مع تطور العلم، والتقدم التكنولوجى، انتقلت أفلام الخيال العلمى من عقول صانعيها إلى الواقع، ولم نعد ذلك العالم اليدوى البحت المعتمد على نفسه في كل شئ، والروبوتات، جزء من صناعة ضخمة، تنامت خلال الفترة الماضية وتطورت حتى وصلت إلى مستوى يمكن معه الاستغناء عن بعض الوظائف، التي طالما ظل الإنسان يقوم بها، ومن هذه الوظائف، قيادة السيارات، فمع ارتفاع معدل وفيات الطرق في العالم بأسره، وإلقاء معظم الأسباب على عاتق القيادة، تعالت الأصوات، وبدأت الشركات، في تجهيز وتقديم "الروبوت القائد "، كحل جذري لإنهاء كابوس السلوك الخاطئ في القيادة. ما هو الروبوت القائد؟ "الروبوت القائد"، هو مصطلح يشير إلى السيارة بدون سائق، يتم تزويدها بجميع الاحتمالات الممكنة التي يتعرض لها السائق في الحياة اليومية، ومع التقنيات التكنولوجية الحديثة، يمكن للقائد الروبوت اتخاذ جميع القرارات بدقة تامة، مما سيقضى على جميع الحوادث التي قد تنتج عن إهمال السائق، أو غفلته في وقت من الأوقات. أين نحن؟ التوصل إلى سيارات ذاتية القيادة كليًا لا تتطلب تدخل الإنسان، هو أمر صعب له عدة مراحل، أنجزت عدة شركات بعضها، فمنهم من توصل إلى سيارة بلا عجلة قيادة، ولا مكابح بنزين، كالسيارة التجريبية التي صنعتها جوجل، وتسير فقط في الطرق الصغيرة بسرعة تصل إلى 40 كم في الساعة، بالإضافة إلى مراحل أخرى توصلت فيها شركات صناعة السيارات الكبرى مثل "بي إم دبليو"، و"فولفو" إلى خصائص تزود بها السيارات التقليدية، لتحافظ تلقائيًا دون تدخل الإنسان على السير في خط مستقيم، الركن الذاتي، والضغط على الفرامل في حالات الطوارئ، لذا في الحاضر قد يبدو الأمر في مراحله الأولى، ولكن في المستقبل قد تصل الشركات الى المرحلة الأخيرة، وهى القيادة الذاتية الكاملة. فوائد الروبوت القائد 1- إنقاذ البشرية والحد من الحوادث طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يتوفى سنويًا ما يصل إلى 1.2 مليون مواطن نتيجة لحوادث الطرق المختلفة إلى جانب 50 مليون مصاب، ومع توقع زيادة هذا العدد بمقدار 65% خلال العشرين سنة المقبلة، تظهر الحاجة إلى " الروبوت القائد"، فعند وضع نظام كامل لجميع التوقعات والاحتمالات، يمكنه إنقاذ الآلاف الأرواح سنويًا. 2- زيادة الأمان ترجع معظم أسباب الحوادث إلى سلوك القائد الخاطئ بامتياز، إما بسبب التحدث في الهاتف، تناول المخدرات، التعب، قلة الخبرة، القيادة العدوانية، ردة الفعل البطيئة أو الغفلة، وهو ما لن يتعرض له الروبوت القائد، ما يساهم في تقليل تسبة الخطأ الى أقل معدلاتها. 3- زحمة أقل في دراسة لمؤسسة "Eno" للنقل، والتي تقع في ولاية واشنطنالأمريكية، أوضحت المؤسسة، أن عند الوصول إلى اليوم الذى تسيطر فيه السيارات ذاتية القيادة على الطريق، ستسير السيارات المزودة بأجهزة الاستشعار على خط مرسوم بدقة متناهية، فلن نجد على سبيل المثال سيارة تسير في حارتين، مما يوفر كثيرًا من الوقت والوقود، وتصبح حركة المرور أكثر سلاسة. 4- توفير الوقود وفي دراسة أخرى لمؤسسة"Eno" للنقل، توصل الباحثون إلى توفير 37 مليار دولار في الولاياتالمتحدة وحدها، عندما تصل نسبة السيارات ذاتية القيادة ل 10% من إجمالى السيارات في الطريق، ومع وصول نسبتها إلى 90%، سيعمل هذا على توفير 447 مليار دولار سنويًا بسبب انخفاض الوفيات، الوقود المستخدم، وزيادة وقت العمل والإنتاج. 5- تقليل الوقت اللازم لركن السيارات أوضحت دراسة لمعهد "MIT"، أن حوالي 40% من الوقود المستخدم يضيع على بحث السائق عن مكان يصلح لركن سيارته، ومع خصائص مشاركة البيانات التي ستتميز بها السيارات ذاتية القيادة، يمكن لكل سيارة إخبار الأخرى بوجود مكان متاح للركن، مما يوفر كثيرًا من الوقت، والوقود أيضًا. "الروبوت القائد"، هو حلم سيتحقق في بوم من الأيام، والذى لن يكون بأى حال من الأحوال بعيدًا مستحيلًا، وتشير أبحاث ودراسات إلى إمكانية اجتياز جميع السيارات مرحلة ذاتية القيادة بشكل كامل في بداية عام 2035، لتستطيع دون تدخل من الإنسان السير وحدها في الطريق، بينما يتفرغ الإنسان للمراقبة والاستمتاع بعيدًا عن إهدار الوقت والتسبب في الحوادث.