جهاز ال«بلاك بيرى» هو نعمة فى الحقيقة، لكنه فى الوقت نفسه نقمة على وزارة التربية والتعليم. عن طريقه تم تسريب امتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوى، وانتشرت إجابات الأسئلة ما بين الطلاب الذين يستخدمون الجهاز.. هى حقًّا عيوب التكنولوجيا. الرقابة التى كانت شبه غائبة فى أول أيام امتحانات الثانوية العامة تم تشديدها أمس، حيث تم التدقيق على منع دخول أى جهاز موبايل، سواء «بلاك بيرى» أو غيره إلى داخل اللجان، وذلك وفقا لتعليمات وزير التربية والتعليم، الدكتور جمال العربى، وردًّا على الشائعات التى تم ترويجها بين الأهالى، بأن تسريب الامتحان جاء من داخل اللجان، وعن طريق أحد المراقبين. ففى مدرسة مصر القديمة الثانوية قام أمن المدرسة بالتحفظ على أجهزة المحمول الخاصة ب«الطلاب» من أمام بوابة المدرسة، حيث أشارت رئيسة اللجان بالمدرسة بأن الأجهزة سيتم التحفظ عليها، ووضع «استيكر» باسم الطالب أو الطالبة، ومن ثم يأخذه بعد الانتهاء من الامتحان، وشددت «إذا ضُبط الطالب ومعه جهاز محمول داخل اللجنة، فستتم مصادرته وإرساله إلى الإدارة العامة للامتحانات». شائعة تسريب امتحان اليوم الثانى على «فيسبوك» كانت حاضرة بقوة بين الطلاب وأولياء الأمور أمام اللجان حيث تبادل الطلاب ورقة الامتحان المزعومة بينما حرص الأهالى على المقارنة بين ما جاء فيها وأسئلة الامتحان الحقيقى، ورغم عدم تطابق الورقتين فإن مجىء أسئلة النصوص والقراءة والأدب والبلاغة والنحو من الورقة المسربة أشعل غضب أولياء الأمور وزاد من الشائعات انتشار تسريبات جديدة على «فيسبوك» و«تويتر» لإجابات النحو وبعض أسئلة الامتحان للمرة الثانية بعد فترة وجيزة من بدء الامتحان. تكرار السيناريو أمس بحذافيره رغم الاحتياطات أثار قلق الطلاب والأهالى رغم سعادتهم بسهولة الامتحان النسبية ومجيئه فى مستوى الطالب المتوسط ولا توجد به أى صعوبات. مشهد غريب، كانت بطلته إحدى المنتقبات حيث قامت بتجميع الطالبات حولها فى شارع جانبى على الكورنيش، وقامت بشرح نصوص النحو للطالبات فقط فى الصف الثانى الثانوى، اللاتى أدّين أمس امتحانهن، وقد انضم إليها عدد من طالبات المدارس المجاورة. العشرات من أولياء الأمور حضروا وقاموا بتأمين لجنة الامتحانات فى منطقة مصر القديمة، التى تضم ثلاث مدارس، هى: «عمرو بن العاص» الإعدادية بنين، و«مصر القديمة» الثانوية بنات، و«الفسطاط الثانوية العسكرية» بنين. ورغم وجود خمسة أفراد من الشرطة أمام كل مدرسة، فقد أشار السيد محمد أسامة، أحد أولياء الأمور، إلى أنه أتى مع بعض أصدقائه لحماية ابنته وزميلاتها الطالبات، لعدم وجود شرطة كافية لتأمين هذا العدد الهائل من الطلاب. وانتشر مساء أول من أمس على صفحات الإنترنت ما قيل إنه امتحان اللغة العربية للمرحلة الأولى، ولكن الأهالى والطلاب لم يطمئنوا لذلك، حيث سيطر هذا الموضوع على أحاديث أولياء الأمور، وأوضح أحدهم، ويدعى طارق عبد السلام، بأنه «لا يمكن أن نقر بصدق أو كذب الوزير فى تسريب الامتحان إلا بعد خروج أولادنا، ونرى هل هى مطابقة لما جاء على صفحات الإنترنت أم لا». ولم يتفق الكثير من أولياء الأمور فى هذا الأمر. محمود العقدة، أشار إلى استحالة تسريب أسئلة الامتحانات، وإن حدث فسوف يكون التسريب من «المطبعة السرية»، ووقتها ستكون شبكات التواصل الاجتماعى كارثة بكل المقاييس.