تعد الأقصر من أشهر مدن العالم لما تحويه من آثار تمثل حضارة عريقة لم تعرف لها البشرية مثيل.. يأتي إليها السائحون من جميع بقاع الأرض لمشاهدة عظمة الأجداد. لكن كغيرها من القطاعات في مصر، عانت المناطق الأثرية بالأقصر من عدة مشكلات تؤرقها وتعرضها للإهمال والسرقة. وقال مدير أثار مصر العليا، سلطان عيد، إن المناطق الأثرية بمحافظة الأقصر، تعاني من عدة أمور، أهمها انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وهو ما يؤثر على حركة الوفود الأجنبية لزيارتها، مطالبًا بجعل الاقصر أسوة بمحافظة الغردقة والتي لا تشهد انقطاعًا للتيار الكهربائي لكونها محافظة سياحية. وأشار إلى أنه لابد من الاستفادة من حرارة الشمس الحارقة بالأقصر، باستغلالها لإنتاج الطاقة الشمسية، متمنيًا تطبيقها في إنارة المناطق الأثرية بالمحافظة، لتجنب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. وأكد مديرعام أثار الأقصر، الدكتور مصطفى وزيري، أن قلة الموارد المالية، تجعلنا عاجزين عن البدء في عملية تطوير بعض المناطق الأثرية التي تحتاج إلى تطوير وتجديد، لإدخالها ضمن الزيارات السياحية، مثل "معبد المدامود بالشمال –معبد كوميربالجنوب". وأوضح وزيري، أن هناك بعض المناطق التي تحتاج إلى ميزانيات ضخمة لتطويرها، مثل معبد الطود واستكمال طريق الكباش والذى يمتد لمسافة 2700 متر داخل مدينة الأقصر، والذي توقف إثر قيام ثورة 25 يناير، وما يمثل أهمية لربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك. وقال مدير أمن قطاع أثار مصر العليا، قناوي أبو الوفا، إن منطقة آثار الأقصر تعاني من نقص شديد في عدد حراس وأفراد أمن لحراسة المناطق الأثرية، وذلك لعجز الهيئة للتعاقد مع حراس جدد. وتابع: "عدد حراس وأفراد أمن المناطق الأثرية بالأقصر يبلغ 854 فرد أمن وحراسة، فيما تحتاج منطقة آثار الأقصر إلى زيادة هذا العدد لتغطية جميع المناطق بشكل آمن، أي نحتاج إلى حوالى 350 فرد أمن وحراسة"، لافتًا إلى أن سبب العجز يرجع إلى إحالة عدد كبير من الحراس إلى المعاش، ولم يتم استبدالهم بحراس جدد". وقال نجم الدين أحمد، مفتش آثار، إن المياه الجوفية بالمعابد، من أهم المشكلات التي نعاني منها، خاصة في معبد الطود ومعبد المدامود ومعبد كومير، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى إحاطتها بالمنازل لمسافات قريبة جدًا، وهو ما يعرضها للهلاك، ولابد من التخلص من المياه الجوفية باستخدام ماكينات الشفط، كما حدث بمعبد الأقصر ومعابد الكرنك.