نقل موقع "ساينس دايلي" العلمي عن جريدة "أي أو إس" المهتمة بالعلوم، خبرًا عن حالة إفاقة من إحدى أنواع "فقدان الوعي المستمر"، بعد حقن المريض بمهدئ يدعى "ميدازولام" مما أحدث حيرة كبيرة بالأوساط الطبية. حالات فقدان الوعي الجزئي المستمرة هي إحدي الحالات التي تصل فيها قدرة الشخص على الحركة والتواصل مع ما يحدث حوله إلى أدنى مستوياتها، وتعد الإفاقة من هذا المرض صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة، وهي تصيب نحو 150- 250 من كل 100 ألف شخص سنويًا، وكان الرجل صاحب الحالة محل الدراسة قد تعرض لحادث من على دراجته البخارية، دخل بعضها في فقدان متواصل للوعي لمدة عامين متواصلين. حدثت الإفاقة المفاجئة للمريض بينما يتم إعداده لإجراء أشعة مقطعية علي المخ، عندما استبدل طبيب التخدير استخدام المخدر المعتاد معه بأحد المهدئات المشهورة "ميدازولازم"، والذي نتج عنه رجوع الرجل للوعي لوقت قصير، تمكن خلالها من سماع الأطباء والتجاوب معهم، والحركة بشكل معتاد، وإجراء مكالمات تليفونية للاطمئنان على ذويه، لكن لم يكن يتذكر أي شئ عن الحادثة وعن مكوثه في المستشفي لعامين متواصلين، لكن حالة الإفاقة لم تستمر طويلًا، حيث عاد لحالة فقدان الوعي مرة أخري بعد مرور ساعتين من لحظة استيقاظة. وما يحير الأطباء هو كيف تتسبب مادة "الميدازولام" المنومة في إفاقة مريض بهذه الحالة، يبدو أنها أتت بمفعول عكسي، أو أن هناك سرًا غامضًا عليهم اكتشافه. بينما اقترح بعض الباحثون بعد إجراء عدد من الفحوصات على المريض الذي عاد لحالة النوم مرة أخري، أنه كان يعاني من تداخل بين حالتين متعارضتين، أولهم "فقدان الوعي الجزئي المستمر" والتي ينتج عنها ارتخاء شديد في عضلات الجسم، وثانيهم هي حالة "الجامود" وهي إحدى حالات الصرع التي ينتج عنها تصلب عضلات الجسم دون حدوث تشنجات مما ينتج عنها شللل في الحركة أيضًا لكن لسبب يناقض سبب الحالة الأولى، ورجحوا أن تكون حالة الجامود هي التي تغلبت علي جسم المريض في النهاية، مما أدي لحدوث الإفاقة بعض تعرضه للميدازولام الذي يعالج مفعول هذه الحالة العصبية.