انشغلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية باختفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المفاجئ عن الساحة، وتأجيل موعد زيارته المقررة لكازاخستان يوم الخميس الماضي؛ ما دفع عدد من الصحف لإبراز قصة مرضه كما حدث قبل 3 سنوات. في عام 2012 كانت صحة بوتين موضع تكهنات، وذلك بعد أن ألغى زيارات عديدة خارج روسيا، ثم ظهر وهو يعرج، وفسر الكرملين آنذاك غياب الرئيس استنادًا إلى أن بوتين يعاني من إصابة سابقة في الظهر، وقالت بعض وسائل الإعلام إن بوتين "أصيب بورم سرطاني في البنكرياس، بينما نفت وسائل الإعلام أخرى إصابته بهذا الورم، ونقلت ما اعتبرته تسريبات بأنه أصيب بجلطة". أين أنت يا بوتين؟ طرحت "سي إن إن" استفتاء على موقعها العربي، لاستطلاع رأي الجمهور بشأن غياب الرئيس الروسي: "أين هو بوتين؟ وهل إشاعات تدهور صحته حقيقية؟ أم أن الكرملين أطاح به؟ وحاولت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير، اليوم الأحد، البحث في الأسباب المحتملة لاختفاء بوتين منذ عشرة أيام، وقالت إنه "يعزز الأقاويل التي تؤكد وجود انقلاب من قيادات عسكرية عليه، واحتجازه بأحد القصور الرئاسية، حيث تعتبر تلك أطول فترة غاب فيها بوتين عن العلن". وأشارت الجريدة إلى أن موسكو تشهد تعزيزات أمنية وعسكرية ضخمة الأيام الماضية، ما زاد من تردد الشائعات في الشارع الروسي من وجود تحرك ما في مؤسسات الدولة، وأنها تتحرك ضد بوتين. وفي تحليل مختلف، رأت صحيفة "كورير" النمساوية، اليوم الأحد، أن بوتين، يعاني من مشكلات في الظهر، وأن خبير عظام من فيينا سافر إلى موسكو لعلاجه، إلا أنها لم تكشف عن اسم الطبيب، أو عن مصدر معلوماتها. لكن خبراء روس، بحسب موقع "العربية.نت" يعتقدون أن اختفاء بوتين ليس له علاقة بأي أمراض، وإنما فسروا الغياب بأحد السيناريوهين: الأول هو خطة وضعها وينفذها بوتين نفسه، تستهدف الابتعاد على بقعة الضوء ورصد الأوضاع والتطورات الجارية، واتخاذ خطوات عملية من دون تسليط الأضواء عليها. ويرى أنصار هذا السيناريو أن بوتين الذي تم إعداد في أعتى أجهزة الأمن العالمية، وهو لجنة أمن الدولة السوفيتية (كا جا با) لا يزال يدير أمور الحكم بعقلية، ولأن الأسلوب الأمني في إدارة الأعمال لا يحقق نجاحاً إلا في الظلام، فقد اضطر بوتين للابتعاد عن الأضواء بحجة مثل إصابته بالمرض. أما السيناريو الثاني فيعتبر أن اختفاء بوتين جاء قسرياً تحت وطأة ضغوط وصراعات داخل السلطة الروسية، سببها دخول الكرملين في مواجهات وصدامات مع الغرب في عدد من الملفات، أبرزها الملف الأوكراني، ما أدى لخسائر كبيرة ليس فقط للدولة الروسية والخزينة الحكومية، وإنما أيضاً لكبار رجال الأعمال الروس، ما دفع بعض مراكز القوى داخل السلطة الروسية بالضغط على الرئيس لكي يتنحى مؤقتاً على أمل إيجاد مخارج من الوضع الراهن. تزايد الشكوك من جهته، نفى المتحدث الصحفي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، مرض الرئيس الروسي، وأعلن أنه بصحة جيدة بعد أسبوع من اختفائه، وأمام عدسات الكاميرات التقى بوتين مع رئيس المحكمة العليا، الذي أطلعه على النتائج الأولية لعمل المحكمة العليا الموحدة. لكن تصريحات رئيس المحكمة العليا كشفت أن هذا اللقاء عقد منذ فترة لا تقل عن 3 شهور، وتحديداً بعد 5 شهور من مصادقة الرئيس الروسي على قرار بتوحيد المحاكم العليا، صدر في أواخر مايو العام الماضي. بوتين بخير ردًا على الشائعات التي تستهدف خلخلة نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن طريق الصحف الأمريكية والغربية التي تتبنى نشر أخبار مغلوطة متعلقة بحياته الشخصية والعائلية، ووصلت اليوم إلى زعم الانقلاب عليه، يعرض التليفزيون الروسي اليوم فيلمًا عن استعادة منطقة القرم للهوية الروسية، يشاهده "بوتين" بصبحة الشعب الروسي. وذكر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم رئيس روسيا، أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم مشاهدة فيلم "القرم.. الطريق إلى الوطن" على شاشة التليفزيون مساء اليوم، مثله في ذلك مثل سائر مواطني روسيا - حسبما أفادت وكالة "سيوتينك". وكانت قناة "روسيا 1" أعلنت يوم 8 مارس الماضي، أنها ستعرض قريبًا فيلمًا عن استعادة شبه جزيرة القرم للهوية الروسية، يتحدث فيه فلاديمير بوتين حول الدوافع والبواعث من وراء قراره بشأن إعادة تبعية القرم لروسيا. قالت قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني، إن "الكرملين" أفاد -في وقت سابق-، بأن الرئيس بوتين سيعقد غدًا الإثنين، لقاءً مع نظيره القرجيزي ألماز بك أتامبايف في بطرسبورج، لبحث تطوير العلاقات الثنائية على خلفية انضمام قرجيزيا إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن اللقاء بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وبيلاروس ألكسندر لوكاشينكو وكازاخستان نورسلطان نزارباييف قد يعقد الأسبوع الحالي في أستانا. وبحسب "روسيا اليوم": "أكد بيسكوف في تصريح صحفي، الخميس 12 مارس أن الاجتماع لم يلغ بل تم تأجيله ومن المرجح أن يعقد الأسبوع القادم"، بعدما كان مقررًا أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة الكازاخستانية أستانا يومي 12 و13 من الشهر الجاري للقاء نظيريه لوكاشينكو ونزارباييف.