«نفق مظلم».. هذا هو التشبيه الأقرب إلى وصف الطريق السياسى الذى دخلته مصر بعد مرور ما يزيد على عام ونصف من قيام ثورة 25 يناير والإطاحة برأس النظام، إلا أن اللقاء الذى جمع بين الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والذى أعلنا خلاله تأسيس طريق ثالث يضم القوى المدنية، لاقى ترحيبا وإشادة من قِبل السياسيين، مؤكدين أن ذلك سيكون بداية الخروج من النفق المظلم. النائب أمين إسكندر، عضو مجلس الشعب، قال إن لقاء صباحى والبرادعى يأتى لصالح ثورة 25 يناير واستمرارها، مضيفا أن هذا اللقاء يجمع القوى الأخلاقية فى مصر من أجل أن نستطيع تحقيق أهداف الثورة. إسكندر أوضح فى تصريحات ل«التحرير» أن الكيان الذى تحدثا عنه خلال اللقاء لن يكون سوى تيار الحلم المصرى، مؤكدا أن صباحى سوف يعلن عنه وعن تفاصيله قريبا، موضحا أنه سوف يضم عددا من الأحزاب مثل حزب الكرامة، لافتا إلى أنه من المحتمل أيضا أن يضم حزب الدستور والحزب المصرى الديمقراطى، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة المستقلة مثل حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة عين شمس، والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى مصر، والمستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة السابق، علاوة على عدد من الفنانين والأدباء والمثقفين. الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية شدد على ضرورة تشكيل تيار ثالث لمواجهة كل من الدولة الدينية ودولة النظام السابق، ويجمع كل القوى الوسطية، مشيرا إلى أنه «لو كان تم تشكيله قبل الانتخابات الرئاسية وحدث اتفاق بين كل من حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح لكان المشهد كله تغير، وتجنبنا جزءا كبيرا من الأزمة الراهنة»، مشيرا إلى أنه «لا بد من تأسيس هذا التيار، ولا بد من إضافة أبو الفتوح وأنصاره إليه حتى لا يحدث انقسام فى الوسط يعيدنا إلى أزمة جديدة». عبد المجيد أضاف ل«التحرير» أنه فى حال تطبيق قانون العزل السياسى وإطالة الفترة الانتقالية وتشكيل مجلس رئاسى، فينبغى أن لا يضمّ عسكريين، والمجلس العسكرى لا بد أن يرحل ويسلم إدارة البلاد لسلطة مدنية تماما، كما أنه لا بد من معيار موضوعى للمجلس الرئاسى هو نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث يضم أربعة مرشحين حاصلين على نحو 75% من الأصوات بعد استبعاد شفيق، هم محمد مرسى وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى على أن ينضمّ إليهم الدكتور محمد البرادعى تقديرا لدوره القيم والكبير فى الثورة، ولأهمية دوره فى المرحلة المقبلة، وذلك حتى لا نفتح الباب لصراعات جديدة. وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، عبد الغفار شكر، قال إن أى جهد يُبذل من أجل تجميع الثوار والقوى الديمقراطية والثورية فى تيار واحد هو جهد مطلوب، ليس فقط لمواجهة كل من الدكتور محمد مرسى وأحمد شفيق، بل لضمان استمرار الثورة وتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن «الثورة فشلت لأنها لم يكن لها قادة». شكر أضاف أنه فى حال التقاء كل من البرادعى وصباحى ستتحقق نتائج جيدة، مشيرا إلى أن البرادعى هو من أكد مبكرا ضرورة إجراء انتخابات رئاسية بمصر، وذلك فى عز وجود النظام السابق، وصباحى كان مرشحا رئاسيا وحصل على ما يقرب من 5 ملايين صوت، وذلك يعنى أن الشعب مؤمن به ويشعر أنه يمثلهم.