بينما جاءت ثورة 25 يناير لتمنح الإسلاميين، وفى القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين، «قُبلة الحياة» للمشاركة فى العمل العام، بينما فتح لهم الباب على مصراعيه، ليس فقط للمشاركة الفاعلة فى صنع مستقبل مصر، إنما أيضًا لحكمها. عام 2015.. الإخوان وحلفاؤهم يدخلون عصر الشتات إلا أن التجربة أثبتت فشلهم الذريع، خصوصا فى السلطة، حيث انكشف عدم وجود أى مشروع حقيقى لديهم تجاه الدولة المصرية، فى حين وضح حجم الضحالة الفكرية والسياسية، التى يتمتعون بها، وتبين للجميع أن مشروعهم السياسى مجرد وهم ساقوه للمجتمع، لكى يحصدوا الأصوات، التى ترغب فى حكم ارتبط صانعيه بالدين، ناهيك بما يعانونه من رغبة فى الاستحواذ وإقصاء الآخر، وعدم الممانعة احيانا فى اللجوء إلى العنف والإرهاب للحفاظ على كرسى السلطة. حمل ممثلو الإسلام السياسى راية نكون أو لا نكون ، وحتى يكسبوا المعركة قبل أن يخوضوها جعلوا من الإسلام خصمًا للديمقراطية، الأمر الذى خُدع به البعض، حيث رددوا علنًا أن الديمقراطية كفر، حتى لا ينازعهم فى الملك أحد، ولا يستطيع أحد أن يقارعهم الحجة، أو يخرج عن مسارهم قيد أنملة، لأنه بذلك، ووفق تفكيرهم الشاذ، سيحارب الدين ويخاصمه العداء. وعاش الناس فترة عاصفة عانوا فيها فى ظل تجربة الإسلام السياسى، فى انتظار ذلك النموذج، الذى يروج أن الإسلام هو الحل السحرى لكل مشكلات العصر ، دون أن يضع فى اعتباره أن العقيدة ليست مجرد كلمة تقال، بينما لا يتبعها تخطيط وأفعال، فى حين أن سحر عيون الناس باسم الدين للوصول إلى الهدف سرعان ما ينفك عن صاحبه. وبعد فشل التجربة فشلا ذريعا وانكشاف الحقيقة أمام الناس طيلة عام حكم الإخوان المرير، وبعد أن لجأ التنظيم وحلفاؤه إلى العنف والإرهاب تجاه المصريين، هل يمكن القول صراحة إن فكرة الإسلام السياسى، وتنظيماتها انتهت إلى الأبد؟.. بسؤال آخر.. هل بات من المستحيل عودة الإسلاميين مرة أخرى ككيانات وجماعات إلى واجهة العامل العام فى مصر؟.. وهل يمكن أن يقبلهم الناس مرة أخرى فى الحكم، أو حتى على هامشه، أو فى قلب المشهد السياسى؟ بطبيعة الحال فإن الحديث عن مستقبل تيار الإسلام السياسى فى مصر بشكل عام، مثار جدل كبير، خصوصا إذا ما تطرق الأمر إلى مدى قدرة ذلك التيار على دخول الساحة السياسية مجددًا، خصوصا بعد حالة الرفض العنيف التى يواجهها الإخوان وشركاؤهم، بل إن الإسلاميين الذين لم يشاركوا التنظيم جرائمه، وفضلوا الوقوف فى صف 30 يونيو وخارطة طريقه، كالسلفيين، يعانون أيضًا من رفض شعبى كاسح، يصل فى كثير من الأحيان إلى قلب الدولة نفسها، ناهيك برفضهم من قبل حتى الأحزاب السياسية المدنية. مختار نوح: الإسلاميون يصنعون الوطن البديل .. والشعب أقصاهم كمال حبيب: لا صلاح فى الإخوان بغير ترك العنف ومنح القيادة للشباب الخرباوي: خُطة سرية للإخوان لدخول البرلمان.. وأتوقع فوزهم بعدة مقاعد خالد الزعفراني: الإخوان رحلوا بلا عودة عمار علي حسن: المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية قادمة