حزن وألم وحسرة وغضب وترقب، صفات رسُمت على وجوه أهالي الصيادين أبناء قرية برج مغيزل المحتجزين في مصراته وبنى غازي بليبيا، قلوب حزينة تملؤها الحسرة على عدم معرفة مصير أبنائهم، ,وجوه بائسة فاقدة للأمل في عودة ابنائهم الذين يواجهون الموت. "حسبي الله ونعم الوكيل" أول كلمة بدأت بها حديثها زوجة محمد محمود المصاب بطلق ناري والمحتجز ضمن الصيادين المحتجزين، وقالت: "زوجي يرى الموت كل يوم بسبب الإهمال وعدم العناية رغم إنه مصاب"، وتساءلت: ماذا أفعل وهو العائل الوحيد لي ولطفلين وأبيه المريض وأمه وأختين من البنات". ويضيف علي الشوكي والد أحد الصيادين المحتجزين: "لمن نذهب من أجل إرجاع أولادنا، فإبني هو العائل الوحيد لي ولزوجته وأولاده. ومن يساعدنا في عودته هو وزملائة الصيادين". ويوضح الشوكي أن ابنه خرج منذ سنوات للعمل بليبيا بعقود رسمية بين الدولتين المصرية والليبية، إلا أن بعد تجدد المعارك بين الجيش الليبى والميليشيات، قام أصحاب المراكب الليبيين بسحب جميع الأوراق الخاصة بهم وجوازات السفر وأموالهم وأصبح ليس لهم لا حول ولا قوة. من جانبه، أكد أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ، أن قرى برج مغيزل والسكري والجزيرة الخضراء التابعين لمركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ تحولوا إلى سرادق عزاء كبير ليتجمع الأهالي فيه طوال اليوم، ومنهم من ينتظر طوال الليل أي خبر عن أبنائهم المحتجزين. وأضاف نصار: " الوضع الراهن في ليبيا زاد من مخاوف أهالي الصيادين فالحزن قد كسى تلك القرى أصبح الجميع يعيش في حالة قلق وترقب خوفاً علي مصير أبنائهم". وتابع: "طلبنا مراراً وتكراراً العمل على حل مشاكل قطاع الصيد ولكن دون جدوى، وهذا التجاهل جعل الصيادين يبحثون عن رزقهم ورزق أولادهم في دول كثيرة، ومنهم من يعود لأهله جثة هامدة، ومنهم من يتم القبض عليه، وقليلا منهم من يعود سالماً". وأشار نصار إلى أن هناك 1151 صياد كانوا يعملون في موانئ ليبيا على مراكب ليبية بعقود عمل رسمية وموثقة بوزارة القوى العاملة المصرية وبتأشيرات من السفاره الليبية بالقاهرة، واستتبع أنه تم القبض على 49 صياد على متن 3 مراكب صيد يوم الجمعة الماضية بتهمة اختراق المياه الإقليمية، وأن المركب الأولى تحمل على متنها 18 صياداً، والثانية 17 صياداً، والثالثة 14 صياداً، أبحروا من قرية برج مغيزل، من أجل رحلة صيد في مياه البحر الأبيض المتوسط لجزيرة مالطة، موضحاً أنه تم احتجاز مركبين منهما وتحملان 35 صياداً في بنغازي، والمركب الثالثة والتي تحمل 14 صياداً تم احتجازها في زوارة .