واصل محمد كامل عمرو وزير الخارجية عمله بشكل طبيعى من مقر مكتبه حيث التقى مع روبرت سري، مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط الذى يزو مصر حاليا ضمن جولته بالمنطقة. وقالت مصادر دبلوماسية فى مكتبه ان الوزير مستمرفى عمله فى تسيير شئون الوزارة، كما طلب منه، لحين تشكيل الحكومة الجديدة. غير انه اعتذر عن السفر لبروكسل لحضور اجتماع مع دول الاتحاد الاوروبى. وان كان العمل يسير فى مكتب الوزير بشكل عادى الا انه يسود اروقة وزارة الخارجية كثير من التكهنات وحالة من الغموض والضبابية حول الجهة التى ستعين وزير الخارجية المقبل وشخصه وسمات وطبيعة توجهاته ما اذا كانت شخصية اسلامية مواكبة لتوجهات رئيس الجمهورية الجديد وطبيعة المرحلة ام شخصية ذات فكر علمانى استمرارا لما درج علية العمل والعرف بوزارة الخارجية منذ انشائها القرن قبل الماضى . واشد مايخشاه العاملين بالوزارة فى هذا الصدد ان يأتى تعيين وزيرا للخارجية من خارج اسرة العاملين الحاليين بالوزارة او من خارج الوسط الدبلوماسى السابق. واشتعلت بورصة التوقعات داخل دهاليز وادارات وزارة الخارجية مع مشاورات الرئيس محمد مرسى لتشكيل الحكومة الجديدة وفريقه الرئاسي وتم تداول كثير من الاسماء فى هذا الشأن حسب صلاتها وقربها من جماعة الاخوان المسلمين او المجلس العسكرى وهما الجهتين المهتمتين بعمل هذه الوزارة. ومن الاسماء التى طرحت فى هذا التداول وزير الخارجية السابق محمد العرابى الذى لم يختبر. والقيادى البارز فى الاخوان د.عصام العريان السفير محمد رفاعة الطهطاوى سفير مصر السابق بليبيا المقرب من جماعة الاخوان وتم اختيارة مرتين فى الجمعيتين التأسيسيتين لصياغة الدستور الى جانب السفير نبيل فهمى سفير مصر السابق بواشنطن وسامح شكرى سفير مصر الحالى لدى الولاياتالمتحدة .وتمادت بورصة التكهنات الى حد ترشيح السفير عبد الله الاشعل بسبب مداعبته للاخوان المسلمين خلال فترة ترشحه للرئاسة مؤخرا. وتؤكد هذه المصادر أن اختيار شخص وزير الخارجية القادم سيختلف حسب من سيختاره فاذا كان رئيس الجمهورية هو من سيعينه كما درج علية العمل منذ ثورة 23 يوليو عام 1952 فان الدكتور محمد مرسى سيختار شخصية ذات طابع اسلامى ومحل ثقة فى التعامل مع الادارة الامريكية والدول العربية والاسلامية ام اذا كان المشير محمد حسين طنطاوى و المجلس العسكرى من سيختار وزير الخارجية لكون وزارة الخارجية من المؤسسات المنوط بها الحفاظ على الامن القومى المصري شخص رئيس الوزراء المقبل فاذا كان مثلا الدكتور محمد البردعى فانه يستطيع اختيار وزير خارجية قدير ومحنك من منطلق معرفته بزملائه من اجيال الدبلوماسيين بوزارة الخارجية..وحتى اذا تم اختيار رؤساء وزراء اخرين من المطروحة اسمائهم كزياد بهاء الدين او زكريا عبد العزيز او حازم الببلاوى فأن اختياراتهم ستختلف وان كان بعضهم سيلجأ الى عمرو موسى او محمد البردعى لاستشارته فى هذا الموضوع. وتشير هذه المصادر ان هذا الغموض والجدل سيمتد تجاة اختيار وزراء حقائب الداخلية والعدل والدفاع وان كان رئيس الجمهورية الجديد وعد بالرجوع والارتكان الى رأى المجالس العليا لهذه الوزارات السيادية غير ان ما يزيد الطين بلة بالنسبة لوزارة الخارجية انه لا يوجد مجلس اعلى للسلك الدبلوماسى المصرى. وتذهب اوساط داخل وزارة الخارجية الى انه امام هذه الصورة الضبابية من الافضل الابقاء على شخص وزير الخارجية الحالى محمد كامل عمرو الذى اتسم ادائه بالعقلانية والحياد وعبر بشكل جيد عن ثورة 25 يناير واستطاع الوقوف بالوزارة على الحياد خلال الفترة الماضية ولم يصطدم مع جهات الصراع العنيف على الساحة المصرية .