من الآخر كده.. لو هتضرب عن العمل اتحمّل المسؤولية، يا هتترفد يا هتتحال معاش، هتقولى دستور واتفاقيات الأممالمتحدة ولا منظمة العمل الدولية اللى مصدقة عليهم مصر ومُلزمة تطبقهم، أقولك لا يا فالح على نفسهم.. الإضراب أساسًا حرام. إحنا لازم نبطل نقلد الغرب فى كل حاجة كده، يجب أن نعود إلى الأصول عشان تستقيم أمورنا. الإضرابات والمظاهرات ليس من شأنهما إلا تعطيل مصالح العباد، تشتت العزم، تفتت الصفوف وتزرع الشك فى القلوب، ترهب العيال والكبار وتقلب النفوس على ولاتها.. وكده. إتلهى على عينك، اقعد على مكتبك ولا ماكينتك ولا أى حاجة موفرينها لك، هو حد لاقى، ده فى طوابير عواطلية يتمنوا ولو نص مرتبك.. جاتكو الهم بطالة مقنعة، وعمال مصانع خسرانة، كويس إن الحكومة أوياكم، ورجال الأعمال الوطنيين موفرين لكم لقمة عيش. هتبصوا لهم فى أرباحهم وعاوزين حصة؟ دا انتو يا بُعدا بجحين أوى. ما ترضوا وتبوسوا إيديكم دى قسمة ربنا، الحكومة مالها بس؟ دى حكومة مؤمنة لا تبغى إلا إعمال شرع الله. هتقولى حكومة بيروقراطية ما تعرفش تدير لا مصانع ولا شركات أقولك إزاى بس؟ دول خيرة دولابنا الإدارى بطابور مستشارين محترفين.. بس إدوهم فرصتهم كاملة وماتبصلهمش فى امتيازات وبدلات ما هو اللى بيفيض بيتوزع عليكم بالقسطاس. رجال أعمالنا، عملهم خير، بيخسروا بسببكم وصابرين.. انتم فاكرين إنهم مستمرين وبيتوسعوا علشان بيكسبوا.. إطلاقا دول بيقطعوا من لحمهم الحى عشان يوفروا مرتباتكم. وبعدين مين قالك إن لو متضايقين مافيش سبيل تنفسوا بيه إلا الإضراب؟ لا طبعًا، بص على شريط التليفزيون أسفل الشاشة على قنواتنا الحكومية والموالاة (كل فضائياتنا) أرقام تليفونات للشكوى.. ما تتكلم. أو ابعت شكوى للحكومة حد منعك؟ إنت عارف تمثال المصرى الجالس، ماسك برديته وريشته، هيقولوك فى الكتب ده رمز الفكر والإبداع عبر التاريخ، إطلاقًا ده رمز لكاتب الشكوى عبر التاريخ، جدودنا كانوا عارفين الطريقة! أقولك ابعت لبريد القراء، أو احكيها لنا الصبح فى «همسة عتاب»! لا تظاهر ولا إضراب ولا نقد وكسر همم لرجالات الدولة والبزنس، الكلمة زى الرصاصة، والحكومة مش هتسمح أبدًا بعنف المواطنين تجاهها ولا ضد رجالها. عداها العيب، مدارس تعلم ولادكم وفاتحة، إيه طلعوا منها أميين؟ معلهش، هتتلقفهم فى الصيف لفصول القرائية أو محو أمية. مستشفيات وتأمين صحى ومش حارماكم؟ ما بتلاقوش دكاترة ولا أدوية.. ده لو صابكم الدور، برضه معلهش كله بوقته! ناقصكم إيه.. السكن؟ ما هو قالكم لازم توافقوا على شقة 36 متر، لما توافقوا ابقوا قولوا علشان الحكومة تبدأ تفكر إذا هى مستعدة للحل ده. إيه ولا إيه دوشتونا؟ تفتكروا الحكومة بتحاول تحل مشكلتها ولا مشكلات المواطنين؟ مشكلتها النقد المحيط بها بسبب «اللا خطة» لإصلاح وضع الناس الشقيانة، بسبب عدم وضوح الرؤية وإعلامنا هم ناويين على إيه؟ لم تطرح علينا الدولة عن خطة حقيقية لإصلاح حال التعليم والصحة والسكن.. ولا ناوية على إيه قبل إيه؟ وإيه بيؤدى لإيه؟ ونصبر على إيه علشان إيه ومقابل إيه؟ بس المطلوب نسكت، خوفًا وقهرًا و تكفيرًا. الدولة المؤمنة لا تعدم سبيلا!