سلطت دراسة امريكية جديدة الضوء على إدمان الهاتف المحمول وكيف أصبح مشكلة كبرى، حيث أظهرت أن الابتعاد عن جهاز الهاتف المحمول يمكن أن يضعف القدرات الإدراكية للإنسان ويجعله يشعر بأنه مريض. وتعتبر هذه الدراسة التي أجرتها جامعة ميسوري إحدى أكبر الدراسات الأولى التي تبحث عن ما يحدث للشخص عندما ينفصل عن الهاتف المحمول الخاص به. ووجد الباحثون، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن هذا الانفصال قد يؤدي إلى تشتيت التركيز مما يجعل الشخص غير قادر على إنجاز مهامه بكفاءة، فضلا عن تزايد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والشعور بحالة من الضيق والاكتئاب. وشملت الدراسة عددا من مستخدمي جهاز "آي فون"، وقال الباحثون إنه من فرط ارتباطهم بهواتفهم وكأنها جزء منهم، شعروا بأنهم فقدوا جزءا مهما منهم بعد إبعاد الهواتف عنهم مما أثر على حالتهم النفسية بالسلب وجعل قدراتهم الإدراكية التي تمكنهم من إنجاز المهام أضعف. وأضاف الباحثون أن تلك النتائج تشير إلى أن مستخدمي الهواتف المحمولة يجب أن يتجنبوا الابتعاد عن هواتفهم أثناء المواقف اليومية التي تتطلب قدرا كبيرا من الانتباه، مثل الاختبارات أو الجلوس في مؤتمرات أو اجتماعات أو إنجاز مهام عمل تمثل أهمية، حيث قد يؤدي هذا الانفصال عن الهواتف إلى أداء إدراكي أضعف في تلك المهام. ووجد الباحثون أن مستخدمي أجهزة الأي فون الذين شملتهم الدراسة عندما شعروا بأنهم غير قادرين على الرد على هواتفهم وهم يسمعون رنينها بينما كانت بعيدة عنهم أثناء قيامهم بحل اختبارات بسيطة، ارتفعت معدلات ضربات القلب وضغط الدم لديهم وأظهروا شعورا من الحزن والضيق. وعندما طلب الباحثون من متطوعين آخرين حل نفس الاختبار البسيط بينما كانت هواتفهم المحمولة بحوزتهم جاءت النتيجة أفضل بكثير فضلا عن اختفاء الأعراض الصحية السلبية التي تعرضت لها المجموعة الأولى.