بلا ديكور أو ملابس وبإمكانات مسرحية ضعيفة للغاية نجح صناع مسرحية «1980 وأنت طالع» فى الوصول للجمهور عبر عدة مسارح بعرض يتطوَّر كلما وقف أبطاله من جديد على خشبة المسرح. يناير 2012 شهد العرض الأول للمسرحية التى كتبها محمود جمال، وأخرجها محمد جبر، ويشارك فى بطولتها 12 ممثلًا وممثلة، والآن تُعاد المسرحية من جديد على مسرح الجزويت بالفجالة. إذا كنت من مواليد 1980 وما بعدها، فالمسرحية مناسبة لك بكل تأكيد، وإذا كنت من جيل أقدم قليلًا فستستمتع بكم لا نهائى من الضحكات ولحظات الشجن فى الوقت نفسه، عاشت هذه المسرحية ثلاث سنوات وستعيش أكثر، لأن أصحابها كتبوها من واقع يومياتهم قبل وبعد الثورة، ولأنهم يضيفون إليها كل يوم مواقف وحقائق، لكن بلغة فنية تبتعد تمامًا عن المباشرة وهرْى التوك شو. ولو استمرت أحوال الشباب على ما هى عليه فلربما نجد بعد خمس سنوات، المسرحيةَ نفسها بعنوان آخر هو من 1990 وأنت طالع ، عن البطالة، والعنوسة، وديكتاتورية الأب فى المنزل وفى القصر، وعن الخوف من المستقبل وخصام الحاضر والحنين للماضى، فتتالى لوحات هذا العرض الذى يمنعك تدفق أبطاله ومصداقيتهم من النظر إلى الساعة حتى تفاجأ بأن العرض انتهى، لكن الأوجاع التى يوثّقها مستمرة. ربما تكون بعض المواقف والعبارات مستوحاة مما يكتبه الشباب فى فيسبوك ، لكن المؤلف نجح فى أن يحوّلها إلى نص مسرحى جذاب للغاية نتمنى أن يطلع عليه ولو سرًّا هؤلاء الذين يعجزون عن فهم سر غضب الشباب مما جرى وما زال يجرى. العرض يحمل ما بين لوحاته وقفات استفهامية، تنساب فيها الأسئلة التى ندعوا أن لا تظل طويلًا بلا إجابة، وحتى تشاهدوا العرض، سواء على مسرح الجيزويت أو أى مسرح آخر يمكن أن تفكّروا فى إجابات لبعض أسئلتهم، منها مثلًا، هو احنا هنفضل شايلين الهم لحد إمتى، مش هنعلمه المشى بقى؟ هو ليه مع إننا لسه شباب صغيرين بقينا بنقول زمان؟ هو ليه رجعنا لما نتكلم سياسة فى المترو نوشوش بعض؟ نفسى أعرف همّ هيعملوا إيه ف الآخرة من غير فريد الديب؟