الإعلان من إخراج محمود العبادى وتم تحت إشراف أحمد أنيس بتكلفة 40 ألف جنيه شال فلسطينى وديكور قهوة وجهاز كمبيوتر ومجموعة من الشباب.. يحاول أن يظهرهم الإعلان على أنهم نشطاء سياسيون، وإمعانا فى مستوى التمثيل الردىء فإن المشهد يكتمل بجرعة زائدة من المباشرة عندما يطل فى الصورة شاب أشقر طويل يحاول أن يقدمه الإعلان على أنه أجنبى يوهم من أمامه أنه مصرى «وبيحبهم قوى».. ثم يتحدث بإنجليزية رديئة هذه هى كل احتياجات التليفزيون المصرى لإعداد إعلان يحذر المشاهد من تصديق «الجواسيس» وإعطائهم معلومات عن البلد، الإعلان بدأ عرضه منذ أيام قليلة، أظهر الشباب المصرى ساذجين ودون عقول تقريبا، حيث تتحدث واحدة منهم بعصبية عن سماعها بعض الأشخاص الذين يتآمرون على الجيش المصرى، وآخر قال إن هناك أزمة فى المواصلات، ربما هى معلومات خطيرة من وجهة نظر التليفزيون المصرى، حيث اعتبر أزمة المواصلات سرا حربيا، يبحث عنه الجاسوس فى القهوة التى بها شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية» فى إشارة إلى أن من يسربون أسرار البلد هم الثوار هذا الإعلان من ضمن 4 إعلانات يعرضها التليفزيون، أحدها يظهر شابا يدخل بياناته على أحد المواقع ويحذره الإعلان من هذا التصرف، ويشكك فى مواقع التوظيف، ورغم أن كلمة جاسوس لم يأتِ ذكرها بشكل مباشر فى أى من الإعلانات فإنه صيغة الإعلانات كانت واضحة تماما، لينتهى الإعلان بعبارة «كل كلمة بتمن.. الكلمة تنقذ وطن». وبحسب تصريحات على عبد الرحمن، رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة، ل«التحرير» فإنه تم اتخاذ قرار مساء أول من أمس (الجمعة)، بإيقاف حملة التوعية السياسية هذه -حسب تعبيره- وذلك بعد أن فهمها البعض على أنها تدعو إلى كراهية الأجانب، وأشار إلى أنه يتم التحضير لحملة بديلة تخدم المضمون ذاته، ولكن بشكل يزيل اللبس الذى حدث. حملة الجواسيس تم التحضير لها قبل عشرة أيام فى سرية تامة من خلال جلسات تحضيرية بين أحمد أنيس وزير الإعلام ومحمود العبادى المخرج بقطاع قنوات «النيل»، كما تم التصوير فى استوديوهات قنوات «النيل» وبمعدات القناة بتكلفة 40 ألف جنيه.
«يديعوت أحرونوت»: الأجانب فى مصر خائفون بعنوان «إعلان مصرى.. لا تتحدث مع الغرباء.. إنهم جواسيس»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن إعلانا تليفزيونيا مصريا جديدا يتم بثه حاليا يظهر فيه شخص له ملامح غربية ويقوم بجمع المعلومات من الشباب المصريين، ويدعو الإعلان المصريين إلى اليقظة من محاولات التجسس على البلاد. «يديعوت» أضافت أن مراسلى وسائل الإعلام الأجانب فى مصر يشعرون ب«حالة من الخوف»، فالإعلان يبعث برسالة إلى المواطنين ويحذرهم من الأجانب مخافة أن يكونوا جواسيس، لافتة إلى أن الإعلان يتم بثه عبر قنوات تليفزيونية حكومية وخاصة. وذكرت أن الانتقادات سرعان ما توالت، حيث وصف مدونون مصريون الأمر بمقدمة لعملية القمع التى ستأتى مع انتخاب المرشح الرئاسى أحمد شفيق للسلطة. وأضافت الصحيفة أن الإعلان سبب حالة من القلق وسط المواطنين الأجانب الموجودين فى مصر، ونقلت عن كليف تشينى، مصور أمريكى يعمل فى القاهرة، قوله «الحديث يدور عن تعبير جديد لظاهرة كره الأجانب فى مصر، التى زادت خلال الأشهر الأخيرة بشكل يفوق الحد»، مضيفا «أننى أشعر بعدم الأمان وكثير من العداء». وأشارت «يديعوت» فى تقريرها إلى قضية إيلان جرابل، الأمريكى الإسرائيلى الذى ألقت القاهرة القبض عليه بتهمة التجسس لصالح الموساد ثم أفرجت عنه ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع تل أبيب، مضيفة أن المصريين وصفوا جرابل بالجاسوس الغربى الذى حاول جمع معلومات استخباراتية عن البلاد، وقامت الصحيفة بنشر صورة مرفقة بتقريرها لجرابل وهو يقف فى ميدان التحرير خلال إحدى المظاهرات.
«الإندبندنت»: ذهول وغضب بين المصريين والأجانب بسبب «إعلان الجاسوس» قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن موجة عالية من الانتقادات ضربت الحكومة المصرية أول من أمس الجمعة بعد ظهور سلسلة من الإعلانات التليفزيونية هذا الأسبوع لتحذير المشاهدين من التحدث مع الأجانب خشية أن يكونوا جواسيس. وأضافت أن الإعلانات أدت إلى الذهول والغضب بين المصريين والأجانب على حد سواء. ونقلت «الإندبندنت» ما قالته الصحفية المصرية ريم عبد اللطيف على حسابها عبر «تويتر» من أن هذه الإعلانات تعيد مصر إلى «العصور المظلمة». كما نقلت عن الناشطة المراسلة والمدونة زنوبيا أن الحملة قد تكون بداية إطلاق النار فى حرب ضد منظمات الحقوق المدنية والصحفيين. وقالت: «أخشى أن تكون هذه الإعلانات مقدمة لحملة ضد نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين من الخارج وبذلك لن يتمكنوا من تغطية القمع المقبل ضد الإخوان المسلمين والقوى الثورية والجماعات، إذا انتُخب أحمد شفيق رئيسا». وتحدثت الإندبندنت إلى كليف تشينى، مصور أمريكى موجود فى القاهرة، قال إن «فوبيا الأجانب» فى مصر أصبحت أسوأ انتشارا بشكل بالغ فى الأشهر الأخيرة. وأضاف: «أشعر بأننى لم أعد أتمتع بنفس درجة الأمان، وبعداء أكثر». كما تحدثت الصحيفة إلى شهيرة أمين صحفية بارزة سابقة فى قناة «نايل تى فى» المملوكة للدولة، ونقلت عنها أن هناك احتمالا أن تكون هذه الإعلانات بُثّت على الهواء من قِبل وزارة المعلومات. وأضافت أمين: «اعتادوا على تقديم مثل هذه الأنواع من الإعلانات إلى رئيس القناة»، وكانت تقصد الإعلانات التى كانت ترعاها الحكومة السابقة. وقالت الصحيفة إنها لم تتمكن من الوصول إلى أى مسؤول من وزارة المعلومات للحصول على تعليق.