هل يمكن أن تصدر كتب عن مهرجانات مفتوحة للجميع، وفى الوقت ذاته تحمل صفة السرية، نعم ممكن لأن صاحب اقتراح إطلاق الكتب عن المهرجانات لم يكن يستطيع سوى أن يحدد عددا معينا من النسخ يتم توزيعه خلال الدورة، وغالبا يحصل على النصيب الأوفر النقاد والصحفيون المواكبون للدورة، بجانب طبعا حصة صاحب التكريم، لكن ماذا يحدث بعد انتهاء الطبعة الوحيدة؟ التجربة تؤكد أن إعادة طبع كتب المهرجانات، وبالأخص كتب المكرمين من الفنانين شبه معدومة، لأن المهرجانات والجهات التى تنظمها هى بالأساس ليست دور نشر ولا تربح شيئًا من وراء الكتب التى يتم وضع الفائض منها فى مكتبات وزارة الثقافة بأسعار زهيدة حتى تنفد تماما. عشرات الكتب صدرت عن المهرجانات المصرية، خصوصًا المهرجان القومى للسينما، ومؤلفوها أنفسهم لا يملكون نسخًا منها لمن يريد، الزميلة ناهد صلاح على سبيل المثال لا الحصر أطلقت فى عام واحد ثلاثة كتب، الأول عن محمد منير فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، وهو أول مؤلف يتناول منير ممثلا لا مطربا، والثانى عن الفنان الراحل حسين صدقى فى مهرجان القاهرة السينمائى، والأخير كان عن الفنان الكبير سمير صبرى فى المهرجان القومى للسينما المصرية، وهو ملىء بمعلومات وصور نادرة لا تؤرخ لمشوار صبرى فقط، ولكن لمن عاصروه فى عقود متتالية من العطاء السينمائى والفنى بشكل عام. هذه الكتب تصنف كمؤلفات تذكارية أكثر منها نقدية بالطبع، لأنه من الصعب رصد سلبيات النجم المعلن تكريمه، لكنها فى الوقت نفسه مصدر نقى للمعلومات عكس المصادر المليئة بالأخطاء التى باتت منتشرة عبر الإنترنت. كيف يمكن أن تتاح الكتب للجميع، الكرة هنا فى ملعب د.محمد عفيفى أمين المجلس الأعلى للثقافة كجهة لا تنظم مهرجانات، لكنها المظلة الكبرى لكل الفاعليات السينمائية، يمكن ببساطة أن يتولى المجلس إطلاق طبعات جديدة من هذه الكتب كلما نفدت، والأهم دعوة المؤلفين لتحديثها كل فترة بإضافة الجديد فى حياة الفنان المكرم، كذلك يمكن توفير كثير لو تم طرح نسخ بى دى إف من كل الكتب عبر موقع متخصص لذلك لن يكلف الوزارة شيئًا سوى عناء التفكير خارج الصندوق.