تواصلت ردود الأفعال الإسرائيلية على فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية ونقلت الإذاعة العبرية عن شاؤول موفاز -نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي- قوله « تل أبيب تحترم العملية الديمقراطية في مصر وتتوقع الالتزام باتفاقية السلام بين الدولتين في المستقبل، كما كان الأمر في الثلاثة عقود الأخيرة، الأمر مصلحة لكل من القاهرة وتل أبيب». كما نقلت عن دان مريدور – وزير الاستخبارات الإسرائيلي – قوله إن تل أبيب تحترم نتائج الانتخابات المصرية قائلا «نحن واثقون أن التعاون مع القاهرة سيستمر، إسرائيل مهتمة باستمرار اتفاقية السلام لأنها حجر الزاوية في استقرار المنطقة بأكملها»، وفي سؤال من الإذاعة عن رؤيته للثورات العربية ومن بينها الثور المصرية قال مريدور « نحن ما زلنا في قلب العاصفة». من جانبه أكد عاموس يادلين – رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق- في تصريحات لصحيفة جلوبز الإخبارية العبرية أن من ينظر للأوضاع الاقتصادية في مصر الآن يدرك أن الدولة تمر بمشاكل ليست بالبسيطة، فالاستثمارات توقفت والسياحة كذلك والقاهرة لا تريد أن تصل إلى وضع لا يمكنها فيه الحصول على معونات من واشنطن والتي تقدر ب1.3 مليار دولار سنويا؛ لذا فإن شن حرب على إسرائيل من شأنه زيادة انفاقات مصر والمساس بإيراداتها من قناة السويس. وأضاف يادلين أن السلام البارد الذي ميز العلاقات مع مصر سيكون من الآن أكثر برودا، نحن نسمع من القاهرة تصريحات لا نحب سماعها ورأينا أمورا مقلقة مثل اقتحام السفارة الإسرائيلية في الماضي، وصول الإخوان المسلمين للحكم كان متوقعا، خاصة أن نظام مبارك سقط في الوقت الذي كان فيه الإخوان الحزب الوحيد المنظم والمهئ لحكم البلاد، مضيفا «على تل أبيب ألا تقلق ما بينها وبين مصر ليس تضارب مصالح، كما لا توجد خلافات بيننا، كل الخلافات تم إنهاؤها في إطار اتفاقية السلام” لافتا إلى أن السلام البارد بين الجانبين جاء بسبب رؤية القاهرة نفسها كقائدة للعالم العربي ولهذا لم تسمح للسلام الدافئ بالحدوث، وهذا لن يتغير الآن». كما نقلت الصحيفة عن جيورا ايلاند – رئيس مجس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق- قوله إنه على تل أبيب عدم المجازفة الآن بامتلاك السلاح وقطع الغيار والاستعداد لحرب مع مصر؛ موضحا أن المصريين يحصلون على قمح من الولاياتالمتحدة ومن القمح يصنعون خبزا، وإذا لم يكن هناك خبز فسيتحول الأمر إلى مجاعة، ولا يوجد قائد مصري يريد أن يرى بلاده جائعة في العام أو العامين الأولين من حكمه. ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن ايلي زيسار – الأكاديمي بجامعة تل أبيب والخبير في شئون الشرق الأوسط – قوله أمس إن القاهرة تتغير مع اختيار محمد مرسي رئيسا للجمهورية، مضيفة أن الشئون الداخلية وعلى رأسها إطعام 86 مليون مواطن ستشغل الرئيس الجديد أكثر من العلاقات الباردة مع تل أبيب، مشيرة إلى أن فوز المرشح الإخواني بالرئاسة خلق واقعا جديدا في الشرق الأوسط . وأوضح أن انتخاب مرسي لم يكن الأمر الذي تريده تل أبيب؛ فجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي هي شقيقة لحركة حماس الفلسطينية، والحديث يدور عن جماعة تعارض اتفاقيات السلام، إلا أن مرسي يجد امامه الآن 86 مليون مصري لابد من إطعامهم ولهذا فإن الشأن الإسرائيلي لن يكون على رأس أولوياته، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن كرسي الرئاسة في مصر يجلس عليه شخص لا يحب تل أبيب لهذا على الأخيرة الأخذ في الاعتبار تلك الحقيقة قبل الإقدام على أي عمل عسكري بقطاع غزة. من جانبها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في تقريرها لها أمس أن الصراع القادم في ميدان التحرير هو إعادة الصلاحيات للرئيس، مشيرة إلى أنه ما زال في هذا الميدان المئات من مؤيدي الإخوان والذين لن يتحركوا من أماكنهم حتى يتم إعطاء الصلاحيات لمرسي، موضحة أن هذا يأتي في الوقت الذي لا يتأثر فيه الليبراليون بالتصريحات المعتدلة للرئيس المنتخب مؤكدين انتظارهم للنتائج. في سياق منفصل ذكر موقع «والا» الإخباري الاسرائيلي أن قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية ألقت القبض على 15 شخصاً بينهم 12 جنديا إسرائيلياً للاشتباه في تورطهم في عملية تهريب المخدرات من سيناء إلى إسرائيل والقيام ببيع معلومات أمنية للمهربين على الحدود المصرية. وقال الموقع إن الشرطة العسكرية الإسرائيلية باشرت في فتح تحقيق واسع النطاق وبشكل سري قبل عدة أشهر وبالتعاون مع وحدة ‘ميجن' التابعة للشرطة -والمختصة بمتابعة عمليات تهريب المخدرات من الحدود المصرية والأردنية-، لافتة إلى أن الشرطة استطاعت جمع الأدلة والشهادات والتي كان من ضمنها ‘أشرطة مسجلة وصور فوتوغرافية' و قامت على إثرها باعتقال المتهمين. وذكر والا أن الجنود المعتقلين أبلغوا المهربين عن أماكن تواجد كمائن الجيش والمراقبة على طول الحدود مع مصر، مضيفة أن كل جندي من الجنود المتهمين كان يحظى في كل عملية تهريب بآلاف الشيكلات.