أن تقود سيارتك لمسافاتٍ طويلة أو قصيرة، بسرعة أو ببطء، في مناطقَ مزدحمة، علي طرقات مستوية أو وعرة، في الليل أو النهار، وأن تضطرّ إلي اتخاذ جميع القرارات وحدك، وتظل متيقظاً ومحتفظاً بقوة أعصابك والتزامك بالقوانين.. مسألة تستنزف من طاقاتك الشيء الكثير. لهذه الأسباب مجتمعة، كان ابتكار سائق مُساعد في البرّ للسيارات والقطارات وفي البحر للسفن وفي الجوّ للطائرات، تكون مهمته استطلاع المَسالك واستباق المفاجآت وإدارة وقت القيادة وقراءة المصطلحات، بما يجنّب الحوادث ويكبّد الخسائر ودفع الغرامات وخسارة النقاط. السائق المساعد أصبح حقيقة واقعة، فهو جهاز جديد نزلَ إلي الأسواق في أستراليا، وصُمّمَ خصيصاً لنظام المرور المُطبّق فيها، بحيث ينبّه قائد المَركبة إلي ضرورة التوقف، لأخذ قسط من الراحة كل سبع ساعات وكل 24 ساعة، وكَم من الوقت بقي لديه قبل أن يخرق قانون السَير، وكَم عدد الساعات التي نام فيها، كما أنه يَعبُر الحدود مع السائق ويتكيّف مع خريطة الطريق الجديدة. ويمكن ضبط أزرار الجهاز علي مدي 48 ساعة ليُصدر أجراس التنبيه عند الحاجة.وإذا كان السائق المساعد ضرورياً في سيارات السباق أثناء الراليات، بحيث يقرأ تفاصيل الطريق وعوائقَه ومُنعطفاتِه وحدّتَها من خريطة بين يديه، ويبلغها الي السائق بواسطة سمّاعة الرأس في الغالب، نظراً لارتفاع مستويات الضجيج داخل السيارة، فإن الشركة الألمانية المُصنّعة لسيارة «أودي AUDI» اختصرت جميع المراحل بفضل الروبوت «آيدا». الروبوت آيدا: الإنسان الآلي آيدا AIDA اختصاراً لعبارة «مُعامِل القيادة الذكية المُتفاعلة») هو آخر ما توصّل إليه الباحثون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة بالتعاون مع شركة «أودي»، ويُثبّت أمام السائق داخل السيارة و«يتعلّم» منه عاداته في القيادة وأشياء أخري كثيرة بفضل مِجسّات مُثبتة داخل السيارة وخارجها. تتلخص فكرة الروبوت «آيدا» في أنه يستطيع خلال أسبوع أو اثنين فقط، أن يُصبح رفيقاً لقائد السيارة، يعرف أين محلّ سكنه ومكان عمله ومن أين يتسوّق وماذا يريد، والأعجب من هذا وذاك: ما هو مزاجه.عن ذلك تقول سينثيا بريزيل مديرة «مجموعة الروبوتات الشخصية»، إن آيدا سيتمكن من قراءة تعابير وجه السائق وتفاصيلَ أخري، وأن يتفاعل معها بالطريقة الاجتماعية والعلمية المناسبة.الروبوت «آيدا» سوف يُثبّت علي لوحة أجهزة القياس (داشبورد) أمام قائد المركبة، وسينظر إليه وسيبدو مُسلياً للترويح عنه إذا كان مزاجُه متعكراً أو مُغتبطاً، أو إذا كان مسروراً، كما سيقترح عليه طرقاً بديلة عند الازدحام أو الحوادث، وسينبّهه عند الحاجة إلي تعبئة الوقود، وسيدلّه علي طريقة القيادة الأكثر توفيراً لاستهلاك الوقود، حسب حالة الطريق.صحيح أن المشروع لايزال في طور التجربة، إلا أنه تمّ بالفعل صنع نموذج من «آيدا» وتشغيله، وليس ثمة ما يمنع إدراجَه ضمن مواصفات سيارة «أودي» في المستقبل القريب