توصل الباحث الآثري عماد مهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين، إلى تفسير جديد لأصل تسمية "شم النسيم"، غير ما عرف عن الأصل المستمد من كلمة "شمو" والتي تعنى فصل الحصاد. وأكد مهدي أنَّ كلمة شم النسيم لم تحرف لفظيًا كما يعتقد بعض علماء الآثار واللغة، بل هي كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن وكتبت في مصر القديمة "شم – سم"، ثم نطقت فى القبطية "شوم سيم" حتى وصلت إلينا شم النسيم. وقال مهدي، في تصريحات له، إنه استند إلى مصادر علمية في رؤيته منها كتاب "مصر القديمة"، للدكتور سليم حسن، وكتاب "اللغة المصرية القديمة" للدكتور عبد الحليم نور الدين، و"المعجم الوجيز في اللغة المصرية بالخط الهيروغليفي" لبرناديت موني وترجمة ماهر جويجاتي، وقاموس جاردنر وكتاب "الأعشاب والنباتات في مصر القديمة" تأليف ليز مانكه. من جانبه، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أنَّ نظرية الباحث تعتمد على تفسير حرف "ش" في اللغة المصرية القديمة والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز إلى بركة المياه التي تتوسط الحدائق وكلمة شم تعني أخرج أو أنزل أو تحرك وتم ربط مخصص أسفله لقدم إنسان مما تفيد الخروج إلى البركة ثم البومة والتي تعني حرف الميم وكلمة "سم" تعني نباتات أو بستان ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات. وأضاف ريحان أنَّ رؤية الباحث تؤكد أيضًا أنَّ أصل اللغة العربية يرجع إلى اللغة المصرية القديمة قد انتقلت إلى الجزيرة العربية عن طريق السيدة المصرية هاجر زوجة نبى الله ابراهيم عليه السلام، وأنَّ العامية المصرية هي مزيج متجانس متواصل بين اللغة المصرية القديمة والقبطية والعربية ويتوافق هذا التفسير الجديد لكلمة "شم – سم" مع اهتمام المصري القديم بالحدائق والزهور وتصويرها على جدران المقابر مثل مقبرة الكاتب نب أمون من تصوير أزهار اللوتس طافية على سطح الماء لبحيرة تتوسط حديقة بها أسماك ويحيط بالبحيرة شجر الجميز والدوم والتين الشوكى والنخيل. وأوضح أنَّ التاريخ المصري القديم سجَّل حدائق النبلاء في مناظر مقبرة "إنني" للمهندس المعماري الخاص بالملك تحتمس الأول، حيث سجَّل على جدران مقبرته رقم 81 في طيبة 73 شجرة جميز، و31 شجرة لبخ، و170 نخلة، و120 شجرة دوم، و5 شجرات تين و12 شجرة عنب و5 شجرات رمان و16 شجرة خروب و5 شجرات نبق. وعرفت مصر القديمة مهنة كبير البستانين ومنسق الزهور المقدسة وهو "مين نخت" الذي عاش في عهد الملك أمنحتب الثالث، وكان يدعى بستانى القرابين المقدسة لأمون، كما صور في مقبرته بطيبة أجمل باقات الزهور المصرية وهو أكبر مشتل زهور مصور في الآثار المصرية.