الروشتة لأى طموح سينمائى مزمن هى مشاهدة فيلم على الأقل كل 24 ساعة، ليخدم كمضاد حيوى للعلاج من هذا الداء والولع المنتشر داخل خلايا المخ. وصدق أو لا تصدق هو أيضا مدرسة حقيقية بعيدا عن أى تنظير وتغطية شاملة لكل المواد من التمثيل والتصوير والمونتاج وغيرها وصولا إلى الإخراج. علاج لمدى الحياة أصبح اليوم فى متناول اليد، شكرا لاختراع ال«VHS» ومن بعده ال«DVD» إلى جانب مزايا الكمبيوتر والإنترنت. وبالممارسة، تصبح مشاهدة فيلم طقسا من طقوس الحياة اليومية، تؤهلك لرؤية أكثر عمقا وقدرة تحليل نافذة، يفتقدها المشاهد العادى، الذى فقد الرغبة فى مشاهدات الأفلام إلا فى المناسبات الخاصة أو الخروجات النادرة فى زمن اقتصادى أغبر. ربما يتساءل البعض: هل نوعية معينة من الأفلام مرشحة فى روشتة العلاج؟ الواقع أن الدراسات حتى الآن تؤكد أنه لا يوجد أى فروق بين الكوميديا والدراما فى السينما ما دام المريض التزم بالعلاج اليومى، ولكن تحذر من الهلس الذى يجتاح السوق حاليا، ومدى تأثيره السلبى على أى طموح سينمائى. والخبراء يلمحون إلى خطورة الاعتماد على النقد السينمائى كدليل اختيار الأفلام للمشاهدة، فهم يعتقدون أن هذا قد يعرقل أى تقدم فى العلاج، وفى أسوأ الحالات يسبب شللا جزئيا فى خلية الاستمتاع العفوى بالأفلام. وإذا كانت هذه الروشتة بمثابة ثورة علمية، فقد أثارت فلول شركات الإنتاج العالمية، لكى تستثمر بسخاء فى المهرجانات والجوائز كسلاح مضاد قادر على التمويه والتشتيت الذهنى لأى صاحب طموح سينمائى، لا يزال مؤمنا بنقاء المشاهدة من دون أى مؤثرات خارجية. ومع تعدد الوجوه لمسؤولى الثقافة تغلبت أولويات الساعة على أى تشجيع معنوى لأصحاب الطموح السينمائى، وأعادوا صياغة الروشتة، ليتحول العلاج إلى مجموعة مسابقات تحت رحمة لجان قد تضم أعضاء عانوا سابقا داء الطموح السينمائى، إلا أنهم لم يتبعوا الروشتة بحذافيرها. ومع انتشار العيادات السينمائية، التى تكتفى بالمهدئات فى شكل دروس وورش، تحت مظلة الديجيتال السحرية، أصبح صاحب الطموح السينمائى يواجه فراغا مظلما، يحاول أن يتغلب عليه بالزحف نحو بقعة الضوء آخر النفق.