كتب احمد اسماعيل عام 2015 سيشهد العديد من الاستحقاقات الانتخابية فى العديد من بلدان العالم ، منها ماتم الاعداد له ليخرج فى ابهى منظر وليعبر بصدق عن الديمقراطية ومتعة ممارستها بحرية ومنها ماقد يكون نتيجة اضطرار سياسي أو تشريعي فرضته الضرورة أو أقره الواقع ، لذا فاننا حاولنا جاهدين دراسة التداعيات ومعرفة التحديات التى تواجه العملية الانتخابية لكل دولة من هذه الدول مصر عبد الفتاح السيسي الرئيس المصرى وعد المجتمع الدولي بإجراء الانتخابات المصرية قبل نهاية عام 2014، إلا أنه تم تأجيل موعد الانتخابات أكثر من مرة وذلك يرجع لعدم التجهيزات الفنية للاشراف الأمثل على العملية الانتخابية ، بالاضافة الى تراجع الاداء الأمنى ، وعلى الرغم من كل هذه التحديات الا أن الرئيس السيسي أثناء لقائه بوزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل غارسيا مارغايو" منذ ايام قليلة مضت أكد على إجراء الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل وهذا التوقيت له مغزى ودلالة لتزامنه مع انعقاد المؤتمر الاقتصادى الدولى ، بالاضافه الى انه يعد دليلاً على التعافى الأمني واستعادة الدولة لقوتها وهيبتها، وهو مايعطى مزيد من الطمأنينة لدى المستثمرين الأجانب والدول المشاركة. السودان ستقام الانتخابات السودانية في أبريل 2015 وعلى الرغم من تحفظات المعارضة والمطالبة بتأجيلها، لكن هناك اصرار على عدم ارجائها ، وستجرى الانتخابات على مستوى الرئاسة والبرلمان الاتحادي وحكام الولايات في تجربة تعد هى الثانية منذ 25 عامًا. وللانتخابات السودانية طبيعة ومعطيات خاصة إذ أن أكثر من 40% من ميزانية انتخابات عام 2010 تحمل نفقاتها المجتمع الدولي، وممالاشك فيه أن الدولة السودانية لن تحصل على نفس قيمة دعم انتخابات 2010 ، وسينافس على الانتخابات الرئاسية السودانية القادمة الرئيس الحالى عمر البشير المرشح من قبل حزب المؤتمر الوطني الحاكم وهو مادفع العديد من قوى المعارضة للدعوى الى مقاطعة الانتخابات القادمة وهو ماينبىء بأزمة سياسية قد تشهدها الدولة السودانية لعدم ارتياح قوى المعارضة للعملية الانتخابية المقبلة . نيجيريا ستجرى الانتخابات العامة في نيجيريا في الرابع عشر من فبراير القادم . الحزب الحاكم فى نيجيريا الأن هو حزب الشعب الديمقراطي منذ بداية الحكم المدني في البلاد عام 1999، وبنيجيريا 25 حزبًا سياسيًا مسجلاً في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، لكن الأحزاب المؤثرة أو المتصدرة للمشهد السياسى لاتتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة . اكتسح حزب الشعب الديمقراطى الحاكم الانتخابات الثلاثة التي أُجريت منذ 1999 وحتى الان اذ لم تكن المعارضة على قدر المنافسة، لكن بعد تأسيس حزب المؤتمر التقدمي المعارض الذي تشكل من ائتلاف ثلاثة أحزاب معارضة أصغر عام 2013 بالاضافة الى استقالة 37 عضواً من البرلمان من أعضاء الحزب الحاكم اذ اعلنوا انضمامهم لحزب المؤتمر ، وهو ماقد يرجح ان يكون منافس شرس وعنيد للحزب الحاكم ، لذا فانه من المتوقع ان تشهد الانتخابات القادمة منافسة شرسة عكس مااعتاد عليها الحزب الحاكم الحالى . ويرى العديد من المحللين أن سياسة نيجيريا ستختلف كثيرًا في حال انتخبت قيادة أخرى، خاصة في التعامل مع التهديدات التي تمثلها الجماعات الارهابية مثل بوكو حرام ، كذلك من المتوقع أن يحدث تغير نوعى فى موقف نيجيريا داخل منظمة الأوبك. اسرائيل قرر حزب الليكود الإسرائيلي في 2 ديسمبر الماضى دعمه لقانون حل الكنيست، وفي الثامن من ديسمبر تم التصويت لصالح حل الكنيست وعقد الانتخابات المبكرة في مارس 2014. ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في السابع عشر من مارس، وسط توقعات بصعود التيار اليميني المتطرف وتولى شخصيات مثل نفتالى بينيت زمام الحكم ، وهو ماقد ينبىء عن مواجهات دموية مع الجانب الفلسطينى ويعرض المنطقة لحالة من عدم الأستقرار . تركيا غالبا ما ستنعقد الانتخابات العامة في تركيا في يونيو 2015، ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات التركية العديد من المفاجآت لاسيما فى ظل حالة التخبط فى ظل السياسة الحالية ووجود حالة من السخط والتبرم لدى جموع الشعب التركي ، بالاضافة الى ان حزب العدالة والتنمية الحاكم يعتمد على عدد من النواب المخضرمين، ومع عدم جواز الترشح لأكثر من ثلاث مرات، فإن هذا سيعني أن 76 نائبًا برلمانيًامن المؤثرين فى الحزب ( المخضرمين ) لن يتمكنوا من الترشح للانتخابات، ويتفق العديد من الخبراء بأن هناك حاجة ملحة لدى الأتراك لأجراء الانتخابات فى موعدها لوضع دستور جديد للبلاد . بريطانيا في السابع من مايو 2015 ستنعقد الانتخابات العامة في بريطانيا ، وسوف تتضمن الانتخابات العامة بجانب انعقاد الانتخابات البرلمانية عقد انتخابات محلية في نفس اليوم في معظم مناطق إنجلترا عدا لندن العاصمة . وسيتم انتخاب مجلس النواب الذي يتكون من 650 مقعدًا، ويحتاج أي من الأحزاب المتنافسة للحصول على الأغلبية أن يحصل على أكثر من 325 مقعدًا في البرلمان ، ويحتل حزب المحافظون الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي "ديفيد كاميرون" 306 مقعدًا، فيما حاز حزب العمال على عدد 258 مقعدًا، وحاز حزب الليبراليون الديمقراطيون على 57 مقعدًا، ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة صعود لافت لحزب الاستقلال البريطانى الدينى ذو النزعة المعادية للمهاجرين ، ومن المتوقع أيضاً أن يحقق حزب الخضر والحزب الوطني الإسكتلندي مراكز متقدمة فى الانتخابات المقبلة . إسبانيا ستنعقد الانتخابات الإسبانية في العشرين من ديسمبر 2015 أى قبل نهاية العالام وسينتخب الإسبان 350 عضوًا في البرلمان ، ومن المتوقع أن يحقق حزب بوديموس اليسارى مراكز متقدمة فى الانتخابات المقبلة نظراً لأنه يريد اعادة التفاوض حول أهداف الاتحاد الأوروبي، وإعادة هيكلة ديون إسبانيا. قبل حدوث الأزمة الاقتصادية كان حزبي إسبانيا الرئيسيين قادرين على الحصول على 70٪ أو 80٪ من أصوات الناخبين، لكن انتخابات 2015 قد تكون الأولى في التاريخ الإسباني الحديث والتي قد يحصل فيها الحزبان مجتمعان على أقل من 50٪ بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة التى أدت إلى سلسلة من فضائح الفساد وتورط فيها الحزب الحاكم. اليونان في الخامس والعشرين من يناير الحالى ستعقد الانتخابات في اليونان، حيث سينتخب اليونانيون 300 عضوًا للبرلمان ، ومن المعلوم أن هناك نظام الحزبين فى اليونان لكيلا يسيطر حزب واحد على البرلمان بأغلبية مطلقة ، وهو نظام مستقرومعمول به داخل منظومة الحياة السياسية اليونانية ، وهذا النظام على الرغم من ضمان عدم هيمنة حزب أو ايديولوجية معينة الا انه نظام باهظ التكلفة ماديا لاسيما فى دولة لم تتعافى بعد من أزمة اقتصادية طاحنة المت بها ، فمثلا فى الانتخابات السابقة لم تستطع الأحزاب الرئيسية تشكيل ائتلاف في أول انتخابات جرت ، واضطرت اليونان لعقد انتخابات ثانية لتحييد حزب سيريزا (الذي يمتلك 71 مقعدًا في البرلمان الحالي). المشكلة فى حقيقة الأمر تكمن فى ان اليونان ربما تعود إلى قلب الأزمة الأوروبية من جديد عندما يحاول البرلمان اليوناني انتخاب رئيس جديد، فإذا فشل البرلمان فسيضطر إلى إجراء انتخابات مبكرة، ومع وجود حزب سيريزا صاحب الشعبية الكبيرة وتقدمه فى معظم استطلاعات الرأي، لذا فإنه سيكون من الصعب إبعاد الحزب عن السلطة هذه المرة، لاسيما وان حزب سيريزا قد وعد بإعادة هيكلة ديون اليونان، وهي الخطوة التي قد تستفز أسواق المال وستولد حالة من عدم الثقة لدى دول الاتحاد الأوربى الذى بات يتنفس الصعداء لشعوره ببعض الاستقرار. السويد سبق أن أعلن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين إجراء انتخابات مبكرة بعد أن فشلت حكومة يسار الوسط في الموافقة على اعتماد الميزانية بعد أقل من ثلاثة أشهر من وصولها إلى السلطة؛ كما لم تسفر الانتخابات البرلمانية التي عقدت في سبتمبر الماضى عن تشكيل أية ائتلافات لإنشاء حكومة أغلبية، لكن الانتخابات الماضية أظهرت الأداء المذهل والقوي من الحزب اليميني المتطرف، الذي حصل على 12.9٪ من الأصوات، بعد 5.7٪ حصل عليها في 2010، عندما دخل البرلمان للمرة الأولى ، ومما لاشك فيه أن من أهم الاسباب التى دعت رئيس الوزراء السويدى الى اعلان اجراء انتخابات مبكرة هو تحركات اليمين الدينى المتطرف لحزب ديموقراطيو السويد لرفضة للميزانية. والجدير بالذكر أن الانتخابات المبكرة في السويد، ستكون هى الأولى في البلاد منذ ستين عاماً ومن المقرر أن تعقد في 22 من مارس المقبل، ومن المرجح أن يحقق حزب ديموقراطيو السويد المناهض للهجرة مركزاً متقدماً فى الانتخابات المقبلة .