السيسي في أسبوع.. أمن سيناء واجتماع القوات المسلحة و4 قرارات جمهورية

تركزت أنشطة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حول عدد من الملفات الداخلية التي تتعلق بإجراءات تحقيق الأمن والاستقرار في سيناء، والتوسع في قدرات الطاقة الكهربائية، وتشجيع المنظمات التطوعية والخيرية على زيادة أنشطتها، والعمل على التصدي للفساد، ودعم مكتبة الإسكندرية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته، أكد خلاله أن مصر لن تتخلى عن أشقائها من الدول العربية، واِستعرض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية في سيناء، واستمع الرئيس إلى الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل اِستعادة الأمن والاستقرار فيها.
وأشاد الرئيس السيسي خلال الاجتماع بجهود القوات المسلحة في التصدي للعمليات الإرهابية والإجرامية في كافة ربوع مصر بالتعاون مع أشقائهم من جهاز الشرطة المصرية، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وتحقيقًا لأمن الشعب المصري،مضيفًا أن أي أحداث إرهابية أو إجرامية لن تُثني رجال مصر الأوفياء وأبناءها الشرفاء من القوات المسلحة والشرطة عن مواصلة جهودهم لتأمين الوطن في الداخل والخارج، وتحقيق المزيد من تحسن الأوضاع والسيطرة الأمنية في سيناء.
واِستعرض المجلس عددًا من الملفات الإقليمية، والتي جاء في مقدمتها سبل تعزيز الأمن على الحدود الغربية لمصر، وتطورات العمليات العسكرية، ومجمل الأوضاع في اليمن، وفي هذا الصدد، أكد الرئيس السيسي أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وحماية مضيق باب المندب تُعد أولوية قصوى من أولويات الأمن القومي المصري.
وفي إطار تحسين الخدمات الجماهيرية وزيادة قدرات الطاقة الكهربائية، عقد الرئيس السيسي اجتماعًا بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وكلًا من: المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، شدد خلاله على أهمية تعظيم الاستفادة من الموارد والقدرات المتاحة، وذلك من خلال الصيانة الدورية لمحطات توليد الكهرباء لزيادة الكفاءة الإنتاجية، بالإضافة إلى تنفيذ التعاقدات في أسرع وقت ممكن، سواء لشراء الوقود اللازم لتشغيل المحطات، أو بناء المحطات الجديدة، في إطار التعاقدات والمشروعات التي تم الاتفاق عليها أثناء المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مع عدد من كبريات الشركات الدولية العاملة في مجال الطاقة وإنتاج الكهرباء.
كما تناول الاِجتماع سبل ترشيد استهلاك الطاقة عبر العمل على تقليل نسبة الهدر والفاقد، والاعتماد على اللمبات وأجهزة التكييف الموفرة للطاقة، وتركيب عدادات الكهرباء والمياه مسبوقة الدفع، إلى جانب ضرورة تعزيز إجراءات مكافحة الاِستيلاء على التيار الكهربائي دون وجه حق، والعمل على تحصيل مستحقات الدولة.
وخلال الاجتماع، اِستعرض رئيس مجلس الوزراء التطورات والمستجدات الخاصة بعدد من المشروعات الوطنية العملاقة، ومن بينها مشروع توشكى وترعة السلام واِستصلاح المليون فدان، والشبكة القومية للطرق، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث شدد الرئيس على أهمية إنجاز كافة المشروعات في المدى الزمني المقرر لها، مع أهمية الاعتماد على الشركات الوطنية والعمالة المصرية، التي أولاها الرئيس اهتمامًا خاصًا ووجه بضرورة العمل على تحسين أوضاعها العملية والمعيشية.
وفي اجتماع مع عدد من ممثلي المبادرات والمؤسسات العاملة في العمل الخيري والتطوعي، أشاد الرئيس بالدور المهم الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي في المساهمة إلى جانب مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في الارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصري وبث روح الأمل، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تستدعي استنهاض الهمم، وشحذ كافة الطاقات، وإعلاء المصلحة العامة.
وأعرب الرئيس عن أهمية تكاتف الجهود وتحقيق التكامل بين مؤسسات الدولة والمنظمات الأهلية من أجل تعظيم الموارد المتاحة، والعمل على تيسير حياة المواطنين، وتحقيق نتائج إيجابية يلمسونها، مع أهمية أن تشهد الفترة المقبلة التركيز على تطوير وإعادة تأهيل القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، والتي بدأت بعض المبادرات بالفعل في تنفيذ مشروعات هامة بها.
وأكد الرئيس خلال اللقاء على الأهمية التي يوليها لعدد من الموضوعات، على رأسها قضايا الشباب وتوفير فرص العمل لهم، وإيجاد حلول سريعة وفعالة للتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع، فضلاً عن تقديم المساعدة اللازمة لذوى الاحتياجات الخاصة والأيتام ، كما أكد على مراعاة محدودي الدخل والفئات المهمشة فى المشروعات القومية الجاري تنفيذها ، وعدم تحميل ميزانية الدولة تكلفة إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والذى سيتم تنفيذه باستثمارات يتم ضخها من الخارج، كما أكد على تخصيص جزء من المشروع لإقامة وحدات سكنية لمحدودي الدخل.
وفيما يتعلق بمشروع استصلاح المليون فدان، أوضح الرئيس على أن المشروع يهدف إلى تلافي السلبيات الناتجة عن التكدس السكاني في الوادي الضيق، وصولاً إلى إحداث تقدم في جودة ونوعية الحياة والخدمات المقدمة إلى المواطن المصري، وذلك عن طريق إنشاء مجتمعات حضارية متكاملة من حيث الإسكان والزراعة، وإقامة المصانع، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من مدارس وشبكات طرق ومستشفيات وغيرها.
وفي نهاية الاجتماع، وجه الرئيس بتخصيص مبلغ 500 مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لجهود تطوير القرى الأكثر احتياجًا، كما تم الاتفاق على تنسيق الجهود التي تقوم بها كل من الحكومة والمنظمات الخيرية والمبادرات الأهلية من أجل الارتقاء بهذه المناطق وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لسكانها.
واستعرض الرئيس السيسي جهود تصويب الخطاب الديني في لقاء مع الشيخ أسامة الأزهري، عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع، وتناول اللقاء تكليفات الرئيس للمجلس التخصصي لتنمية المجتمع بشأن ضرورة إيلاء اهتمام بالبناء الفكري للشخصية الإسلامية، بما يسمح بتكوين عقلية معتدلة ومنفتحة تعتنق القيم السمحة للدين الإسلامي.
وأكد الرئيس على أهمية إبراز قيمة إعمال العقل في الإسلام، ومعالجة البناء الفكري والنأي به عن القوالب الجامدة، ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة لديننا الحنيف، كما أكد الدور الهام الذي يضطلع به الأزهر الشريف وكبار شيوخ وعلماء الدين في نشر تعاليمه الصحيحة والسمحة، وتصويب الخطاب الديني، سواءً في المساجد أو بالمناهج التعليمية، مؤكدًا على أهمية العمل على مواجهة الأفكار المغلوطة، وبما يساهم في السمو بالمنظومة القيمية للمواطن المصري والنهوض بها.
واستعرض الرئيس في لقاء مع الدكتور إسماعيل سراج الدين، أنشطة مكتبة الإسكندرية، ومن بينها مشروع سفارات المعرفة في الجامعات المصرية؛ لتقوم بتقديم خدمات مكتبة الإسكندرية في عدد من المحافظات، مشيدًا بالجهود الإيجابية للمكتبة في مختلف المجالات، منوهًا إلى مساهمتها في نشر الثقافة وتشجيع الِاطلاع وإثراء الفكر التنويري، لا سيما من خلال التعاون البنّاء مع الأزهر الشريف لنشر القيم الإسلامية المعتدلة.
كما استعرض الرئيس السيسي في لقاء مع سامح شكري، وزير الخارجية، عددًا من الملفات الإقليمية والدولية، والتي جاء في مقدمتها المستجدات على الساحة اليمنية، وتطورات الأوضاع في ليبيا، ونتائج الاجتماع الأول للجنة الوزارية العربية بشأن التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والذي طالب بضرورة وجود تحرك وتدخل دولي واضح يؤسس لحل الدولتين وفق القوانين والقرارات الدولية.
وفي لقاء مع اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، أكد الرئيس السيسي على ضرورة تحقيق التوازن بين تحقيق الأمن، وحقوق وحريات المواطنين، واستعرض الجهود التي تتخذها الوزارة للمساهمة في حفظ الأمن وإقرار النظام، كما أكد خلال المقابلة على أهمية توخي أقصى درجات الحذر والتصدي بقوة للأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وترويع المواطنين الآمنين.
وفي إطار جهود الرئيس السيسي في مكافحة الفساد واستعادة ثقة المواطن، التقى بالسيد محمد عرفان جمال الدين، الذي أصدر الرئيس قرارًا بتعيينه رئيسًا لهيئة الرقابة الإدارية، وشدد السيسي على أهمية رصد حالات ووقائع الفساد والتصدي لها بشكل مسبق للحيلولة دون وقوعها، بما يساهم في إعادة الثقة لدى المواطن المصري في حرص الدولة على صون حقوقه.
كما التقى الرئيس والسيد محمد عمر هيبة، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، حيث أصدر الرئيس قرارًا بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لمكافحة الفساد، بعد اِنتهاء فترة عمله رئيسًا لهيئة الرقابة الإدارية، وأشاد الرئيس بالجهود التي بذلها والتي ساهمت في الارتقاء بمنظومة العمل في هيئة الرقابة الإدارية.
وفي خطاب موجه للرئيس السيسي، أشادت كريستين لاجارد مُدير صندوق النقد الدولي، بنجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وبمستوى المُشاركة فيه، والعدد الكبير لاتفاقات الأعمال التي تمت، والمُساهمات القيمة التي أعلن عنها عدد من الدول، وهو ما يُعد شهادة ثقة من العالم في الإمكانيات المُتاحة في مصر.
وأعربت عن ارتياحها للإصلاحات التشريعية التي اتخذتها مصر، وخطتها الاقتصادية الرامية إلى تحقيق الاستقرار للاقتصاد المصري، مُؤكدة ثقتها في أن مصر لن تستمر فقط في مسارها للإصلاح بل ستعززه، خاصة أن لديها الإمكانيات المُتاحة لتحقيق تطلعات شعبها في عملية نمو قوية وشاملة، وأكدت في خطابها استعداد الصندوق لتقديم المساعدة لمصر بكافة الطرق المُمكنة.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسي قرارًا بتعيين الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيسًا لبعثة الحج الرسمية في موسم حج عام 1436 هجرية ، كما أصدر قرارًا جمهوريًا بالترخيص للطائفة الإنجيلية بإقامة كنيسة بحي المعادي، وأصدر قرارًا جمهوريًا بإعادة تشكيل مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي للنقل البري "فرع القاهرة"، كما وافق على اتفاقية إيجار معدات تنتهي بالتمليك لمشروع كهرباء غرب القاهرة.
وفي لفتة إنسانية، استجاب الرئيس السيسى لمناشدة الحاجة نجيبة التي طالبت بترميم البيت الذي تعيش فيه مع أسرتها، حيث أنه أوشك على الانهيار، وكلف الرئيس الأجهزة التنفيذية بمحافظة المنيا بالبدء في ترميم المنزل.