أكد وزير الخارجية، سامح شكري، اليوم الخميس، أن المجتمع الدولى مطالب بالتصدي للتطرف أينما وجد، والتطرق إلى كافة الأسباب المؤدية له، كونه الطريق الممهد للإرهاب، فضلًا عن العمل على إيلاء الشباب الاهتمام اللازم، وتجنيبهم الوقوع في براثن التطرف والإرهاب. وذكر شكري، في كلمة أمام مجلس الأمن، أن هناك عدة عوامل أدت إلى ظهور فصائل وتيارات وجماعات اعتنقت أفكارًا وأراءً متطرفة بعيدة عن روح الدين وسماحته، وأخذوا يلزمون الناس بها، مستهدفين الشباب بشكل خاص، كما تعمدوا التركيز على إظهار نقاط الاختلاف وتضخيمها، ما أدى إلى الصراع والتناحر، وعمليات الإرهاب والقتل والعدوان. وتناولت الكلمة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف، وضمان وصول التفسير والفهم الصحيح للإسلام الحنيف وأحكامه إلى المتلقين، موضحًا أن مصر بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة وجادة في هذا الشأن، مضيفًا أنه يتعين مواجهة التطرف والإرهاب بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة، إذ أن الأمر ليس قاصرًا على المواجهات الأمنية، علمًا بأن الوسطية لا تعنى أنصاف الحلول، وإنما الاعتدال في التصورات والمناهج والمواقف. وأشار شكري إلى تنامي ظاهرة انضمام الشباب من الأقليات المسلمة وغيرها فى الدول الغربية للتنظيمات المتطرفة، كمقاتلين إرهابيين أجانب، خاصة فى العراق وسوريا وليبيا وفى أفريقيا، ما يستوجب إعادة النظر فى السياسات التى تتبناها تلك الدول لإدماج المسلمين فى مجتمعاتهم، وحتمية احترام الثقافات المختلفة، ووقف التطاول على الأديان والرسل، وتبني رؤى واضحة للتعامل مع حملات التجنيد التي تنظمها التنظيمات الإرهابية، ومن ناحية أخرى حتمية تنفيذ كافة الدول لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومحاسبة الدول التى تقوم بالتحريض وتوفر التمويل والدعم المغذى لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب. واستعرض شكري الخطوات التي اتخذتها مصر إدراكًا منها لأخطار التطرف والإرهاب، ودعت لحتمية تضافر الجهود الدولية للتصدي لتلك الظواهر من خلال استراتيجيات شاملة، موضحًا أن مصر تؤكد دائمًا أهمية دور الأزهر الشريف، بمنهجه الوسطي والديني المستنير، بما يمثله من مرجعية دينية عالمية، العديد من المبادرات لدحض الأفكار المغلوطة، والأخذ بأيدي الشباب من خلال برامج توجيه ودورات تثقيفية. وبيّن أن الأمر لا يقتصر دور الأزهر على مصر فقط، بل يمتد إلى دول أخرى، إذ يتم إيفاد العديد من علماء الأزهر سنويًا إلى تلك الدول بهدف توضيح الأحكام الشرعية، ومكافحة التطرف الفكري على أرض الواقع، ونشر الفكر الوسطى فيها. وأردف أن دار الإفتاء المصرية بادرت بإنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية، يعمل وفق منهجية علمية قائمة على ضوابط العلم، والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الشرعي الصحيح المعتدل، ليكن معني برصد كافة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة، ويعمل على توضيح أوجه العوار الفكري والديني بها. وأكد الوزير شكري أن الموضوع محل النقاش متعدد الجوانب ويستلزم أن يكون التعامل معه شاملا، بالإضافة إلى الاعتماد على الجهود القائمة بالفعل، بما في ذلك تلك التى تقوم بها الأممالمتحدة، معقبًا أنه لربما سيكون من المفيد قيام السكرتير العام، بان كي مون، بإعداد تقرير شامل عن الموضوع من كافة أبعاده، بما في ذلك توصيات بشأن خطة العمل اللازمة للمضي قدمًا.