما جائزة الدولة التشجيعية عام 1959 عن كتابه (دراسات في العالم العربي) الذي صدر عام 1958. ثم جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1985 عن مجمل أعماله وكانت أرفع جائزة مصرية آنذاك ولكنه رفض تسلمها ثم تسلمتها عائلته بعد وفاته؛ وفي عام 2006 صدر طابع بريد تذكاري باسمه في مصر. وفاز حمدان عام 1986 بجائزة التقدم العلمي من الكويت وزاره مبعوث كويتي في بيته وأعطاه قيمتها المادية (11 ألف دولار) وفي اليوم التالي وزعها حمدان على شقيقاته وأبنائهن.