ضياء رشوان: الحوار الوطني يطالب بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين (فيديو)    عمرو أديب معلقاً على واقعة مدرس الجيولوجيا:" تكلفة الحصة مليون و200.. توم كروز مابيخدهاش"    غداً.. مصر للطيران تنهي جسرها الجوي لنقل حجاج بيت الله الحرام    آخر تحديث.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-6-2024 في محلات الصاغة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    بدء عمل لجنة حصر أملاك وزارة التضامن الاجتماعي في الدقهلية    رئيسة البرلمان الأوروبي: العمل سيبدأ فورا    أمريكا: الحوثيون أطلقوا صواريخ على سفينتين مملوكتين لألمانيا وسويسرا بالبحر الأحمر    الهند.. 9 قتلى و23 مصابا في هجوم مسلح على حافلة هندوسية بكشمير    شقيقة كيم تتوعد برد جديد على نشر سيول للدعاية بمكبرات الصوت    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي لازال يخضع للتحقيق حتى الآن    التشكيل المتوقع لمباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    ليفربول يعلن إصابة قائده السابق ألان هانسن بمرض خطير    بالأسماء.. إصابة 14 شخصاً في حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز في المنيا    مواعيد امتحانات الدور الثاني لطلاب المرحلة الإعدادية بالإسكندرية    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    آسر ياسين يروج لفيلم «ولاد رزق 3» عبر إنستجرام    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    أدعية مأثورة لحجاج بيت الله من السفر إلى الوقوف بعرفة    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    سورة في القرآن احرص على قراءتها بالعشر الأوائل من ذي الحجة.. «اكسب أجرها»    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    الفنانة التونسية لطيفة في حوار خاص مع "البوابة": والدتي كانت مصدر قوتي إلهامي.. أختار أغنياتي بناءً على شعوري الشخصي    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    خلاف بين كولر ولجنة التخطيط بسبب نجم الأهلي    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    لميس الحديدي تعلن إصابتها بمرض السرطان منذ 10 سنوات.. التفاصيل    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    «بنضم للمنتخب عشان صاحب صلاح؟».. عمر جابر يخرج عن صمته بتعليق ناري    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    أمر ملكى سعودى باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة استثنائياً    سقوط 150 شهيدا.. برلمانيون ينددون بمجزرة النصيرات    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    صافرات الإنذار تدوى فى عكا وبلدات عدة شمالى إسرائيل    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    انتحار مديرة مدرسة بحبة حفظ الغلال بالمنوفية    بعد وفاة 40 مواطن لارتفاع الحرارة.. نائبة تطالب بوقف تخفيف الأحمال في أسوان    "ابدأ": 70% من المشكلات التي تواجه المصنعين تدور حول التراخيص وتقنين الأوضاع    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    زيادة أكثر من 200 جنيه، ارتفاع سعر دواء شهير لعلاج مرضى الصرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثأر للمصريين بليبيا وصفقة «رافال».. أبرز أنشطة السيسي في أسبوع
نشر في التحرير يوم 20 - 02 - 2015

تركز نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال الأسبوع الماضي على حشد الجهود لمواجهة مخاطر الإرهاب خاصة بعد العملية الإرهابية الآثمة التي قام بها تنظيم "داعش" بقتل 21 مواطنا مصريا في ليبيا.
وفور ورود الأنباء باختطاف مجموعة من العاملين المصريين المسيحيين بليبيا أمر الرئيس السيسي بتشكيل مجموعة أزمة لمتابعة تطورات هذه القضية، وأجرى السيسي يوم السبت الماضي اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أكد من خلاله على متابعته شخصيا للتطورات المتعلقة بعملية الاختطاف، وأن جميع الأجهزة المعنية بالدولة تسخر جميع جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف.
وشدد الرئيس على أن أبناء مصر المختطفين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، بمسلميه ومسيحييه، وهم يعبرون وبصدق عن الغالبية العظمى منه التي تنتمي للطبقة الكادحة، مؤكدا تعاطف الدولة التام مع قضيتهم، وأشار إلى التوجيهات الصادرة إلى الحكومة بضرورة إيلاء الرعاية اللازمة لعائلات المختطفين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وجدد الرئيس دعوته لضرورة تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتخفى وراء الدين الإسلامي الحنيف، وهو منها براء.
كما عقد السيسي اجتماعا يوم الأحد حضره رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، للوقوف على آخر تطورات الموقف بالنسبة للمواطنين المصريين المختطفين في ليبيا، مشددا على ضرورة استنفار جميع أجهزة ومؤسسات الدولة وتضافر الجهود والتنسيق فيما بينها. كما اطمأن على تقديم المساعدات لعائلات المختطفين، ومتابعة احتياجاتهم والاستجابة لمطالبهم.
وبعد أن تأكدت أنباء قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بتنفيذ عمليته النكراء بقتل المصريين المختطفين، نعى السيسي شهداء مصر الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الغاشم، وتقدم بخالص العزاء للشعب المصري في مصابه الأليم، وقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، وذلك لمتابعة تطورات الموقف عقب الحادث الإرهابى البشع الذى طال عدد من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم "داعش" الإرهابى، والتباحث حول القرارات والإجراءات التى سوف تتخذها الدولة للتعامل مع الموقف، وقد نعى مجلس الدفاع الوطني شهداء مصر الأبرار، الذين سقطوا ضحايا أعمال إرهابية خسيسة، وأكد لذويهم وللشعب المصري العظيم أنه سيثأر لدمائهم الغالية، كما أعلن الرئيس حالة الحداد العام لمدة سبعة أيام.
وأعرب الرئيس عن خالص تعازيه للشعب المصري واسر وعائلات شهداء الإرهاب الغادر، مشيرا إلى أن مصابهم هو مصاب مصر كلها، وقال في كلمة وجهها للأمة عبر التليفزيون، إننا في هذه اللحظات العصيبة نشعر جميعا كمواطنين مصريين بالحزن والألم والغضب، مشيرا إلى أن هذا الإرهاب الخسيس الذي طال أبناء مصر هو حلقة جديدة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم كله وهو ما يفرض علينا جميعا الاصطفاف من أجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه.
وأكد السيسي أن مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية تتبني الفكر المتطرف وتتشارك في نفس الأهداف التي لا تخفي على أحد، وشدد على أنه قد آن الأوان للتعامل معها جميعا بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير.
كما شدد على أن هذه الأعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا وأن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل قادرة بتصميم وإرادة شعبها العظيم، على دحره والقضاء عليه، مؤكدا أن مصر لا تدافع عن نفسها فقط ولكن تدافع عن الإنسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها.
وأكد السيسي أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية، وأضاف أنه دعا مجلس الدفاع الوطني للانعقاد فورا وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث بشأن القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها، وأشار إلى أنه وجه الحكومة بالوقوف إلى جانب أسر شهداء الإرهاب واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتخفيف من مصابهم والاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا في ظل هذه الأوضاع المتردية حفاظا على أرواحهم.
وأضاف أنه وجه أجهزة الدولة المعنية باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، وأشارالرئيس إلى أنه كلف وزير الخارجية سامح شكري بالسفر فورا إلى نيويورك لإجراء اتصالات عاجلة مع كبار المسئولين في الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن والمشاركة في القمة الدولية حول الإرهاب من أجل وضع المجتمع الدولي إمام مسئوياته واتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة باعتبار أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وتوجَّه السيسي إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وتقديم العزاء في المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في ليبيا، حيث أعرب الرئيس عن مواساته لأسر الضحايا، مؤكدا أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من جميع أجهزة الدولة المعنية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن أداء الرئيس السيسي لواجب العزاء في الضحايا الأبرياء جاء بدافع وطني وكمواطن مصري في المقام الأول قبل كونه رئيسا للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الدولة المصرية التي احتفظت لذاتها بحق الرد في التوقيت المناسب وبالكيفية التي ترتأيها، لم تألُ جُهداً لتحقيق القصاص السريع والعادل لأبنائها الأبرياء الذين قضوا جراء هذا الحادث الإرهابي الغاشم.
وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس دعا جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز هذه الأحداث العصيبة، مؤكدا أن تعاضد المصريين مسلمين ومسيحيين هو السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة الوطن ودحره للإرهاب بل ويضيف مزيداً من القوة والتلاحم للنسيج الوطني المصري، كما أوضح الرئيس أن مثل هذه الأعمال الدنيئة المجافية لتعاليم كافة الأديان السماوية وللقيم الإنسانية النبيلة لن تثني المصريين عن عزمهم مواصلة الطريق الذي بدأوه لبناء مصر الجديدة، التي تحقق آمال وطموحات شعبها على أسس من العدالة والمساواة واحترام حقوق الجميع.
وتلقى السيسي عدة اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم تؤكد التضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب، فتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون"، الذي استهل حديثه بتوجيه تعازيه لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، في المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابي غاشم في إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية التي استهدفت عدداً من المدنيين الأبرياء من مختلف الأديان والجنسيات، وهو الأمر الذي يدلل على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له وإنما تحركه توجهات خبيثة وأفكار متطرفة يتعين التصدي لها من خلال تكاتف الجهود الدولية واستمرارها بدأب وإصرار، وصولاً إلى اجتثاث ظاهرة الإرهاب.
وفي حديث لمحطة " أوروبا – 1" الإذاعية الفرنسية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لدحر الإرهاب في ليبيا، باعتبار ذلك سبيل وحيد لتحقيق الأمن وإعادة الاستقرار.
وأضاف الرئيس أنه يتعين تنسيق الجهود مع الدول الصديقة داخل الأمم المتحدة، وخاصة في مجلس الأمن -باِعتباره الجهة المسئولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والمنوط بها اتخاذ تدابير عاجلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أي تهديد لهما - موضحاً أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديداً واضحاً وصريحاً للسلم والأمن الدوليين. وشدد السيسي على ضرورة قبول الشعب الليبي لأي قرار دولي لتدارك الأوضاع في بلاده لبسط الأمن واستعادة سيطرة الدولة الليبية على مقدراتها.
وأضاف الرئيس أنه يتعين العمل من خلال جهد دولي مشترك لرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش الوطني الليبي، مؤكداً حرص مصر على عدم التدخل عسكرياً في ليبيا احتراماً لسيادتها الوطنية إلا أن فداحة وبشاعة العمل الإرهابي بحق المواطنين المصريين الأبرياء أوجبت التدخل عسكرياً، وأشار إلى أن معالجة الوضع في ليبيا تتطلب جهداً جماعياً بالنظر لتدهور الأوضاع الأمنية إلى حد كبير.
كما أكد الرئيس خلال حديثه أن المواطنة هي المبدأ الحاكم لتعامل الدولة المصرية مع شعبها، ومن ثم فإنه لا تفرقة ولا تمييز على الإطلاق بين مسلم ومسيحي في مصر، فالجميع أبناء وطن واحد، أما الأديان فحرية اختيارها واعتناقها مكفولة للجميع، وفي كل الأحوال كان لزاماً القصاص للدماء المصرية التي سالت في ليبيا.
وذكر السيسي أنه سبق أن حذرت مصر مراراً وتكراراً من مغبة تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا على كافة دول الجوار، سواء الجوار الجغرافي المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية، منوهاً إلى أن عملية الناتو غير المكتملة تركت الشعب الليبي أسيراً لميلشيات مسلحة ومتطرفة، ومن ثم فإنه حان الوقت لدعم خيارات الشعب الليبي الحرة المتمثلة في الجيش الوطني والبرلمان المنتخب والحكومة الليبية، كما يتعين العمل على جمع الأسلحة من كافة الميليشيات والحيلولة دون تدفق السلاح من دول أخرى إلى تلك الجماعات المتطرفة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب بشكل عام، أكد الرئيس السيسي أن ذلك لن يتأتى من خلال المواجهات العسكرية والأمنية فقط، وإنما يتطلب الأمر عملاً جاداً ودؤوباً على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، بما في ذلك تجديد وتصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار هدامة ودخيلة على صحيح الدين الإسلامي، منوها إلى دور الأزهر الشريف الذي يقوم به في هذا الصدد باعتباره منبراً للاعتدال.
واستعرض الرئيس أثناء الحديث الجهود التي تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها إلى أن تأشيرة الدخول التي يتم منحها للسائح تعني ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته.
وألقى الرئيس السيسي الضوء على المؤتمر الاقتصادي الذي ستنظمه مصر في مارس المقبل، منوها إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار في مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربي وأوروبا، فضلاً عن كونها معبراً للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجاري تنفيذها في مصر.
وفيما يتعلق بتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح استقبل الرئيس السيسي وزير الدفاع الفرنسي، جان ديف لودريان وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية المبذولة لإتمام صفقة الطائرات الفرنسية المقاتلة من طراز "رافال" وإنجازها في وقت قياسي، حيث تأتي هذه الصفقة في إطار تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث إن الرئيس السيسي نوه إلى ما استشعره من روح إيجابية واستعداد فرنسي صادق وقوى للتعاون مع مصر أثناء الزيارة التي قام به لباريس في نوفمبر 2014، مشيراً إلى أن التحديات والتهديدات الأمنية التي بات يشكلها الإرهاب على مختلف دول العالم، ومن بينها مصر وفرنسا، تفرض أهمية تعزيز الشراكة وتعميق التعاون بين البلدين، فضلاً عن تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما في الأمم المتحدة.
وعقب انتهاء اللقاء شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة، وتلا ذلك عقد مؤتمر صحفي لوزيري الدفاع المصري.
وفيما يتعلق بإتمام صفقة استيراد طائرات "رافال" المقاتلة، ذكر وزير الدفاع الفرنسي أن إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصري والفرنسي وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية.
وتابع أنه بحث مع الرئيس السيسى إجراءات تأمين حدود الدولة من إحدى القواعد الجوية بنطاق المنطقة الغربية العسكرية ومتابعة إجراءات تأمين القوات للحدود على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وناقش الرئيس عددا من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة في إسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة التى تنفذها القوات الجوية لتأمين الحدود ضد عمليات التسلل والتهريب والتصدى لمخاطر التنظيمات الارهابية المسلحة عبر الحدود.
وأشاد بما لمسه من مستوى متميز وإحترافية عالية تعكس مستوي الكفاءة والإستعداد القتالي لقواتنا الجوية، ووجه التحية لمقاتلى القوات المسلحة ونسور مصر علي ما حققوه من ضربات ناجحة ضد المجموعات الارهابية المسلحة، وطالبهم بالحفاظ علي أعلي درجات الجاهزية لتنفيذ أي مهمة يكلفون بها من أجل الحفاظ علي سيادة مصر وعزة وكرامة شعبها العظيم، والرد بكل قوة على أي محاولة للمساس بحدودها ومقدساتها ، مؤكداً أنهم أحد الركائز القوية التي تستند اليها القوات المسلحة في حماية الامن القومي المصري علي كافة المستويات .
ومن داخل إحدى الطائرات قام الرئيس السيسي باستطلاع الحدود الغربية ومناطق انتشار الوحدات والتشكيلات والدوريات المقاتلة المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، كما تابع الاستعدادات النهائية لإحدي الطلعات الجوية لعدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ المهام التدريبية المكلفة بها، وقام الرئيس بمتابعة تنفيذ المهام من داخل مركز العمليات، وأستمع إلي شرح تناول تقديرات الموقف الراهن والاجراءات المتخذه لتأمين الحدود الغربية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وتشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية والقوات الخاصة وقوات حرس الحدود.
وأثني الرئيس السيسي خلال لقائه بمقاتلى المنطقة الغربية العسكرية علي دورهم الوطني في فرض السيطرة الامنية علي امتداد حدود مصر الغربية ، والتصدي بكل شجاعة لكل محاولات النيل من استقرار المجتمع المصري، وأعرب عن اعتزازه بقبائل وعشائر مطروح وتقديرة لدورهم وعطائهم الوطنى المشرف في تغليب المصالح العليا للوطن وجهودهم في استعادة الامن والاستقرار ودعمهم الكامل للقوات المسلحة فى كل ما يتخذ من اجراءات للحفاظ على امن مصر القومي ، مؤكدا انهم جزء اصيل مكمل للقوات المسلحة في ادائها لمهامها فى حماية الوطن ارضا وشعبا.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بلقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، حيث أكد أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية. وقال أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا ونهوضا شاملا في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة.
وأضاف الرئيس أن اِستراتيجية مصر في التعامل مع الدول الافريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذي لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التي حضت عليها كافة الأديان، وفي مقدمتها التسامح والرحمة.
واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير 2011، مؤكدا أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل لاختيار البرلمان الجديد.
وعلى صعيد رد الفعل المصري على مقتل 21 مصرياً في ليبيا، أوضح الرئيس أن دماء المصريين الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباء وأنه يتعين التصدي لمن يبررون القتل باِسم الدين ويصنفونه في إطار الجهاد، وهي رؤى مغلوطة تجافي الحقيقة تماماً.
وذكر أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا كانت مركزة واستهدفت العناصر الإرهابية فقط دون سواها، مضيفاً أنه على الرغم مما هو معروف عن حجم وقوة الجيش المصري إلا أنه لم يُقْدِم على غزو أية دولة طمعاً في مواردها أو ثرواتها، ولكنه يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه، ويساهم في القضاء على مصادر تهديد الأمن القومي المصري، وفي مقدمتها الإرهاب.. و أن مصر تساهم دوماً في إدارة وتسوية النزاعات في القارة الأفريقية وترفض العمل على إذكاء الصراعات والانقسامات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.