كتبت- إلهام محمد "رحلة الذهاب مكلفة ماليًا، العودة لا تكلف أموالًا كثيرة لكنها قد تفقدك روحك.. الحمد لله وصلنا بالسلامة.. عقبال باقي زمايلنا"، بهذه الكلمات تحدث عمال مصريون عائدون من ليبيا، ل"التحرير"، ملخصين شعورهم بعد أن وطأت أقدامهم تراب الوطن. لا تقتصر معاناة رحلة العودة بالنسبة للمصريين في ليبيا، على ضياع مقتنياتهم من ملابس وأجهزة وأموال، بل تمتد إلى أن روحه تكون في خطر، خصوصًا إذا قابلهم مسلحون أو ملثمون. يقول محمد عيد، العائد من مدينة البيضاء، والذي التقته "التحرير" في منفذ السلوم: رجعنا من ليبيا بسبب خوفنا من تأثير الضربة الجوية المصرية على "داعش" علينا، خصوصًا أن بعض الليبين يعتبرون أننا نأت بلدهم للحصول على أموالهم، وخيرات بلدهم، رغم أننا كونا صداقات مع آخرين، والأغلبية تعاملنا بشكل محترم. ربيع مصطفى، عامل من محافظة البحيرة، يشير إلى أن البوابات في الشرق الليبي مفتوحة أمام المصريين، وتوجد بها تسهيلات "غير عادية"، مضيفًأ: بعد وصولنا إلى منفذ السلوم تفاجئنا بأن الجيش المصري يفرض رسوم عودة، وبعض المسئولين طلبوا جوازات السفر الخاصة بنا، وقالوا لنا "اللى مش معاه فلوس يستلف من زميلة أو يرجع". ويتابع: لم نجد أتوبيسات تنقلنا إلى محافظاتنا، فركبنا سيارات الأجرة التي استغل سائقوها الوضع وضاعفوا الأجرة. ويستكمل ممدوح الوالى، قادم من مدينة سرت: بعدما شاهدنا ذبح المصريين، والضربة الجوية المصرية على ليبيا، جهزنا حقائبنا وأخذنا سيارة أجرة من سرت إلى الجمرك بألف دينار ليبي ( نحو 4 آلاف جنيه مصري)، ودفعنا لأننا نعلم أن تنظيم داعش يسيطر على سرت بأكملها . يلفت حسين المرزوق، عامل آخر يقول إن "سرت" شهدت حالات قمع وسطو بالأسلحة، وهو ما دفعه للعودة إلى الوطن، مواصلًا: أقسم بالله لن أعود لهذا البلد، رغم أني بلا مصدر دخل. عدد من العمال، أبدوا غضبهم من عدم تواصل السفارة المصرية معهم، قائلين إن كل التحركات منذ خروجهم من مقر سكنهم في ليبيا حتى الوصول للسلوم كانت بجهود ذاتية. حمادة كمال، سائق بإحدى الشركات الليبية، يبرز مدى تضرره من الأوضاع الأخيرة بقوله: ذهبت إلى ليبيا منذ 6 سنوات واستقر بي الحال في مدينة إجدبي.. كنت أدخر أمولا كي أنفقها على شقيقتي التي تستعد للزواج يوم 15 مارس المقبل، إلا أن دميع أموالي ضاعت في هجوم عصابات مسلحة علينا. رئيس مجلس مدينة السلوم حسين الصاوي، نفى تلقيه شكاوى من العائدين من ليبيا، وقال: عمد ومشايخ مطروح عرضوا علينا توفير مبيت لمن يريد من المصريين، كما أن العديد من المنظمات الحقوقية عرضت علينا مساعدات، لكن الوضع لا يحتاجن لسهولة وسرعة إنهاء الإجراءات؛ مشيرًا إلى توفير سيارات إسعاف في المنفذ للتأكد من سلامة العائدين.