قرر الجميع مكافحة الإرهاب (على طريقتنا)، دعا هولاند إلى التكاتف الوطنى والتعبير عن الانتماء إلى فرنسا ونبذ الخلافات، فكلنا اليوم على قلب رجل واحد من أجل فرنسا. نعزى الفرنسيين فى مصابهم، فقد قتل الإرهاب أشهر رسامى الكاريكاتير فى فرنسا. مبدعون قضوا نحو 50 عاما يثيرون القضايا ويحرضون الناس على التفكير، وحتى ساقهم قلمهم إلى السخرية من معتقدات الغير، تلك الآفة التى تصيب الحرية التى لم يتفوق الغرب فى صوغ قواعدها بعد. كما نعزيهم فى إتاحة الفرصة لهولاند لإلهاء الناس بعيدا عن الأزمة الطاحنة، التى تنزلق فيها فرنسا بسبب سياساته، ونجاته من شبح اندلاع التظاهرات ضده. يموت الأبرياء ضحايا للإرهاب فى كل مكان، وصولا إلى صحفيى شارلى إبدو ، ضحايا لسياسات الدول الكبرى، التى تدار بسياسات ومصالح شركات عملاقة لا تدخر وسعا فى سبيل تضخيم ثرواتها، بجشع وانتهازية، فصاغت عالما متوحشا لا تدين فيه الدول إلا لمصالح، لا تردعها أخلاق أو قيم؟ اليوم، ينادون بالوحدة والحفاظ على الدولة الوطنية، فى وقت يدعمون فيه التشرذم وتفتت الدول من حولنا. اليوم، يقود هولاند مسيرة للحفاظ على الدولة الوطنية، قائد وطنى يقود شعبه للحفاظ على وحدة الوطن، ويدعو العالم لمحاربة الإرهاب. والأمس دكت طائراته الجيش الليبى قبل أن يصل إلى بنغازى، ويوقف مسيرة الحرب الأهلية. ضرب الفرنسيون، ليس لغوث الشعوب وتحريرها، بل وفقط لوقف دعم ليبيا مطالب دول الجنوب بأن تحرر شعوبها ومواردهم من قبضة فرنسا، ولتمكين الدول الكبرى من بترول وغاز وموارد ليبيا.. باب إفريقيا. الإرهاب، هو أى عمل ضد الإنسانية، هو قتل وإبادة واستغلال البشر. وأبشع ممارسة للإرهاب فى تلك اللحظة هو ما يمارسه العالم ضد فقراء إفريقيا، التى لا تمثل لهم إلا موارد ينهبونها، وفأر تجارب لمنتجاتهم من الأوبئة. تستمر الدول الكبرى بشركاتها فى مسلسل الأوبئة، الطيور، الخنازير... الإيبولا. يمارسون إرهاب الأوبئة ، لدعم وازدهار بزنس الدواء والتطعيمات، وتضخيم ثروات شركات الدواء العملاقة، التى تحارب أى علاجات طبيعية أو قليلة التكلفة. وباء إيبولا.. ضربوا به دول إفريقيا، وأسهمت فى تفشيه سياسات منظمة الصحة العالمية الفاشلة (ولا نعلم مدى عمدية أخطائهم)، والخاضعة لضغوط ومصالح الشركات الكبرى. انتشر الوباء، وراحوا يصرخون بضرورة الإسراع بعلاج الناس وإغاثتهم، فى الوقت الذى راحوا فيه يغلقون الدول على أصحابها، ثم البدء فى تجريب العلاجات عليهم. فئران تجارب تخضع لأدوية لا يعلم أحد مدى أثرها على البشر. يغفلون أن سبب انتشار الوباء بضراوة هو الفقر والجوع، وعدم قدرة أجسادهم على مقاومة الوباء، لم تفكر منظمة الصحة العالمية بحملة عالمية لإغاثة الناس وإرسال المواد الغذائية الضرورية إليهم. فيروس الإيبولا، الذى ظهر فى عام 1976، يدعون اليوم عدم توافر أدوية لعلاجه بعد! يتركونه ليتوغل، ويحصد الأبرياء، الضحايا الدائمين لسياسات الإفقار والاستنزاف والأوبئة، يرعبون العالم من الوباء، لضمان أن يهرع الناس وراء التطعيمات والعلاجات، عندما تطلقها شركاتهم للأسواق لاحقا....! ويظل السؤال.. ما الإرهاب؟