سباق محموم على التعليق والبحث عن دقة المعلومات، أصاب مواقع التواصل الاجتماعى، فور الإعلان عن حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان قانون الانتخابات الرئاسية، وما يستتبعه من حل كامل للبرلمان، وانهالت التعليقات الساخرة، ما بين مؤيد للحكم وسعيد به، ورافض له يعتبره ردة عن الديمقراطية التى حققتها الثورة وانقلابا عسكريا. كانت أهم النقاط التى ثار حولها الجدال هى: هل يعنى قرار المحكمة حل البرلمان بأكمله أم نسبة الثلث الفردى فقط؟ وانطلق عديد ممن أكدوا بطلان نسبة الفردى، فى البحث عن النواب الذين سيخرجون طبقا للحكم، مما كان سببا لفرحة عديد من النشطاء بسبب تأكد خروج النائب مصطفى بكرى فى الحالتين، وقال أحدهم متهكما: «الإخوان والسلفيين هيبوسوا مين دلوقت بعد ما مصطفى بكرى طلع من البرلمان؟»، فى إشارة إلى قيام النواب الإسلاميين بتهنئة بكرى بعد رفض تحويله إلى لجنة القيم بسبب اتهامه للدكتور محمد البرادعى بالعمالة. الحدث خلق كثيرا من الارتباك لدى النشطاء، حيث قال أحدهم: «المفروض نرجع نتخانق الرئيس أولا ولا البرلمان أولا»، بينما تساءل كثيرون: «رئيس الجمهورية هيحلف القسم قدام مين والبرلمان مش موجود؟»، معتبرين أن حل البرلمان يستتبع بالضرورة وقف الانتخابات الرئاسية إلى حين تشكيل برلمان جديد، بينما أثار أمر القرارات والقوانين التى أصدرها البرلمان ومصيرها بعد الحل اهتمام النشطاء، خصوصا نقطة ترشح بعض مرشحى الرئاسة بناء على توكيلات من نواب البرلمان، كما أن الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان فى جولة الإعادة هو مرشح عن حزب الحرية والعدالة، بناء على حصوله على مقعد أو أكثر فى البرلمان، مما يهدد استمرار الانتخابات الرئاسية أيضا. شباب الإخوان، على «فيسبوك» و«تويتر»، حاولوا تصوير الحدث على أنه كارثة أصابت الثورة، مطالبين كل المقاطعين للانتخابات الرئاسية بالنزول والمشاركة والتصويت لمرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، مؤكدين أن ما حدث هو تجسيد لجملة مبارك الشهيرة: «خليهم يتسلوا»، حيث كتب أحد المعلقين: «بعد اللى حصل مقاطعون يفوقوا والناس اللى بتقول إن الإخوان بيسيطروا على كل حاجه ده أول إثبات أن عمر ما الإخوان هيسيطروا، أنا مش شمتان فى الإخوان، بس عايز أقول كلمة: نفعكو النظام لما لحستو جزمته؟ حلوة الكراسى؟ حلوة السُّلطة؟ المجد للشهداء»، وقال آخر: «ندفع ثمن هرولة الجماعة للانفراد بكل شىء»، بينما رد الإخوان بقولهم: «حل مجلس الشعب + استمرار شفيق + قانون الضبطية = أشيك انقلاب عسكرى فى التاريخ». شهداء «محمد محمود» و«مجلس الوزراء» حضروا بشكل كبير فى تعليقات القراء، حيث كتب أحدهم: «أحداث محمد محمود كانت على وشك إسقاط حكم العسكر لولا انتخابات مجلس الشعب المنحلّ.. شكرا»، بينما قال الشاعر محمد خير: «رحم الله شهداء محمد محمود اللى كانوا بيحاولوا تعطيل الانتخابات»، بينما رد شباب الإخوان على ذلك بقول أحدهم: «الثائر الندل هو من يفرح بحل العسكر للبرلمان.. ثم يهدأ فيحل العسكر وسطه». ومن التعليقات الساخرة: «الإخوان يعلنون قبولهم بقرار إبقاء شفيق فى السباق الرئاسى، إنما الإخوان بالنيات.. ولكل إخوان ما نوى»، و«شفيق هيضيف لإنجازاته إنجاز جديد.. إنه عزل واتعزل»، و«يعنى إيه كوكا زيرو؟ يعنى عصام سلطان يعزل شفيق.. يقوم شفيق مكمّل وعصام سلطان هو اللى يتعزل»، و«شد الرحال يا كتاتنى.. المجلس طار يا كتاتنى»، و«أكتاتنى أساحبى ماتعملش ف نفسك كدا قطعت قلبى.. تأخد هولز؟»، بينما انتشرت صورة الكتاتنى مركَّبة على صورة الممثل محمود عبد العزيز فى فيلم العار وهو يغنى «الملاحة الملاحة».. حزنا على ضياع «البضاعة»! و«دلوقتى طنطاوى هيقول كلمة للشعب: شعب مصر العظيم.. طلعت معانا فى الكاميرا الخفية.. لو حابب نذيع قول ذيع». النشطاء، تذكروا فى هذه اللحظات الدكتور محمد البرادعى، الذى نأى بنفسه عن كل هذه المعارك، ورفض المشاركة فيها أو حتى الترشح للانتخابات الرئاسية، مطالبين بالعودة والالتفاف حوله، لأنه أصبح الأمل الأخير فى ظل ما وصلت إليه مصر من أوضاع.