نشرت صحيفة "ليف ساينس" الإلكترونية المهتمة بالعلوم دراسة تاريخية مشوقة، حاول الؤلفون من خلالها عرض بعض الحقائق عن تدهور الفن المصري في الحقبة التاريخية التي حكم فيها الفرس مصر. كان الفرس قد قاموا بغزو الأراضي المصرية سنة 525 ق.م، علي يد "قمبيز"، بعد عصور من الاضمحلال عقبت الحضارة المصرية التي انتعشت عبر آلاف السنين، حيث امتد حكمهم لقرن من الزمان، في الوقت الذي كونوا فيه إمبراطورية تمتد من مصر إلى الموقع الحالي لدولة "أفغانستان" في أسيا. ترجح الدراسة أنه نتيجة لقيام الفرس بتهجير الفنانين المصريين من الأراضي المصرية، تدهورت حالة الفنون في مصر بما في ذلك فنون النحت، والنقش على الجدران، مستندة على عدد من توابيت دفن الأمراء والنبلاء في هذه الفترة، حيث ظهر عليها بعض من السمات الغريبة عن الفن المصري المعتاد طيلة القرون السابقة لذلك، في إشارة لانحدار مستواه حين غاب العنصر الأهم في المنظومة الفنية وهو الفنان المحترف. وتشير الصورة لغطاء تابوت ينتمي على الأرجح لامرأة تدعي "دنت است"، وهي تعود إلى 2400 سنة ق.م، حيث تظهر عليها بعض ملامح الشذوذ عن الفن المصري الذي كان متقدمًا في الحقب التاريخية السابقة لحكم الفرس. وتشير هذه الصورة إلى بعض مستويات الانحدار في التصوير حيث تظهر صور الصقور في أعلي التابوت بشكل سيئ، أقرب إلى شكل السمكة منه إلى شكل الصقر، بينما تم رسم "ثعبان ميهن" المعتاد رسمه على أغطية التوابيت بشكل سيئ أيضًا. بينما تشير هذه الصورة المرسومة لإمبراطور الفرس "داريوس" إلى شئ آخر، حيث يؤكد كل من "جبسون" و"سجلر" الباحثون في هذا المجال، إلى أنه يشير إلى أن أباطرة الفرس قاموا بترحيل الفنانين المصريين من بلادهم إلى عاصمة الفرس للاستفادة منهم، فيما توضح الصورة المرسومة بإحكام هذه الحقيقة، أن الإمبراطورية الفارسية استغلتهم لإخراج فن فارسي جديد بهذه الاحترافية الواضحة في الصورة، تاركة مصر بدون فنانين حقيقين مما أدى لتدهور النحت وغيره من الفنون فيها.