حوار| وزير الإسكان: إقالات بالجملة في شركات المياه خلال أيام

مشكلات عديدة ضربت مرفق مياه الشرب والصرف الصحى فى الفترة الأخيرة، فما بين تلوث مياه الشرب بالشرقية، وغرق صندل الفوسفات فى مياه النيل بقنا، كشفت آلاف الشكاوى عن سوء حالة مياه الشرب فى مختلف المحافظات، بينما تغطى شبكة الصرف الصحى نحو 50% فقط من احتياجات المواطنين، مما يجعل حلم القضاء على مشكلات الصرف الصحى بالقرى والمحافظات يبدو بعيد المنال.
خلال الأيام القليلة الماضية، كثر الحديث حول نية رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، إجراء تغيير وزارى يشمل فصل المرافق (مياه الشرب والصرف الصحى) عن وزارة الإسكان، نظرًا للمشكلات التى يعج بها قطاع المرافق فى مصر، الأمر الذى دفع «التحرير» للقاء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الدكتور مصطفى مدبولى، والذى تحدث إلينا فى سطور الحوار التالى، عن مشكلات المياه والصرف الصحى فى مصر، كما تحدث عن مشروع المليون وحدة سكنية، وكذا مجمل المشروعات التى تخص الوزارة، التى أعلن عنها خلال فاعليات المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ.
■ بم تفسر حالة الانهيار التى تعانى منها إدارة المرافق؟
- حجم ما يتم تخصيصه لهذا القطاع لا يقارن بحجم ما يطلبه من توصيل شبكات إلى مناطق محرومة أو إحلال وتجديد شبكات قائمة متهالكة بالفعل، فقطاع المرافق يواجه عديدا من التحديات المتراكمة على مدار سنوات طويلة.
■ وماذا يحتاج قطاع المرافق للنهوض؟
- يحتاج إلى 1.9 مليار جنيه سنويا لتنفيذ مشروعات جديدة وإحلال وتجديد الشبكات القائمة، فالدولة توفر 680 مليون جنيه سنويا فقط لهذا القطاع، والأولية تكون للمناطق الأكثر احتياجا، فنسبة تغطية المياه والصرف الصحى بالقرى تبلغ 12.6% فقط، لذا فإنه جار العمل للوصول بهذه النسبة إلى 45% خلال ثلاث سنوات، اعتمادًا على المنح والقروض الخارجية، وسيتم تخصيص 4 مليارات جنيه ضمن المنح التى حصلت عليها الوزارة لصالح 4 محافظات ضمنها البحيرة والدقهلية والشرقية.
■ ما خطة الوزارة للنهوض بهذا القطاع الحيوى؟
- سيتم الانتهاء من 179 مشروع مياه وصرف صحى بتكلفة 282 مليون جنيه قبل يونيو المقبل، كما سيتم افتتاح عدد كبير من محطات المياه والصرف قبل 30 يونيو، ويأتى فى مقدمتها افتتاح مرحلة توسعات محطة مياه العبور، ومحطة مياه أكتوبر لخدمة فيصل والهرم بالجيزة، ومن المقرر أن يتم تشغيل محطة مياه القاهرة الجديدة نهاية العام الجارى، كما سيتم الانتهاء من تنفيذ 255 مشروعا للمياه والصرف الصحى نهاية العام الجارى، بتكلفة استثمارية تبلغ 8 مليارات جنيه، وجزء من هذه المشروعات تم البدء فى تنفيذه خلال فترات سابقة وجارٍ العمل على إنهائه.
■ كيف تعاملت وزارة الإسكان مع أزمة تسمم أهالى مركز الإبراهيمية بالشرقية؟
- عندما يتسبب أى موظف فى مشكلة من الطبيعى أن تتم محاسبته لكى يكون عبرة لغيره، وسأحول المخطئين إلى النيابة على الفور، وأنا يعرض علىَّ تقارير يومية لمتابعة ملف المياه، وأقوم يوميا بالنزول بنفسى لمواقع محطات المياه للتأكد من متابعة سير العمل، والأيام القادمة ستشهد تغييرات بالجملة لكثير من القيادات بالشركات بسبب التقصير فى أداء عملهم، حتى يكونوا «عبرة» لغيرهم، فالناس تهدأ عندما ترى المخطئ يحاسب، وقد تم بالفعل تغيير 13 رئيس شركة مياه من 25 شركة، وأى قيادة يثبت تقصيرها ستتم إقالتها فورًا، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى العمل الجاد ولا مجال للتهاون.
■ هل ستزيد أسعار المياه فى الوقت الحالى؟
- الجهاز التنظيمى لمياه الشرب عرض تقريرًا علينا، وتم رفعه إلى مجلس الوزراء، ولم يتم تحديد ذلك حتى الآن، ولم يتم المساس بشرائح محدودى الدخل نهائيا.
■ وماذا عن أزمة الصرف الصحى وانفجار كثير من الشبكات؟
- العشوائيات هى السبب فى انفجار شبكات المرافق نتيجة الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد عقب ثورة 25 يناير، الذى أدى إلى تحميل شبكات المياه والصرف الصحى أعمالا إضافية غير مؤهلة لتحملها، والوزارة ركزت على البحث عن مصادر تمويلية جديدة لمواجهة كل الأزمات التى تواجه قطاع المرافق.
■ وماذا عن مشكلات الصرف الصحى بالقرى؟
- هناك 12% من القرى بها صرف صحى، ونسعى خلال العامين المقبلين للوصول إلى نسبة 45%، أى أكثر من ثلاثة أضعاف ما تم توصيله خلال 20 عاما.
■ ماذا تم فى مشروعات المؤتمر الاقتصادى؟
- يتم حاليا صياغة العقود النهائية بين الوزارة والأطراف الأخرى لضمان حقوق الطرفين.
■ وماذا عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟
- العاصمة الإدارية الجديدة من أهم المشروعات الاستثمارية العملاقة خلال المرحلة المقبلة، وهى ليست منفصلة عن القاهرة القديمة، وما سيقام بها هو مركز إدارى ومالى، ومركز أعمال، وتعتبر امتدادا جديدا للقاهرة، وستنقل إليها الوزارات الموجودة بوسط البلد المتسببة فى التكدس والزحام المرورى، وهذا المشروع تمت دراسته منذ ما يقرب من 10 سنوات، وتحديدا فى 2007.
■ هل سيتم نقل الوزارات ومقر البرلمان إليها؟
- سيتم البدء فى بناء مقرات ل13 وزارة هناك، ومقر جديد لمجلس الوزراء، أما بالنسبة لنقل البرلمان فما زال محل نقاش حتى الآن.
■ ما الهدف من إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة؟
- الحقيقة، أهداف عديدة أبرزها تطوير القاهرة القديمة، حيث إن نقل مختلف المصالح الحكومية خارج القاهرة يعيد لها رونقها وتراثها المعمارى، ويخفف الضغط عنها، فضلا عن أننا نجذب الزيادة السكانية إلى المدن الجديدة عبر توفير فرص العمل هناك.
■ ما حقيقة وجود مشكلات تعرقل الانتهاء من عقود مشروعات المؤتمر الاقتصادى؟
- لا أعلم لماذا يتردد كل هذا، خصوصًا أننا نسير وفق جدول زمنى محدد، ومنذ توقيع مذكرة الاتفاق بشأن العاصمة الجديدة اتخذت الحكومة خطوات تنفيذية سريعة للبدء فى تصميم شبكات المرافق والطرق التى تخدم العاصمة الجديدة، وخط المياه سيتم الانتهاء منه فى فترة زمنية لا تتجاوز 4 أشهر، والقوات المسلحة تنفذ محور طريق محمد بن زايد، ليربط بين القاهرة الجديدة، والعاصمة الجديدة، وكذلك الصرف الصحى، وسيتم توقيع العقود مع نهاية شهر مايو تباعا، كما أن مثل هذا المشروع الضخم فى عديد من الدول يستغرق أكثر من عام للبدء فيه وليس شهورًا محدودة كما الحال لدينا، ونحن بدأنا بالفعل إخلاء مساحة المشروع بالكامل، من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
■ متى يتم الانتهاء من توصيل المرافق للعاصمة الإدارية الجديدة؟
- سيتم الانتهاء من توصيل خط المياه الرئيسى وخط الصرف للمرحلة الأولى خلال 3 أشهر، وقد تم إسناد تصميم محطة الكهرباء التى تغذى المرحلة الأولى لأحد المكاتب الاستشارية، ومن المقرر البدء فى تنفيذها خلال الفترة المقبلة، فنحن ملتزمون بتكليفات الرئيس السيسى، وملتزمون بالموعد المحدد لتوقيع العقود.
■ ماذا عن مشروعات وحدات الإسكان الاجتماعى؟
- تم تنفيذ نحو 70 ألف وحدة سكنية من مشروع الإسكان الاجتماعى، وجارٍ تنفيذ 170 ألف وحدة أخرى، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذها خلال نهاية العام الجارى، وسيتم طرح 14 ألف وحدة فى محافظتى القاهرة والجيزة، خلال أيام، بمساحة 90 مترًا جاهزة وكاملة التشطيب.
■ ماذا عن أسعار هذه الوحدات؟
- هذه الوحدات بمساحة 90 مترًا عبارة عن ثلاث غرف وصالة وحمام ومطبخ، وهى كاملة التشطيب، ومطروحة للمواطن بمبلغ 135 ألف جنيه، وهذا السعر يمثل 95٪ من تكاليف إنشاء الوحدة، وغير محمل على سعرها لا قيمة الأرض ولا قيمة المرافق، وهى قيمة تكلفة الإنشاء الفعلى، والمواطن يتقدم بطلب الحصول على الوحدة ويدفع فى البداية 5 آلاف جنيه، مع العلم أن هناك دعما مباشرا يخصم من سعر الوحدة، وهو يتراوح بين 5 و25 ألف جنيه طبقا لمستوى دخل المواطن، بشرط أن لا يتجاوز دخل الأسرة 3 آلاف جنيه شهريا، وعند التسلم يدفع المواطن الحاصل على الوحدة 17 ألف جنيه، وبعدها يدفع قسطا شهريا قدره 480 جنيها لمدة 15 إلى 20 سنة، موضحا أنه يدرس أيضا تسليم هذه الوحدات بالفرش «الأثاث» لمن يرغب مع تقسيطه على ثمن الوحدة.
■ ماذا تحقق فى المشروع القومى لاستصلاح وزراعة المليون فدان؟
- خلال احتفالات أكتوبر المقبل، سنعلن افتتاح أولى بشائر مشروع المليون فدان فى منطقة الفرافرة بالوادى الجديد، حيث تم الانتهاء من استصلاح 10 آلاف فدان نفذتها القوات المسلحة هناك، والوزارة تبنى الآن المدينة السكنية فى الأراضى المستصلحة، وستكون مدينة متكاملة الخدمات من منازل ريفية متميزة، ووحدة صحية، ومدرسة، ونادٍ، وقسم شرطة، وستطرح وحدات جديدة عام 2016 لخدمة وتنمية مشروع «المليون فدان».
■ وإلى أين وصل مشروع المليون وحدة إسكان اجتماعى؟
- هذا المشروع يعد واحدًا من أكبر 3 مشروعات سكنية على مستوى العالم، وقد تم الانتهاء من تنفيذ 67 ألف وحدة سكنية منه، وفى نهاية ديسمبر المقبل، سيتم الانتهاء من 173 ألف وحدة سكنية أخرى، وبذلك يكون قد تم تنفيذ 25٪ من المشروع بما يعادل 250 ألف وحدة سكنية، بتكلفة تصل إلى 30 مليار جنيه تتحمل الدولة منها فقط 7 مليارات والباقى تمويل ذاتى.
■ وماذا عن مشروع المليون وحدة الذى تنفذه «أرابتك»؟
- مشروع «أرابتك» قائم، والتأخير سببه تغيير قيادات الشركة، وسيتم البدء فى المشروع خلال شهر واحد فقط.
■ متى يتم الإعلان عن المرحلة الثانية لمشروع الإسكان المتوسط؟ وماذا تم فى المرحلة الأولى؟
- جار العمل على تنفيذ المرحلة الأولى بمشروع «دار مصر» للإسكان المتوسط بالتعاون مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، ووصلت نسبة التنفيذ إلى 20%، وسيتم تسليم الوحدات خلال 18 شهرًا من تاريخ سداد مقدمات الحجز، ومن المقرر الإعلان عن تفاصيل المرحلة الثانية بالمشروع نهاية الشهر الجارى بواقع 30 ألف وحدة سكنية، بنفس أسعار المرحلة الأولى، حيث يتم تحديد أسعار هذه الوحدات وفق تكلفة التنفيذ التى تقوم بها الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، وستستوعب المرحلة الثانية كل من لم تصبه القرعة بالمرحلة الأولى، بحيث يتم توفير وحدة سكنية لكل من يرغب بالحجز فى المشروع وتنطبق عليه الشروط.
■ ماذا تم بخصوص طرح وحدات للصحفيين فى مشروع «دار مصر»؟
- نقيب الصحفيين عرض تخصيص وحدات سكنية للنقابة، لأن النقابة غير قادرة على تنفيذ مشروعها السكنى على مساحة 32 فدانا، حيث تم سحبها أكثر من مرة، ونحن ندرس الآن هذا العرض.
■ ما دور الوزارة فى تطوير العشوائيات؟
- نقوم خلال الفترة المقبلة ببناء وحدات سكنية فى العشوائيات، حيث تم الاتفاق مع مؤسسة «معًا» لتطوير المناطق العشوائية وبناء وحدات بها، إضافة إلى أنه تم توقيع بروتوكول مع وزارة التطوير الحضرى لتوفير وحدات سكنية للمناطق الأكثر خطورة، ولكن سيتم تطويرها فى نفس المنطقة، وليس نقلها إلى أى مكان آخر.