تضطر لحمل "كمامة" على أنفك، إذا كنت زائرًا أو ضيفًا على منطقة الشمعدان التابعة ل"الدخيلة الجبل"، بغرب الإسكندرية، لكي تحميك من الروائح الكريهة المنتشرة في الجو نتيجة مياه الصرف. أما أهالي المنطقة فلم يعودوا مضطرين لشراء كمامات أو وضع أيديهم على أنفهم، لأن إهمال إصلاح المكان جعلهم معتادون على هذه الروائح؛ غير أن استغاثاتهم التي وجهوها إلى محافظ الإسكندرية هاني المسيري، والمسؤولين من خلال "التحرير"، جاءت خشية أن تتفاقم الأزمة ويصاب الأطفال بأمراض خطيرة، جراء الحشرات والقوارض التي باتت تنتشر بكثافة. إهمال مستمر "المر".. بكلمة واحدة توصف أم محمود، ربة منزل، في العقد الرابع من العمر، الحالة التي تعيشها المنطقة، متمنية تدخل المسؤولين لإنقاذ الأهالي. وتضيف: "المياه غطت مداخل المنازل ودخلت إلى الأدوار الأرضية، وكل عفش سكان الأرضي باظ وأسر كتير هجت من هنا، بس محدود الدخل مش قادر يعمل حاجة". وتشير أم محمود إلى موقف اضطر فيه ابنها إلى القفز من الدور الأول للخروج من المنزل، وتعلق: "قدره إنه لسة عايش". وتلفت السيدة الأربعينية الانتباه إلى إصابة أطفال المنطقة بأمراض نتيجة الحشرات والفئران المنتشرة في البيوت والشوارع. ويلتقط أحد أهالي المنطقة، أحمد الضبع، الحديق قائلا إن محطة الصرف الصحي بالمنطقة، توقفت عن العمل منذ فترة تزيد عن ال3 سنوات، لتعرضها إلى السرقة من قبل مجهولين عدة مرات في أعقاب ثورة 25 يناير، موضحًا أن السارقين نهبوا الأبواب الحديدية والنوافذ بالإضافة إلى الأسلاك الكهربائية الواصلة بالمواتير. وأضاف الضبع أن المحطة خالية من الموظفين منذ تعرضها للسرقة، ما دفع الأهالي إلى حمايتها لمنع سرقة ما تبقى منها، مشيرًا إلى اقتراحهم على شركة الصرف الصحي بشأن تعيين أحد الأهالي كحارس عليها، إلا أن الشركة رغم موافقتها لم تصرف له راتب حتى الآن. وأوضح أن المحطة بها 3 مواتير لضخ مياه الصرف إلى المجرى المخصص لها المؤدي إلى المحطة الرئيسية، إلا أن جميعها متوقفة عن العمل، لافتا إلى أن الأهالي تقدموا ببلاغات في قسم شرطة الدخيلة، كما تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى حي العجمي وشركة الصرف الصحي بالإسكندرية ولكن دون استجابة. وتابع: "بدل ما تتحل أزمتنا، تقدم موظف في حي العجمي ببلاغ ضد أحد الأهالي واتهمه بالتعدي عليه لأنه طالب بحقوقنا". وعود بالحل من جانبه علق رئيس شركة الصرف الصحي في الإسكندرية، اللواء يسري هنري عازر، على الأمر قائلا إن الشركة تعاقدت مع أحد المقاولين لترميم مبنى المحطة وإعادة إصلاح معداتها وتشغيلها، مشيرًا إلى أن ميزانية التعاقد مليون ونصف جنيه. وأكد عازر أن إعادة تشغيل المحطة ستتم خلال شهر من الآن، وفقًا للتعاقد المبرم مع المقاول، موضحًا أن الشركة تدفع بسيارات شفط بصورة مستمرة إلى المنطقة كحل مؤقت للأزمة.