لم تبخل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، برئاسة ممدوح الليثي، علي الإصدارات التي استقر الرأي علي أن تواكب انطلاق دورة اليوبيل الفضي لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، التي بدأت أعمالها في الرابع من أغسطس الجاري واستمرت حتي العاشر من الشهر نفسه، ورصدت ميزانية ضخمة للإصدارات، التي بلغت ثمانية كتب، من بينها خمسة كتب للمكرمين: المخرج التونسي ناصر خمير، المخرج الكبير توفيق صالح، الكاتب والسيناريست فيصل ندا والفنانين: مريم فخرالدين وحسن حسني إضافة إلي كتاب عن مسابقة أفلام الديجيتال، التي تنظمها الجمعية علي هامش المهرجان للعام الثالث علي التوالي، وبالطبع الكتيب الرئيسي للمهرجان الذي يطلق عليه "الكتالوج". وبينما كان المتوقع، والمرجح، أن تأتي الاصدارات علي قدر ما أنفق عليها من مبالغ مالية، سواء من حيث الشكل أو المضمون، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولا النقاد أو إدارة المهرجان نفسه!، فالأخطاء كانت صارخة وفادحة و"بشعة"، بشكل ينفي تماما أن وراءها جمعية للكتاب والنقاد "المحترفين"، بل أقرب إلي "شغل الهواة والمبتدئين"، يستوي في هذا الكتاب الضخم "352 صفحة من القطع الكبير"! الذي أشرف علي تحريره وطباعته ناقد احترف الإقامة في المطابع لكثرة مصادر ما يصدر من كتب وموسوعات علي مدار الساعة، وهو محمود قاسم، أو كتب المكرمين الخمسة التي أشرف علي طباعتها متخصص تمرس في هذا المجال، مثل محمد عيداروس، وهو المصير نفسه الذي لم يلفت منه الكتاب المخصص للتنويه عن مسابقة الديجيتال؟ الذي أشرف علي تحريره وطباعته الناقد نادر عدلي، فأول ما يواجهك في الكتاب الضخم الذي استهدفت الجمعية من خلاله أن يعد بمثابة مرجع للباحثين والمؤرخين والمهتمين حول تاريخ الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ودورها المشهود في تأسيس مهرجانات السينما في مصر، ومهرجان الإسكندرية السينمائي علي وجه الخصوص، الخطأ الأملائي الفادح الذي يتمثل في عنوانه "تكريمات وذكرايات"، بالأف بعد الراء"!".. ومن ثم يصبح طبيعيا علي الغلاف في غير سياقها التاريخي، وتتكرر من دون مبرر، بحيث تري "الأفيش" في غير الدورة المخصصة له، بل ولجأ المشرف علي استبدال الأفيش أحيانا بصور لأفلام كما فعل في دورة "بيتزا بيتزا"، ودورة "فيلم ثقافي"! أما الشهادات التي كان يفترض فيها الموضوعية، وكذلك الحوارات التي جرت مع رؤساء المهرجان السابقين فقد غلب عليها المبالغة والمجاملة وغياب الدقة والنزعة الوثائقية، بحيث لا يمكن أن تعد مرجعا علميا أو يعتمد عليها كوثيقة تاريخية، ناهيك عن ضخامة الكتاب الذي تحول إلي دليل تليفونات من النوعية التي كانت تصدرها هيئة التليفونات في الزمن الغابر! لا تختلف الصورة كثيرا في كتب المكرمين التي اتسمت أغلفتها بقبح لا يمكن تبريره سواء في اختيار اللون البني الذي بدا كئيبا بينما المناسبة تكريمية أو التوظيف السيئ للجرافيك في رسم ملامح وجوه المكرمين، والدليل علي هذا كتاب تكريم فيصل ندا الذي كان مرشحا لغلافه لوحة زيتية جميلة لكنها استبدلت في ظروف غامضة بالرسم القبيح الذي تصدر غلاف الكتاب، كغيره من الرسوم الأخري القبيحة التي طالت جميع المكرمين. أمر آخر يعكس الفوضي الذي ضربت فكرة اصدار كتب المهرجان تمثل في الخطأ الذي جعل اسم د.وليد سيف مؤلف كتاب حسن حسني يتحول إلي وليد يوسف ناهيك عن غياب المنهج الواحد، بدليل أن وليد سيف اختتم كتابه بسيرته الذاتية بينما خلت بقية الكتب من السير الذاتية لمعديها"!" هل نتحدث عن القضايا والشكاوي المتبادلة التي تفجرت بعد صدور هذه الكتب، حيث تبرأ البعض من الكتاب الذي صدر عن اليوبيل الفضي بينما اتهم المشرف علي الكتاب آخرين بالسطو علي مجهوده؟.. ربما يكون للقضية حديث آخر.