عرضنا فى المقال السابق الجزء الأول من التقرير الصادم الذى نشره الدكتور بول كريج روبرتس نائب وزير الخزانة الأمريكى خلال رئاسة ريجان فى27/10 على موقع كليميكال ترايلز متضمناً تقارير كل من الدكتور بويل والدكتور برودريك التى تؤكد أن ميكروب الإيبولا هو نتيجة مباشرة لتجارب الحرب الجيولوجية التى تجريها أمريكا سراً فى معاملها السرية بدول غرب أفريقيا، وتضمن المقال السابق تفاصيل الأدلة التى ساقها الدكتور بويل عن هذه الجريمة الشنعاء التى ارتكبتها أمريكا ضد البشرية، ويغطى هذا المقال شهادة الدكتور برودريك عن هذه الجريمة الأمريكية. يقول الدكتور سيريل برودريك، أعزائي مواطنى العالم لقد قرأت عدة مقالات من الانترنت ومقالات من مصادر أخرى عن الضحايا فى ليبيريا ودول أخرى فى غرب فريقيا والدمار الذى سببه وباء الإيبولا، ومنذ أسبوع قرأت مقالاً من صديق ليبيريا الذى قال أن هناك اتفاقاً على أن انفجار وباء الإيبولا فى غرب أفريقيا كان نتيجة عدوى لطفل عمره عامان من خفافيش طارت من الكونجو، وجعلنى هذا الخطاب أشك فى مؤامرة للتغطية تحتاج للرد على هذا الصديق المزعوم لليبيريا، فالأفارقة ليسوا من الجهل الذى يظن الآخرون، فقد رد الدكتور فرلون ستون أن الخطاب المنسوب لصديق ليبيرا كان عملية تغطية وطلب إذنى للسماح بنشر ردى فى موقعهم على الإنترنت، فسمحت له طبعاً، ولكنى لم أر ردى بنشر، ولأن الضحايا العديدين جداً لمرض الإيبولا، والفزع الذى اجتاح ليبيريا ودولاً أخرى فى غرب أفريقيا يحتاج لمساهمتى فى حل هذا الوضع الكارثى الذى قد يستمر إذا لم يواجه بحسم، وسأرد على الموضوع فى خمس نقاط: «1» ميكروب الإيبولا مركب معدل جينياً، وقد كان هوروفيتز «أحد أقطاب اليمين الجديد» واضحاً عندما شرح عام 1998 خطر أوبئة جديدة مثل الإيدز والإيبولا، ففى حديثه للدكتور روبرت ستركر فى أوائل السبعينيات كان واضحاً فى قوله أن الحرب كانت بين دول تستضيف المخابرات الروسية والأمريكية. وأن تصنيع ميكروب الإيدز كان موجهاً من أحدها ضد الآخر.. وأكد فى حديثه وجود صناعة حربية أمريكية ميكروبية تنتج أسلحة بيولوجية تحت ستار التطعيم والرعاية الصحية للأفارقة ويدهشنى أن القادة الأفريقيين لا يذكرون هذه الحقائق فى أحاديثهم. 2 لميكروب الإيبولا تاريخ بشع! وجرت التجارب عليه سراً فى أفريقيا، إننى أقرأ الآن عن «المنطقة الحمراء» وهى رواية من تأليف ريتشارد مرستون عام 1989، وهى رواية تدمى القلب، وقد علق عليه الكاتب الشهير ستيفن كينج قائلاً انها أحد بشع ما قرأه «فالمنطقة الحمراء» تقدم كقصة حقيقية مرعبة، وهى مرعبة لأن الآثار الباثولوجية التى وجدت فى حيوانات قتلها ميكروب الإيبولا، وحدث كذلك في مواطنى غينيا وسيراليون وليبيريا فى آخر موجة لانفجار وباء الإيبولا، فالميكروب يحطم أجهزة الجسم الداخلية ويتحلل الجسد سريعاً عقب الموت، فيتحول الى مادة هلامية حتى لو وضع فى ثلاجة، فالتحول الى السيولة هو ما يحدث لأجساد من يقتلهم ميكروب الإيبولا، ويذكر المؤلف أن الدكتور هورفيتز يتجنب الحديث عن «المنطقة الحمراء» حتى لا تسبب حرجاً سياسياً، فهو يحاول الالتزام بالموضوعية ولكن على ألا تسبب حرجاً سياسياً، فحادثة الإيبولا في زائير خلال حكم الرئيس موبوتو عام 1976 كانت مقدمة ظهور الإيبولا فى أفريقيا. 3 أنشئت حول أفريقيا وفى غرب أفريقيا مواقع على مدار السنين لتجربة الأوبئة الجديدة وخاصة الإيبولا، وكالة الصحة العالمية وغيرها من وكالات الأممالمتحدة كانت مشتركة فى اختيار الدول الأفريقية التى تجرى فيها التجارب على هذه الأوبئة وإنتاج الأمصال المضادة لها، وقد جاء فى المقال المؤرخ 2 أغسطس عام 2014 في مجلة «غرب أفريقيا» ما يلى: ماذا يفعل خبراء الحرب البيولوجية الأمريكيون فى منطقة انتشار الإيبولا؟ ويوضح جويدرابوبورت المشكلة التى تواجه حكومات أفريقيا فيقول أنه من الواضح فى هذا التقرير وغيره الآتى: أ إن معهد البحوث الطبية التابع للجيش الأمريكى لأبحاث الأوبئة المعدية هو مركز معروف جيداً ويوجد في فورت دتيرك بولاية ماريلاند. ب إن جامعة تولين في نيواورليانز الأمريكية تحظى بمنح سجين ضمنها منحة تزيد على سبعة ملايين دولار من معهد الصحة القومى لتمويل أبحاث عن ميكروب حمى لاسا المسببة للنزيف. ج المركز الأمريكى لمقاومة الأوبئة. د أطباء بلا حدود. ه تكميرا وهى شركة أدوية كندية. و المركز البريطانى جلاكسوسميث كلاين. ى مستشفى كينما الحكومى بمدينة كينيا فى سيراليون تتعدد روايات التقارير بشأن تمويل وزارة الدفاع الأمريكية لتجربة جراثيم الإيبولا على الأشخاص، وهى تجارب بدأت قبل أسابيع من انفجار وباء الإيبولا فى غينيا وسيراليون، وتتوالى التقارير وتذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية منحت عقداً قيمته «140» مليون دولار الى تكميرا وهى شركة أدوية كندية للقيام بأبحاث على ميكروب الإيبولا، وقد تضمنت هذه الأبحاث حقن أشخاص أصحابها بميكروب الإيبولا القاتل، وبهذا تكون وزارة الدفاع الأمريكية على قمة قائمة المعاونين لتجارب جراثيم الإيبولا على الأشخاص الأصحاء، وهى قائمة بدأت فى يناير عام 2014 قبيل إعلان انتشار وباء الإيبولا فى غرب أفريقيا فى مارس عام 2014. ومن المزعج أن كثيراً من التقارير تذكر أن الحكومة الأمريكية لديها معمل أبحاث على جراثيم الإيبولا فى كينيا وهى بلدة تقع وسط منطقة انفجار الوباء فى غرب أفريقيا والشىء الوحيد الإيجابى فى كل ما قرأت أن تقرير تجوار ديان ذكر أن الحكومة الأمريكية بتمويلها لأبحاث ميكروب الإيبولا وتجربته على أشخاص أصحاء تخاطر بأن ينفجر الوباء على نطاق عالمى كما حذر بذلك كبار علماء جامعتى ييل وهارفارد، وهذا الخطر مازال قائماً. 4 هناك حاجة لإجراء قضائى للحصول على تعويض عن الأضرار التى وقعت نتيجة استمرار هذا الظلم الذى تسبب فى وفيات وإصابات وقعت لليبيريين وغيرهم من الأفارقة من ميكروب الإيبولا وغيره من الميكروبات، فأمريكا وكندا وفرنسا وبريطانيا كلها ضالعة فى هذه الأعمال المنحطة الشيطانية التى تمثلها هذه التجارب على جراثيم الإيبولا، هناك حاجة للمطاردة الجنائية والمدنية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار، ويجب على الدول الأفريقية وشعوبها ان تحصل على تمثيل قانونى للمطالبة بالتعويضات من الدول المسئولة ومن بعض الشركات الكبرى الضالعة ومن الأممالمتحدة، والأدلة تبدو عديدة ضد جامعة تولاند ويجب أن تبدأ القضايا فيها، ومقال يويش شيماتسو عن انفجار وباء الإيبولا يتزامن مع حملات التطعيم التى بدأتها الأممالمتحدة كما نشر فى 8 أغسطس عام 2014 فى مجلة ليبرتى بيكون. 5 يجب على قادة أفريقيا ودولها أخذ المبادرة فى الدفاع عن الأطفال والنساء والرجال والشيوخ الأفارقة، فهؤلاء المواطنون لا يستحقون ان يستخدموا كفئران تجارب، فلا يليق بأفريقيا أن تحول القارة الى صندوق قمامة للمواد الكيميائية الضارة والعقاقير السامة ومكان تفريخ جراثيم الأوبئة القاتلة، هناك حاجة عاجلة لعمل إيجابى لحماية الأقل حظاً فى الدول الفقيرة، وخاصة أفريقيا التى لاتتمتع بحظ دول مثل أمريكا وغرب أوروبا بالتقدم الاقتصادى والعلمى، والتى تقوم بتصنيع الجراثيم لاستخدامها كسلاح حربى ومن المقلق جداً أن الحكومة الأمريكية تقوم بتشغيل معمل تجارب لتفريخ جراثيم الحمى المسببة للنزيف فى سيراليون وهل هناك معامل أخرى؟ أينما كانت فقد حان وقت إغلاقها فلو وجدت مواقع أخرى فمن المطلوب اتباع الخطوة الضرورية التى تأخرت وهى إغلاق معمل التجارب الأمريكية فى سيراليون ومنع جامعة تولان من مزيد من التجارب. يجب أن يحذر العالم كل الأفارقة والأمريكيين وشعوب الشرق الأوسط وآسيا وكل ركن في العالم يجب أن شعر بالذهول مما يحدث هل أفريقيا وخاصة سيراليون وليبيرياوغينيا الذين لا يثقون فى المستشفيات، والذين لا يستطيعون مصافحة أو عناق بعضهم البعض خشية العدوى يموتون كل يوم ويستحقون مساعدتنا، فهى دول فقيرة لا تملك كل ما يلزم للوقاية، إن الخطر حقيقى والتحدى عالمى ونحتاج لمساعدة كل الدول التى تستطيع المساعدة، فالموقع أكثر سواداً مما يبدو، وعلى حكوماتنا أن تقدم المساعدة بأمانة وشفافية، علينا ان نقف فى وجه تجارب الإيبولا التى تنشر الوباء المدمر، شكراً لكم يا سادة. والى هذا ينتهى هذا التقرير المرعب لعالمين شجاعين يستحقان منا كل ثناء لكشف هذا الإجرام للإنسانية،وشكراً مضاعفاً للدكتور روبرتس نائب وزير الخزانة السابق الذى أماط اللثام عن هذا الرعب وهذه الجرائم المنكرة التى تجرى فى الخفاء. ولا نملك في النهاية الا ان نستمطر اللعنات على الدولة العظمى التى تقف وراء الجريمة وكل من ساعدها والتى تميز تاريخها بجرائم الإبادة الجماعية بدءاً من قنبلة هيروشيما فى 6 أغسطس عام 1945 التى أبادت مدينة كاملة وأكثر من ربع مليون برىء فى لحظات ومروراً بإبادة الملايين فى حروب فيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها على يد سفاحيها وسفاحى عصابات الإرهاب التى تجندها، فهل القاعدة وداعش وغيرها من نفاية الإنسانية. نائب رئيس حزب الوفد