تتجه أنظار العالم اليوم الأحد، إلى معبد أبو سمبل جنوب محافظة أسوان، حيث تتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثان، في ظاهرة فلكية نادرة، تبدأ من الساعة السادسة و20 دقيقة وتستغرق حوالي 20 دقيقة داخل قدس الأقداس بالمعبد مركزة على رمسيس كاملا والكتف الأيسر للإله أمون والكتف الأيمن للإله رع حور أختي. وقال عالم المصريات أحمد صالح مدير عام آثار أسوان بوزارة الآثار، إنه يمكن رؤية صدى شروق الشمس في معبد أبوسمبل الكبير من خلال نقش موجود على معبد ادفو ويحكي قصة قرص الشمس المجنح وهو مؤرخ بالعام 363 من حكم الملك رع وكان على رأس جيش في النوبة عندما أبلغ أن مؤامرة أحيكت ضده فركب سفينته والتي رست عند ادفو حيث كان ينتظره ابنه الإله حورس وتحول حورس إلى قرص شمس مجنح وقاتل أعداء الإله رع, وحمل الإله حورس لقب "حورس بحدتي" أو حورس الادفوي صاحب تمثيل قرص الشمس المجنح، لافتا إلى أنها قصة دينية ظل المصريون يتناولونها شفاهيا حتى سجلت في العصر البطلمي على جدران معبد إدفو. وتابع أنه إذا ما تمت مراجعة ما هو موجود في معبد أبوسمبل الكبير وله علاقة بهذه الأسطورة نجد أعلى واجهة المعبد نحت للإله رع حور أختي ويقدم له الملك رمسيس قربان، كما بنى الملك رمسيس الثاني مقصورة خاصة للإله رع حور أختي شمال المعبد, وعلى أبواب المعبد مثل تمثيل لقرص الشمس المجنحة، ولذا فان المصريين قصدوا إدخال الشمس داخل معبد أبوسمبل الكبير لسبب ديني وهو ذكرى قصة الإله رع حور أختي رب الشمس المشرقة ولسبب عملي وهو تحديد ميقات بدء فصلي الزراعة والحصاد للأهالي البعيدين عن العاصمة التي يتوفر لها الفلكيون والإمكانيات الفلكية. وأوضح عالم المصريات أن الشمس، كانت مركز الديانة في مصر القديمة، واعتبر المصريون الإله اتوم أو رع هو خالق الكون والبشر، وكانت رموز اله الشمس هي طائر العنقاء والمسلة، واعتبر ملوك مصر أنفسهم أولاد رع أو الشمس ثم شيدوا له ولها معابد أطلق عليها "معابد الشمس" وكانت مفتوحة للسماء على عكس المعابد والأخرى كانت مسقوفة وكان مركز العبادة الشمسية هي أون أو مدينة الشمس والتي سماها الإغريق باسم هليوبوليس ولا زالت بقاياها موجودة في حي عين شمس والمطرية. وأكد صالح أن الشمس ألهمت المصريين معرفة كبيرة للفلك فمنها استطاعوا الوصول إلى التقويم وتحديد أيام السنة وشهورها وعرفوا في أواخر العصور ظاهرة كسوف الشمس وصوروا ذلك على دائرة أبراج دندرة، وعرفوا ظاهرتي الانقلاب الصيفي والشتوي.