»شذاذ الآفاق»، ذلك هو أحدث اسم جمعة للمظاهرة الحاشدة التى دعا إليها النشطاء السودانيون اليوم، من أجل إسقاط نظام الرئيس عمر البشير، والتى تأتى ضمن سلسلة من الأسماء الغريبة التى تصر الحركات الشبابية أن تجعلها مستوحاة من البيئة السودانية. ثالث جمعة للانتفاضة السودانية، التى بدأت بجمعة «الكتاحة»، ثم جمعة «لحس الكوع»، وأخيرا «شذاذ الآفاق»، والتى اختاروها تحديا للرئيس السودانى الذى سبق نعتهم بتلك الصفة، التى تعنى «الغجر، أو الغرباء الذين لا وطن لهم، ولقب التصق كثيرا ببنى إسرائيل واليهود». ولكن مظاهرات اليوم قد تكتسب زخما إضافيا، بعد مساندة قوى المعارضة -على رأسها حزب الأمة القومى برئاسة الصادق المهدى والحزب الشيوعى السودانى وحزب المؤتمر الشعبى برئاسة حسن الترابى- وتوحدها مع مطالب الشباب فى إسقاط النظام، بعدما وقعوا مجتمعين مساء أول من أمس (الأربعاء) على ما سموه «البديل الديمقراطى»، ودعت الوثيقة إلى عدم استغلال الدين فى الصراع السياسى أو الحزبى، وحددت الوثيقة وسائل إسقاط النظام ب«الإضراب، والتظاهر السلمى، والاعتصام، والعصيان المدنى، والانتفاضة، والثورة الشعبية». ومن جانبها، قللت الحكومة السودانية من أهمية تلك الوثيقة، حيث قال وزير الإعلام ربيع عبد العاطى إن أحزاب المعارضة ليس لديها زخم شعبى، ولن تتمكن من تحويل وعودها إلى أفعال، مضيفا «لا نشعر بالقلق من تصريحاتهم، لأن الشعب لا يدعمهم». وأمام تلك التصريحات الرسمية المتعجرفة لا يجد النظام إلا العصا الأمنية للتصدى للتظاهرات، والتى كان آخرها تعامله العنيف مع وقفة الصحفيين الاحتجاجية مساء أول من أمس (الأربعاء) فى العاصمة الخرطوم، احتجاجا على كبت الحريات والرقابة على وسائل الإعلام. ولكن ظهر «الرباطة» -وهى مجموعات مدنية مسلحة تهاجم المتظاهرين كالبلطجية فى مصر والشبيحة فى سوريا والبلاطجة فى اليمن- كى يفضوا التظاهرة، ويعتقلوا عددا من المشاركين فيها. «الرباطة» ليست هى وسيلة النظام الوحيدة لردع التظاهرات، حيث شنت حربا إلكترونية فى الأيام الأخيرة ضد أى دعوات إلى الاحتجاج، وأطلق أنصار حزب المؤتمر الوطنى الحاكم صفحات مثل «كتيبة الردع الإلكترونية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، للرد على معارضين ومطالبين بإسقاط نظام البشير