محلية النواب تستدعي محافظ كفر الشيخ لهذا السبب    "حظر".. إجراءات مشددة من القومي للاتصالات تجاه المكالمات المزعجة    التصعيد الأوروبي ضد إسرائيل.. لماذا الآن؟- تحليل    محمود الخطيب: نسعى للتقدم وتحقيق النجاحات من أجل جماهير الأهلي    خطوة جديدة نحو أوروبا.. مرموش يقود مانشستر سيتي إلى الفوز على بورنموث (فيديو)    عمرو أدهم: حريصون على تسوية مستحقات جوميز بشكل ودي    "تعليم القاهرة" تواصل البث المباشر لمراجعة الرياضيات لطلاب الشهادة الإعدادية    25 صورة من حفل زفاف مسلم ويارا    البحرين تعزى جمهورية مصر العربية فى ضحايا سقوط طائرة تدريب عسكرية    المستشار محمود فوزي: مشروع قانون الإيجار القديم يرحم المستأجر ولا يقتل الأمل لدى المالك    ابن شقيق عبد الحليم حافظ: لدينا تسجيلات لحياة عمى تتعرض لقصته مع السندريلا    يبدأ غدًا.. «متحدث الإسكان» يكشف تفاصيل الطرح الجديد    ماجد عبدالفتاح: نسعى لتعليق مشاركة إسرائيل في الجميعة العامة للأمم المتحدة    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    محمد عامر: الرياضة المصرية تنهار بفعل فاعل.. وصمت هاني أبو ريدة "مدان"    291 عملاً خلال 57 عاماً.. رحلة «سمير غانم» الفنية بالأرقام    فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا .. اعرف التفاصيل    لامين يامال يغازل أرقام ميسي التاريخية    غرق ثلاثة أطفال داخل ترعة بالدقهلية أثناء الاستحمام    جميلة وساحرة.. إطلالة لميس رديسي في مسابقة ملكة جمال العالم (صور)    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه    حكم الاحتفال بعيد الميلاد.. أمين الفتوى: احتفل بما يفرحك واجعله فرصة للتأمل في حياتك مع الله    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    الحليب قد يسبب الصداع للبعض- إليك السبب    جولة تفقدية لوزير السياحة والآثار بدير أبومينا ومارمينا بالإسكندرية    تامر حسني يغني على «مزاج» الجمهور في حفل غنائي تفاعلي (تفاصيل)    نقيب المحامين يحذر من القرارات الفردية في التصعيد بشأن أزمة الرسوم القضائية    أحمد فارس: التحالف الإعلامي المصري الصيني ضرورة لصناعة مستقبل مشترك أكثر تأثيرًا وتوازنًا    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة للمنطقة الغربية    الخطيب يقود حملة لإزالة التعديات على أملاك الدولة بالقليوبية    البابا تواضروس ووزير السياحة ومحافظ الإسكندرية ومديرة اليونسكو يتفقدون مشروع حماية منطقة أبو مينا الأثرية    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية رشوة وزارة الري    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات بين الأهلي ووادي دجلة (مستند)    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    الجيش الصومالى يشن عملية عسكرية فى محافظة هيران    «لسه بدري عليه».. محمد رمضان يعلن موعد طرح أغنيته الجديدة    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك بث مباشر اليوم في نصف نهائي دوري سوبر السلة    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    حكومة بلجيكا تتفق على موقفها بشأن الوضع في قطاع غزة    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برهامي: «الإخوان» لم يخترقوا «النور».. ولم أفكر في الترشح للانتخابات
نشر في التحرير يوم 07 - 03 - 2015


حوار: باهر القاضي
الأيام الماضية شهدت تحولًا واضحًا لموقف وزارة الأوقاف من التعامل مع مشايخ الدعوة السلفية، حول اعتلاء مشايخ الدعوة لمنابر المساجد، حيث تبنَّت الوزارة فور صدور قانون تنظيم الخطابة خلال الأسابيع الماضية، لهجة شديدة فى تطبيق القانون وعدم السماح للسلفيين باعتلاء المنابر، خصوصًا نائب رئيس الدعوة السلفية ورجلها القوى الدكتور ياسر برهامى، ولكن بعد حصول برهامى على التصريح وصعوده المنبر.
ويكيليكس البرلمان يُجرى حوارًا معه، لكشف تفاصيل تحوُّل المشهد لصالح الدعوة السلفية.
■ الكثير تعجَّب من تحوُّل موقف الأوقاف من التعامل مع السلفيين فى مسألة صعود المنابر، بعد السماح لكم بالخطابة، فما السر؟
- فى الحقيقة أن مشايخ الدعوة السلفية شهدوا تربصا واضحا من قبل الأوقاف ، خصوصًا بعد صدور قانون تنظيم الخطابة، حيث إن البعض من مشايخ وأبناء الدعوة السلفية تم تحرير محاضر لهم بشكل يتنافى مع القانون، لأن أغلب أبناء الدعوة السلفية هم فى الأصل حاصلون على شهادات أزهرية تخول لهم الحصول على تصاريح خطابة وصعود المنابر، غير أن الأوقاف فى ذلك الوقت كانت تتبنى موقفًا غير قانونى وهو التعنت مع مشايخ السلفيين بشكل يتناقض مع تصريحات الدكتور محمد مختار جمعة إبان ثورة 30 يونيو، حيث صرَّح لنا فى إحدى مقابلاته بأن الدعوة السلفية بسبب تأييدها للثورة والوقوف إلى جانب إرادة الشعب بشكل واضح تكون قد أنقذت البلاد من الدخول فى حرب باسم الدين، غير أنه سرعان ما تبدَّل فبدأ يتعامل مع السلفيين وكأنهم غرباء عن خارطة الطريق، وهى الفترة الأخيرة التى شهدت توترًا بين الطرفين، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت ميلادًا جديدًا للعلاقة بين الدعوة السلفية وبين الأوقاف دون إخلال بتطبيق القانون، وذلك بالسماح للأزهريين من الدعوة السلفية بالحصول على تصاريح خطابة، حيث حصلت على تصريح خطابة رسمى من قبل الأوقاف ، وكذلك الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، بالإضافة إلى أنه جار الآن الإعداد لدفعة جديدة من تصاريح الخطابة لعدد من مشايخ الدعوة السلفية الكبار، لتوافر شروط قانون تنظيم الخطابة عليهم، ويأتى الشيخ أحمد حطيبة والشيخ شريف الهوارى والشيخ محمد القاضى والشيخ سعيد الروبى والدكتور عبد المنعم الشحات فى مقدمة المشايخ الذين تشهد الأيام الحالية تقنينًا لأوضاعهم والحصول على تصاريح خطابة، حتى يتسنى للدعوة السلفية مواجهة أفكار التطرُّف والإرهاب، خصوصًا فكر داعش الإرهابى.
■ هل مواجهة فكر داعش وراء تعاطف الأوقاف مع مشايخ الدعوة السلفية؟
- فكر داعش الإرهابى يشكّل خطورة على شباب المجتمع، ويتطلب دحر هذا الفكر البعيد عن تعاليم الإسلام تكاتف وتضافر جميع مؤسسات الدولة الدينية مع الجمعيات الإسلامية القانونية، أمثال الدعوة السلفية، الأمر الذى بالفعل تفهمته الأوقاف وبدأت تتعامل بمرونة مع مشايخ الدعوة السلفية فى الرجوع إلى المنابر وإطلاق قوافل دعوية فى شتى محافظات الجمهورية، لتوعية شباب الوطن بخطورة هذا الفكر الإجرامى، خصوصًا أن الدعوة لها باع طويل فى محاربة مثل تلك الأفكار.
■ وما دور الأزهر فى حصول مشايخ السلفية على تصاريح خطابة؟
- الأزهر الشريف نبراس للعلوم الشرعية فى شتى بلدان العالم الإسلامى، غير أن الأزمة التى كانت بين الأوقاف والدعوة السلفية بذل فيها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، جهدًا وفيرًا لحلها، حيث سبق أن التقى الدكتور يونس مخيون، وتم النقاش معه فى عدة موضوعات، أهمها تلك الأزمة، حيث وعدنا بحل الأزمة والسماح للسلفية باعتلاء المنابر بشكل يضمن سلامة القانون، وبالفعل انتهت الأزمة، غير أنه ليس جهة إصدار تصاريح، بالإضافة إلى أن وزارة الأوقاف بدأت تتجه إلى تطبيق القانون بكل شفافية بعدم إقصاء السلفيين لكونهم سلفيين، حتى لو توافرت فيهم الشروط، ف الأوقاف الآن تطبق القانون وتمنح تصاريحها للأزهريين من شباب الدعوة السلفية، طبقًا للقانون، إلى جانب خطورة فكر داعش ، مما جعل الوزارة نفسها فى موقف مرن مع التعامل مع تصاريح الخطابة، لأن المرحلة خطيرة وتتطلب المزيد من التضافر والتعاون.
■ ماذا عن مستقبل اختبارات العمل بنظام الخطابة بالمكافأة الذى سبق أن أجرتها الوزارة فى مسجد القائد إبراهيم خلال الأيام الماضية واجتازها شباب الدعوة؟
- بالفعل قامت وزارة الأوقاف، بحضور الوزير مختار جمعة، خلال زيارته الأخيرة إلى محافظة الإسكندرية، بعقد لجنة اختبارات للعمل بنظام الخطابة بالمكافأة، حيث قمت باستقبالهم فى المسجد، وحضر الاختبارات أكثر من 350 من شباب الدعوة السلفية، والوزارة ما زالت تقوم بفحص وتصحيح الأجوبة، ومن المتوقع أن تكون نسبة النجاح عالية، خصوصًا أن الأسئلة التى جاءت فى الاختبارات ليس بها تربص، والغرض منها ليس سياسيًّا، كما كان فى الماضى، بل لتحقيق الهدف الأساسى من عمل خطيب المكافأة وهو معرفة مدى تحصيله من العلوم الشرعية والفقهية، وسيحصلون على تصاريح الخطابة خلال الأسبوع المقبل، ولكن حتى الآن لم يتم استخراج تصاريح رسمية لهم، غير أن شباب الدعوة الذين تقدموا لتلك الاختبارات لم يكونوا من الإسكندرية فقط، بل من البحيرة ومرسى مطروح.
■ هل هناك قوافل مشتركة بين الدعوة السلفية والأزهر الشريف؟
- فى الحقيقة، تشهد الأيام الحالية تعاونا متكاملا بين مشايخ الدعوة السلفية وعلماء الأزهر، حيث نقوم بشكل دورى ومنتظم بعمل قوافل دعوية مشتركة تجوب جميع محافظات الجمهورية، ومستمرون فى ذلك من أجل معالجة الفكر المتطرف الإرهابى بمواجهة الفكر بالفكر، بالإضافة إلى الرد على تساؤلات الشباب حول مشروعية الجهاد وحكم احترام القانون ومدى تطبيق الشريعة، وذلك من أجل تصحيح مفاهيم كثيرة لدى الشباب، حتى لا يكونوا لقمة سهلة تستقطبها تلك العناصر الإجرامية الإرهابية، لاستغلالها لجهل البعض من شباب المجتمع تعاليم الدين السليمة والفكر الوسطى.
■ ما مصير القضايا التى كانت بين مشايخ الدعوة و الأوقاف ؟
- فور انتهاء الأزمة بين الدعوة ووزارة الأوقاف قمت بالتوجه إلى الشهر العقارى فى محافظة الإسكندرية وتنازلت عن الدعوى القضائية التى قمت برفعها مختصمًا الأوقاف ، لتعديل لائحة قانون تنظيم الخطابة وأبلغت مديرية أوقاف الإسكندرية بهذا التنازل، وفى المقابل تنازلت الوزارة عن المحاضر التى حررت ضدى، لأنه لم تعد هناك مشكلات بين الدعوة و الأوقاف .
■ ما تقييمك لدور الأزهر الشريف فى مواجهة الأفكار المنحرفة؟
- بالتأكيد الأزهر يحتاج إلى إصلاح ولا بد من إصلاحه من الداخل، فلا بد أن يكون هناك اتساع فى الرؤى، أما فى ما يخص وجود قيادات إخوان بالمشيخة فهو أمر واقع، ولكنها قيادات غير مؤثّرة بشكل قوى، فالأزهر يبذل جهدًا كبيرًا فى دحر الإرهاب، ولكنه يحتاج إلى مزيد من التفعيل على أرض الواقع.
■ ما قراءتك لدعوة الرئيس بضرورة تجديد الخطاب الدينى؟
- دعوة كريمة، لأنها جاءت فى توقيت يعانى فيه المجتمع المصرى وجميع البلدان العربية من ضعف الخطاب وعدم ملاءمته واقع الأمور، والدليل على ذلك حثّ الرئيس على ضرورة قيام مؤسسات الدولة بسرعة العمل على تطوير الخطاب الدينى، غير أن الأوقاف لا تستطيع القيام بتلك المهمة بمفردها، لذلك ينبغى التنسيق مع مشايخ الدعوة الذين يتميزون بقدرات تفوق أئمة الأوقاف فى محاربة الأفكار المتطرفة، لأنه ليس لديها جميع إمكانيات تطويره.
■ هل أئمة الأوقاف لديهم قدرة على مواجهة فكر داعش ؟
- لو درسوا دراسة كاملة، ولكن الكثير منهم لا يرغبون فى الدراسة وليس لديهم وقت كافٍ لذلك، ومواجهة فكر داعش يتطلب دارسين ومؤهلين، لذلك ف الأوقاف لا تملك كل أدوات الرد على داعش ، فنظام الدراسة نفسه داخل الأوقاف خالٍ من الكتب التى تمكنهم من الرد على هذا الفكر المتطرف الذى تحاول الجماعات الضالة زرعه فى شباب الوطن، مستغلة جهلهم بصحيح الإسلام، لذلك يجب على الوزارة تعديل مناهج تدريبها لمشايخها والاستعانة بالكتب التى يستطيع دارسها أن يتعرف على حقيقة ذلك الفكر، غير أن أحوال الأئمة والدعاة فى مصر سيئة، والدليل على ذلك مظاهرات الاحتجاج أمام الوزارة، لذلك على وزير الأوقاف سرعة التحرك فى هذا الصدد وفقًا للقانون.
■ ما الذى يميز خطيب الدعوة السلفية عن إمام الأوقاف ؟
- الخطيب السلفى له مراجع أساسية، منها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وابن القيم، وغيرهم من الأئمة الأربعة، وتم التركيز على أبواب التكفير، فمشايخ الدعوة السلفية يتميزون بالخبرة فى مواجهة التكفير والأفكار المنحرفة منذ السبعينيات، لذلك أصبحت لديهم ثقة وكفاءة عالية فى مواجهة التكفير، فى حين أن مناهج الأزهر تكاد تخلو من تلك المناهج، وبالتالى يترتب عليه عدم المعرفة بالفكر الآخر، فخطيب السلفية درس هذه المسائل، فهو أجدر على الرد، لذلك لا بد من إيجاد تعاون مشترك بين الأزهر و الأوقاف والدعوة السلفية، لتتضافر الجهود فى دحر الفكر الإرهابى المتطرف.
■ رددت على البعض من قبل، قائلاً الأوقاف تضيّق على السلفية وتفتح الأبواب للربعاوية لاعتلاء المنابر ؟
- هذا الأمر حاصل على أرض الواقع، نتيجة أن الوزارة ليست لديها معرفة كاملة عن هؤلاء، فالوزارة بها إخوان كثيرون، وذلك لأنه عندما تولى الرئيس المعزول محمد مرسى مقاليد الحكم عيَّن عددًا كبيرًا من الإخوان فى أماكن مختلفة داخل الأوقاف ، ومسألة تضييق الوزارة على السلفية والسماح للربعاوية أمر واضح، ويشهد على حدوثه أكثر من واقعة، حيث قامت الوزارة بمنع الدكتور أحمد حطيبة وهو حاصل على ماجستير ودكتوراه من الجامعة الإسلامية، من الخطابة، وأتوا بخطيب ربعاوى وصفحته على الفيس تكشف عن ذلك.
■ سبق أن قامت الدعوة السلفية بقوافل دعوية فى سيناء فى عهد المعزول مرسى.. فلماذا توقَّفت؟
- الدعوة السلفية أطلقت عديدًا من القوافل الدعوية فى مختلف أرجاء سيناء، وجاءت بتكليف مباشر من وزارتَى الدفاع والداخلية، بضرورة نشر القوافل السلفية لتصحيح الفكر الدعوى فى تلك المناطق الملتهبة من أجل الوصول إلى اتفاق مع تلك الجماعات والجلوس إلى مائدة حوار بيننا وبينهم، لكن جماعة الإخوان عملت على تحجيم الدعوة السلفية بوقف تلك الدعوات خوفًا من ازدياد شعبية الدعوة السلفية، فأمر مرسى آنذاك بتوقف عمل الدعوات، وقال لنا نصًّا إحنا هنتصرف معاهم ، فجماعة الإخوان شعرت بأننا منافسون لها ففضلت تهميش أدوارنا، والآن لا نستطيع نشر قوافل دعوية بسيناء التى أصبحت بؤرة ساخنة.
■ ولماذا لم تشارك الدعوة السلفية فى مظاهرات الاحتجاج ضد براءة مبارك؟
- المظاهرات لا تؤدّى إلى تغيير الواقع، بل يجب العمل على إعداد ملفات إدانة لنظام مبارك ورجاله حتى يتم تقديمها إلى القضاء للفصل فيها، والدعوة السلفية ليست بصدد إعداد تلك الملفات لأنها كانت خارج دائرة صنع القرار.
■ ما قراءتك لحركة الإخوان فى المشهد السياسى خلال المرحلة المقبلة؟
- الجماعة الآن تعيش مرحلة صعبة وتتخبط فى اتخاذ القرار، ولكن وفقًا لمجريات الأحداث والأمور والمصالحة وبوادر تخفيف مساندة بعض الدول للجماعة، أتوقع أن تكون هناك تغيُّرات جذرية فى طريقة التعامل من قبل الإخوان مع النظام، وأتمنى أن يكون هناك سيناريو يبرز قيادات جديدة لا تسعى للصدام مع مؤسسات الدولة، وأظن أن الجماعة ستلجأ إلى تهدئة الأوضاع.
■ هل المرحلة الحالية تسمح بمصالحة بين الدولة والإخوان؟
- المصالحة تقتضى مراجعة فكرية وتوقفًا فعليًّا لجميع أعمال الشغب والعنف من قبل الجماعة، والحد من تبنّى إعلام الجماعة فكرة الصدام مع الدولة، ولا بد أن يقابل بوقف التجاوزات من قبل أجهزة الأمن، ولكن الجماعة عندها مشكلة كبرى فى مسألة تبنّى مراجعة فكرية حقيقية خوفًا من الصدام مع أفرادها، لأنها سوف تكتشف أنها كانت على خطأ، وبالتالى فهى ترى أن التنظيم سوف ينهار، ولكن مع ذلك أعتقد أنه تحت ضغط الواقع ستلجأ الإخوان إلى المراجعات والعودة إلى صفوف جماهير المواطنين، حفاظًا على شباب الجماعة من الضياع، حيث لجأ البعض منهم إلى الذهاب للقتال بجانب الجماعات الإرهابية فى الداخل والخارج، وهو أمر كارثى يوجب عليهم حماية هؤلاء بضرورة الإسراع فى العودة إلى جمهور الشعب واحترام رغبته.
■ هل تنتوى الترشُّح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- لم أفكّر فى الترشح، وأنا غير مؤهل للعمل النيابى.
■ حدثنا عن موقف الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- الجماعة لا تستطيع النزول بقيادات بارزة ولا بشعارات دينية، كما أنها لا تستطيع اختراق حزب النور، وبالتالى ستلجأ إلى التنسيق مع بعض الشخصيات المستقلة المتعاطفة معهم فى دوائر فردية من خلال الخلايا النائمة، أما فى ما يخص مستقبل النور فهو يأخذ شكله الطبيعى من خلال كوادر حزبية تعمل على هذا الصدد، وبالنسبة إلى خلو شعار الحزب من عودة الشريعة فهو أمر غير صحيح، فالحزب ينادى بتطبيق الدستور والذى يحتوى على المادة الثانية التى تحوى تطبيق الشريعة.
■ ولماذا دائمًا تنادى الحركة الإسلامية فى مصر بتطبيق الشريعة؟ وهل هذا يعنى أن مقاليد الحكم بعيدة عن الشريعة؟
- مسألة النداء بتطبيق الشريعة هى فى الأصل جزء من عقيدة المسلمين بشكل عام، فكل مسلم مطالب بذلك، أما فى ما يخص الواقع فإنه منذ الاحتلال وحتى الآن لا يوجد حكم بالشريعة فى مصر، فهناك قوانين فى القضاء تحتاج إلى تغيير، مثل قانون العقوبات فهو غير متوافق مع الشريعة، غير أن صياغة الدستور أتت كخطوة أولى لمشروع تبنى الشريعة، وذلك لأنه بالتطبيق الكامل لها دون مراعاة التدرج سوف ينهار كيان الدولة، وهو أمر مخالف للشريعة، لذلك نعمل على تطبيق خطوة، ثم تليها الأخرى، حتى نصل إلى التطبيق الكامل.
■ فاجأنى ردّك على تصريحات البعض بضرورة تنسيق حزب النور والدعوة مع الصوفية خلال المرحلة المقبلة؟
- الصوفية ذات شقَّين، الأول هو الشق الذى به غلو ويعمل على الاستعانة بالأضرحة كوسيلة للتقرُّب إلى الله وصرف العبادات لأصحاب القبور، فهؤلاء لديهم خرافات ولا يمكن لنا أن ننسق معهم، أما الفكر الصوفى الذى يتفق معنا على ثوابت الإسلام، فنحن بصدد التنسيق معهم فى كثير من المواقف.
■ هل يمكن للإسلام السياسى أن يحكم البلاد مرة أخرى؟
- أظن أن هذا الأمر فى المرحلة الحالية صعب ويحتاج إلى مزيد من العمل والجهد، ولكن أغلب التيارات الإسلامية بعيدة الآن عن ذلك، فيجب أن تظهر قيادات جديدة تعمل على مزيد من الاستقرار المجتمعى وعدم الصدام مع الطوائف والعمل بمعيار الكفاءة وليس أهل الثقة.
■ ما وجهة نظرك فى التغيير الوزارى الجديد؟
- مسألة التغيير الوزارى تأتى من قبيل الاختصاصات المباشرة للحكومة، غير أنها خطوة إيجابية للتقدم للأمام والامتثال لرغبة بعض أبناء الشارع الذين نادوا بضرورة إحداث تغيير وزارى، خصوصًا فى الداخلية لإعطاء مزيد من الضبط لدى المنظومة الأمنية، ولتأكيد محاسبة جميع مَن يقصِّر فى أداء عمله الوطنى، فالتغيير الوزارى عمل جيّد يُحترم.
■ ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى؟
- البلاد تمر بظروف فى غاية الصعوبة والشعب يسعى لتحقيق أحلامه دون النظر إلى طبيعة الظروف الحالية التى تحاط بالبلاد فى الداخل والخارج، الأمر الذى يجعل الحمل ثقيلًا، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى بعون الله قادر على إنجاز المهمة، فهو يسير فى الطريق السليم الذى ينهض بالأمة وعلى الشعب مساندته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.