تصوير: خالد بسيوني مجلس سوزان مبارك اتغسل تمامًا.. ولم يبق منه سوى ميرفت التلاوي لست ضد وجود أشخاص طاهرين من الوطني بقائمة حب مصر .. وأرفض المصالحة مع الإخوان لا أهضم ما يكتبه إبراهيم عيسى.. وإسلام البحيري خرج عن الضوابط الأخلاقية ك صعيدية : لا أرحب بلقب السيدة الأولى.. و ماحدش سيد علينا النور حزب ظلام ومتلون.. ويستخدم الدين حسب أهوائه ومنافعه قالت آمنة نصير، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر سابقًا، والقيادية بقائمة "في حب مصر"، إن الدكتور كمال الجنزوري هو أول من عرض عليها الانضمام إلى القائمة، وأن أولوياتها تتمثل في إصدار قانون ضد المتاجرة بالدين، ومواجهة كل من يطالب بتطبيق الشريعة داخل البرلمان المقبل. وأضافت "نصير" في حوار ل ويكيليكس البرلمان ، إنها ترفض لقب السيدة الأولى، وأن زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي تذكرها بزوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدة أن "محدش سيد علينا". ووصفت التلاوي المجلس القومي للمرأة السابق بأنه مجلس "سوزان مبارك"، وأنه "اتغسل" بعد الثورة، ولم يبق سوى السفيرة ميرفت التلاوي. في البداية لماذا قررتي الترشح لانتخابات مجلس النواب؟ العديد من الشخصيات العامة طلبوا مني الترشح للبرلمان، ولكنني دائما كنت أفضل أن استمر كأستاذ جامعي، ولا أتطرق إلى العمل السياسي، ثم أصبح مطلب أسري، وبدأ أفراد أسرتي يشجعونني علي الفكرة، وبالأخص نجلي المستشار محمد الدمرداش، قائلا: "أنتي تخدمين العلم لمدة 40 عام كمحاضرة لعلم الفلسفة، والفلسفة والسياسة وجهان لعملة واحدة، ولهذا أنتي من أفضل الناس لتولي هذا المنصب". - ولما اخترتي قائمة "في حب مصر" تحديدًا؟ عُرض علي من جميع التحالفات الانتخابية الانضمام إليهم، لكن الدكتور الجنزوري حدثني، وطلب مني الانضمام إلى القائمة التي كان يعدها، حيث قال لي نصًا: "اتركي الجناح الجامعي فترة، نحن نحتاجك في المشهد السياسي"، فرحبت علي الفور، لأنه قامة كبيرة، وكان أيضا أول من تحدث معي بشأن للانضمام إلى "في حب مصر"، إلا أن القائمة كانت تحمل اسم آخر قبل تبديله. وكان لي شرطًا واحد لكي انضم إلى القائمة، وهو أنني لا أرحب بوجود أشخاص عليهم خلاف سياسي أو اخلاقي داخل القائمة، لأنني استاذ جامعي واحترم اسمي ومنصبي. - إذا؛ ما تعليقك على وجود أشخاص ينتمون إلى نظام "مبارك" داخل القائمة؟ في رأي كأستاذ للعقيدة والفلسفة الإسلامية، أنه من الخطأ أن نصدر أحكام على عصر بأكمله ونصفه بأنه عصر مارق، وبالقطع ليس التسعين مليون مواطن مصري سيحسبون علي نظام مبارك، فمثلا أنا تعاملت مع الدكتور حسام بدراوي، وهو كان الأمين العام للحزب الوطني، وأجده شخصية محترمة، ويتمتع بعلم واسع. لهذا فإنني لست ضد وجود أي من الأشخاص الذين كانوا ينتمون إلى الحزب الوطني داخل هذه القائمة، ما دام أنه طاهر السمعة، بالإضافة إلي أنني لست على علم بكل الأسماء داخل القائمة. - ومن نفس المنطلق؛ هل توافقي على المصالحة مع جماعة الإخوان؟ يستحيل؛ فمن أراق الدم، ورمل النساء، ويتم الأبناء، وأثار الشغب داخل الجامعات، لا يمكن المصالحة معه، حتي ولو صار كالملائكة أمامي، ولن أقبله إلى أن ألقى الله. - هل "في حب مصر" لديها برنامج انتخابي واضح؟ أولا: نحن من مختلف التوجهات السياسية والفكرية، وكل فرد داخل هذه القائمة هو برنامج انتخابي بمفرده، وكل عضو لديه أجندته وأولوياته، ثانيا: متى كان المواطن المصري يسأل عن البرنامج الانتخابي للمرشح ويحاسبه، نحن نفتقد لهذه الثقافة، لذلك في رأي هذا كلام روتيني، فالمفترض أن نحاسب كل عضو بمفرده. - ما رأيك في الأحزاب التي تؤسس على مرجعية دينية؟ أتحدث تحديدًا هنا عن حزب النور؟ إنني ضد تأسيس الأحزاب على أسس دينية، واعتبر ذلك متاجرة بالدين؛ و"النور" حزب ظلام، فهو حزب متلون يستخدم الدين حسب أهوائه ومنافعه، وفي عام 2012 رفضوا وجود اسم أو صورة للمرشحات، ووزعوا الدعاية الانتخابية بصورة وردة، ثم بعد ذلك يقولون نحن مستعدون لوجود مرشحات مسيحيات ومرشحات غير محجبات علي قوائمنا، فمن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. - إذا طالب بعض النواب بتطبيق الشريعة الإسلامية، فهل سترحبين بذلك؟ سأواجه كل من يطالب بذلك، وأرد عليه بالنصوص من القرآن والسنة، فما هو غير المطبق في الحدود غير حد قطع اليد؛ والحدود في الأصل كانت للردع، وما دام تم استحداث قوانين للردع، يجب أن نأخذ بمستجدات العصر، وسأعود إلي حديث الرسول (ص): "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها". إذن الدين يدعو إلي الاجتهاد والتجديد، وهذا جزء أصيل في الشريعة الإسلامية، ولا يجب أن أقُتلع من مصادري وتراثي، وفي نفس الوقت لا أقول آراء تعد نشاز في العصر الحالي. كيف تقييمين آراء إبراهيم عيسى وإسلام البحيري في بعض الأمور الدينية؟ احترم علم وثقافة إبراهيم عيسى، ولكنني لا أهضم ما يقول أو يكتبه الآن، أما إسلام البحيري فعندما بدأ منذ عامين كان يتمتع بالكثير من العلم، لكن منذ عام خرج عن الآلية العلمية والضوابط الأخلاقية. - وما هي أولوياتك وبرنامجك التشريعي في حال فوزك في الانتخابات؟ علي رأس أولوياتي ملف التعليم في مصر، ولدي برنامج كامل وشامل لإصلاح منظومة التعليم، وتطوير المناهج من مرحلة الابتدائي إلى مرحلة التعليم الجامعي، سواء في التعليم الأزهري أو التعليم العام. أما بالنسبة لمشاريع القوانين الدينية، فأهمها هو قانون لمنع المتاجرة بالدين، ومنع استخدام رجال السياسة الدين لكسب أصوات الناس، فالدين في القلوب وفي سلوكياتنا، ولكن لا يجب توظيف الدين لتحقيق مآرب سياسية. - وما اللجنة النوعية التي ستختارينها بعد انعقاد البرلمان؟ ستكون الرغبة الأولى لجنة التعليم، لأنني أمضيت عمري كله في الجامعة، ولا بد أن أمنح تلك اللجنة خلاصة معرفتي وخبراتي. - بصفتك أستاذ بجامعة الأزهر؛ ما تعليقك على فصل عدد كبير من الطلاب والأساتذة؟ هؤلاء الطلاب الذين تم فصلهم فاسدون، فالجامعة لها ضوابط أخلاقية وقانونية، لا أستطيع أن أصف لكي كم الاهانات التي واجهها أساتذة جامعة الازهر، فالطلاب تطاولوا علي الأساتذة بالأيدي وكانوا يهددونهم، إلى جانب كم الشتائم والألفاظ البذيئة التي كتبوها هؤلاء الطلاب علي جدران الجامعة، فالطلاب حولوا الجامعة إلي سكنة عسكرية. - كيف تقيمي تظاهرات أنصار الإخوان؟ وهل يجوز الخروج على الحاكم؟ مظاهرات الإخوان نوع من العته والخبل، وسوء تقدير منهم للوضع الحالي الذي تمر به مصر، ونحن كنا نتعاطف معهم قبل ذلك، لكن الآن بعد ما فعلوه لا يجب أن نتهاون مع هؤلاء. أما نقطة الخروج علي الحاكم فهي نوع من "التوك شو" في التاريخ الإسلامي، وهو مصطلح ممجوج (مستهجن)، ووضع في فترة زمنية لتبرير أحكام فقهية أو رفض أحكام أخرى، والمجتمع المعاصر يخلو من هذه الكلمات، ولهذا فالحاكم لابد أن يدرك ويعرف أن الإنسان المصري تغير ويدرك البعد النفسي للمجتمع، نحن أصبحنا شعب متمرد وقليل الحكمة، وأحسب أن أفضل سبيل للحفاظ على استقرار الدولة هو العدل. - البعض أخذ عليكي تشبيه الرئيس السيسي بثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب؟ هذه عاطفة دينية، وأتذكر أنها كانت في واقعة بعينها، وهي عندما توجه الرئيس إلي زيارة السيدة التي تعرضت للتحرش في ميدان التحرير لمؤازرتها نفسيا، وقلت أنني أري فيك ما كان يفعله عمر بن الخطاب. - ولكن المصريين شعب عاطفي، وهذه المقولات تجعله ينظر إلى الحاكم نظرة بها قدسية؟ هذا سؤال به نعرة الشباب، أنني ضد التزيد في المدح أو الذم، ولكن أتسأل هل مصر تحتمل ثورة أخري في ظل هذه الظروف الاقتصادية، والوضع السياسي الداخلي والخارجي، يجب أن نكون حكماء. - بصفتك عضو بالمجلس القومي للمرأة، وسوزان مبارك كانت رئيسة المجلس لفترة طويلة، كيف تقييمي أدائها؟ مجلس سوزان مبارك اتغسل تماما، ولم يبق منه سوي السفيرة ميرفت التلاوي، وأثناء تولي سوزان رئاسة المجلس كنت عميد بجامعة الازهر بالإسكندرية، ولم أحضر هذه الفترة، ولا أعرف عنها شيء. وحتى عندما طلبت مني ميرفت التلاوي الترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 2005، قلت لا أرغب في ذلك المنصب، فأن أستاذ جامعي، ولا أريد استبدال هذا العمل. - كيف ترى عدم ظهور زوجة الرئيس السيسي علي الساحة الاجتماعية أو الحياة العامة كسوزان مبارك؟ أنا سعيدة جدا بهذا التوجه، وقلت قبل ذلك أتمني أن أجد رئيسا لمصر ليس له سيدة أولي، فهي تتبع سلوك زوجة الرئيس جمال عبد الناصر. وكامرأة صعيدية لا أرحب بلقب السيدة الأولي، "محدش سيد علينا". - دائما تصرحي بأننا نعيش حالة من الانفلات الأخلاقي، كيف نعالج ذلك؟ أولا: الإعلام، حيث لدي تحفظات كثيرة علي الأداء الإعلامي السائد حاليا، ويجب أن تكون هناك ضوابط إعلامية. ثانيا: خطاب ديني قويم، وأن يكون هناك دور للمساجد والكنائس محدد، وأن نستعد دور الدين في المجتمع مرة ثانيا؛ فالمساجد زمان هي من كانت تربي الأجيال.