تحقيق- إسلام أبوخطوة: مبانٍ متهالكة، بعضها غير آدمية، وأخرى ما زالت مبنية من الطوب اللبن، يقطنها مئات من الأسر الكادحة، ينتظرون الموت أسفل صخور الجبال التي تحاصر منازلهم، لسان حالهم شاكر المولى عز وجل، غير ممتعضين عما يرونه من معاناة يومية.. هؤلاء أهالي منطقة منشية ناصر، وبالتحديد الدويقة ، الذين عانوا على مر الحكومات السابقة، من الإهمال الجسيم، إلا أنه بعد زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب لهم أمس، وتأكيده رعاية الدوله لهم، تجددت الآمال مرة أخرى. وكانت محافظة القاهرة نبّهت الأهالي إلى إخلاء كل المناطق المجاورة للجبل على أن يتم إرسالهم لمساكن بدر و6 أكتوبر، وأعرب الأهالي عن سعادتهم بعرض المحافظة، ونقلهم للمساكن الجديدة. و الدويقة واحدة من 67 منطقة عشوائية بالقاهرة والجيزة، ومن أصل 1221 منطقة عشوائية بالمحافظات، التى تضم ما لا يقل عن 15 مليون مواطن. عقارب وثعابين الحمد لله ربنا نجدنا من الموت .. بهذه الكلمات استهل أشرف علي أحد الأهالي، تعليقه على قرار إخلاء المساكن بالدويقة، مؤكدًا أن المنظقة مليئة بالعقارب والثعابين القاتلة، التي تأتي من ثقوب الجبال. وأشار "أشرف"، إلى أن عددا كبيرا من الأهالي قد دُمرت منازلهم بفعل سقوط الصخور عليهم، كما لقي آخرون مصرعهم تحت الأنقاض. أما السيد حسن أحد الأهالي، فقال إن الأهالي يواجهون بفعل علو منطقة الدويقة، وقربها من الجبل، مشكلة كبيرة في انقطاع المياه بصورة مستمرة ما يدفعهم للاعتماد على تخزين المياه من المناطق المنخفضة، وتزداد الخطورة مع اندلاع الحرائق، حيث لا تتوافر المياه للإطفاء. ضيق الشوارع ورصدت التحرير ضيق مساحات الشوارع، التي سببت عقبة أمام رجال المطافي للقيام بدروهم حال تعرض المنازل للحريق، الأمر الذي أدى لإراقة أرواح عدد كبير من الأسر. وأوضح تامر زين أحد الأهالي، أن سكان الدويقة الموجودين في المناطق المرتفعة، يعصب عليهم الاستنجاد بسيارات المطافي، وفي حالة اندلاع النيران في أحد المنازل تكون الحيلة للتغلب على الحريق الرمال ومياه الجراكن المخزنة في المنازل. فصل الشتاء وأشار زين إلى معاناة الأسر المقيمة بالمنطقة من خلال موسم الشتاء قائلاً: "في فصل الشتاء تتجدد المأساة، فتغرق المنازل بفعل مياه الأمطار، ويهرب الأهالي من منازلهم خشية من الموت. وقال إن زيارة رئيس الوزراء لهم تمثل طوق النجاة لا سيما أنها ستوفر لهم مساكن بعيدة عن المنطقة التي أصبحت مهددة بالانهيار أسفل صخور الجبال. مدينة أشباح وقال رامز قاسم أحد السكان، إن المنطقة تعاني، أيضا، من السرقة في فترات الليل، مشيرًا إلى أن الدويقة تتحول ليلا لمدينة أشباحوذلك لعدم وجود أعمدة إنارة. وأضاف أن عددا كبيرا من الأهالي أصبحوا مسلحين، لحماية ممتلكاتهم من السرقة.