حرب طائفية تتواصل وتزداد وتيرتها فى العراق يوما بعد يوم فى ظل الفوضى التى تجتاح البلاد، التى تشهد منذ سنوات سلسلة من التفجيرات الدامية تستهدف المدنيين. فأمس قُتل أكثر من 70 شخصا، وأُصيب المئات فى تفجير 14 سيارة مفخخة فى عدة مدن عراقية، وأفادت مصادر أمنية وطبية أن 9 أشخاص على الأقل قُتلوا فى انفجار قنبلة استهدفت تجمُّعًا دينيًّا عند نقطة تفتيش للشرطة فى بغداد، حيث تجمعت حشود شيعية كبيرة فى العاصمة العراقية للاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة الإمام موسى الكاظم، كما استهدفت تفجيرات متزامنة مُدنًا عراقية أخرى، منها بغداد وكركوك وكربلاء والحلة وبعقوبة والموصل ونينوَى وصلاح الدين وديالى. وقالت مصادر بوزارة الداخلية العراقية إن سيارات مفخخة انفجرت فى مناطق عدة ببغداد، مضيفة أنه تم تفجير 6 عبوات ناسفة داخل منازل 3 أكاديميين عراقيين فى مناطق حى الجامعة والعامرية، كما اغتال مسلحون مجهولون عناصر أمن فى مناطق مختلفة فى بغداد بأسلحة كاتمة للصوت. التفجيرات الأخيرة لم تستهدف الشيعة فقط، وطالت محافظات سُنِّية أيضا، ويمكن القول إنها ذات طابع سياسى، ويبدو أنها لم تكن مفاجأة، إذ كانت هناك توقعات بحدوثها نتيجة للأزمة التى تشهدها البلاد فى ظل مساعى سحب الثقة من رئيس الوزراء نورى المالكى، وفشل معارضيه فى حشد تأييد كافٍ لذلك مما يطيل أمد الأزمة التى تواجهها الحكومة بشأن تقاسم السلطة بين الكتل السنية والشيعية والكردية. وربما تهدف تلك التفجيرات المتكررة إلى صرف الأنظار عن المالكى الذى يواجه اتهامات بإذكاء نيران التوتر الطائفية فى البلاد بين السُّنة والشيعة والأكراد بسبب تصرفاته تجاه شركائه فى الائتلاف الحاكم. من جهته، حمل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين فى العراق الشيخ حارث الضارى بعنف على رئيس الحكومة نورى المالكى ووصفه بالاستبدادى والمغرور، وأشار إلى أن «العراق يسير نحو المجهول المخيف»، داعيا الشعب العراقى إلى «القيام بثورة شعبية سلمية» إذا أمكن «على الحكومة العراقية برئاسة المالكى». وأضاف «هذا البلد محكوم لجهتين أجنبيتين هما الولاياتالمتحدة وإيران، فهاتان الجهتان تعربان دائما عن سطوة قبضتهما وهيمنتهما على العراق».