خلال لقائه مع عدد من وسائل الإعلام الروسية، صرح الرئيس السوري، بشار الأسد، بأن الغرب لا يرغب بالحل السياسي. ويعتقد الأسد أن الحل السياسي بالنسبة للغرب يعني تغيير الدولة، وإسقاطها واستبدالها بدولة عميلة لها كما حصل في أوكرانيا تمامًا، حسب تعبيره. وشبه الأسد أحداث أوكرانيا بالسيناريو السوري، وبأنها نفس الدعاية الإعلامية، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للغرب ما حصل في أوكرانيا هو حل سياسي، ولكن لو بقي الرئيس السابق المنتخب من قِبَل الشعب، لقالوا: إن هذا الرئيس سيئ وديكتاتور وقاتل للشعب. واعتبر الأسد أن ما حدث في أوكرانيا هو أن دعاة الحرب كانوا يدفعون باتجاه تسليح الأطراف المختلفة في أوكرانيا من أجل تغيير الأنظمة في أوكرانيا، ولاحقًا في روسيا، لأن الغرب لا يقبل بروسيا كدولة كبرى وكشريك لهم على مستوى العالم، فكيف يقبلون بدولة صغيرة كسوريا. وبيّن الأسد أن الغرب لا يقبل شركاء، هو يريد فقط دولًا تابعة، حتى الولاياتالمتحدة لا تقبل شركاء في الغرب، حتى أوروبا تريدها فقط تابعة للولايات المتحدة. كما اتهم الرئيس السوري الغرب بأنه يرمي إلى تغيير الأنظمة بالقوة منذ خمسة عقود، وكانت محاولته في ذلك تأخذ اتجاهين، أحيانًا تبديل الدولة، وعندما كانت تفشل هذه المحاولات، وكانت دائمًا تفشل، فيذهبون باتجاه آخر هو إضعاف الدولة من الداخل. وأشاد الرئيس السوري بالمبادرة الروسية لأنها أكدت على الحل السياسي، وقطعت الطريق على دعاة الحرب. وحول الجولة الثانية من اللقاء (السوري – السوري) المتوقع عقدها في موسكو الشهر المقبل، قال الأسد: إن "تقييمنا لهذه الجولة وللمبادرة الروسية ككل، هو تقييم إيجابي جدًا لأن المبادرة هامة". واتهم الأسد الغرب بأنه كان يحاول أن يدفع باتجاه البدء بحرب عسكرية في سوريا خلال الأزمة، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، أو دعم الشعوب التي قامت من أجل الحرية، وغيرها من الأكاذيب التي ترد في الإعلام الغربي، حسب قوله. وكان الأسد قد دعم منذ اللقاءات الأولى بينه وبين المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا، الأفكار التي طرحها، واتفقا على العناوين الأساسية للمبادرة التي تم إعلانها لاحقًا من قِبَل ميتسورا الذي بدأ العمل مع فريقه في سوريا من أجل تطبيق هذه المبادرة. واعتبر الرئيس السوري، أن المبادرة من حيث المبدأ صحيحة لأنها تتعامل مع الواقع على الأرض بشيء يشبه المصالحات التي تحصل في سوريا، والهدف منها هو تخفيف الضغط والخطر عن المدنيين في مدينة حلب تحديدًا كمقدمة لهذه المهمة. ومع ذلك تحفظ الأسد على تلك المبادرة لأنها تعتمد على أكثر من طرف، فتعتمد على تعاون الدولة بشكل أساسي، لكنها من جانب آخر تعتمد على استجابة المسلحين الذين يتواجدون في أحياء مختلفة من حلب، والذين يراهم الأسد خاضعين لدول أخرى، وتحديدًا تركيا. وكانت القوى المسلحة قد أعلنت منذ بدء المبادرة عن رفضها من الأساس، وهي المبادرة يعتقد الأسد أنها واقعية بمضمونها وفرص نجاحها كبيرة إن توقفت تركيا والدول الأخرى التي تمول المسلحين عن التدخل. ويأمل الأسد في نجاح تلك المبادرة اعتمادًا على أن معظم السوريين يرغبون بالتخلص من الإرهابيين، والعودة إلى الحياة الطبيعية وإخراج الإرهابيين من الأحياء التي يعيشون فيها. ويرى الأسد أن الأزمة السورية قابلة للحل، إذا جلس السوريون مع بعضهم وتحاوروا دون تدخل خارجي، وإذا توقف إمداد المسلحين بالمال، لأن المجتمع السوري يدعم المصالحات ويدعم كل هذه الحلول. ونفى الأسد الأطروحات السياسية التي ترى أن المجتمع السوري تفكك، لأن ما يحصل في سوريا ليس حربًا أهلية، ففي الحرب الأهلية يجب أن تكون هناك خطوط تفصل بين المتقاتلين إما على أساس عرقي أو ديني، أو على أساس طائفي، هذا الشيء غير موجود في سوريا وكل الناس يعيشون مع بعضهم. وفيما يتعلق بالتواجد الروسي في الشرق الأوسط، يرى الأسد أن التواجد العسكري الروسي في شرق المتوسط ضروري جدًا لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي منذ أكثر من 20 عامًا، وهذا التواجد هو أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور هام لاستقرار العالم.