شال فلسطينى وديكور قهوة وجهاز كمبيوتر ومجموعة من الشباب, يحاول أن يظهرهم الإعلان على أنهم نشطاء سياسيون، وإمعانا فى مستوى التمثيل الردىء فإن المشهد يكتمل بجرعة زائدة من المباشرة عندما يطل فى الصورة شاب أشقر طويل يحاول أن يقدمه الإعلان على أنه أجنبى يوهم من أمامه أنه مصرى «وبيحبهم قوى», ثم يتحدث بإنجليزية رديئة . هذه هى كل احتياجات التليفزيون المصرى لإعداد إعلان يحذر المشاهد من تصديق «الجواسيس» وإعطائهم معلومات عن البلد، الإعلان بدأ عرضه منذ أيام قليلة، أظهر الشباب المصرى ساذجين ودون عقول تقريبا، حيث تتحدث واحدة منهم بعصبية عن سماعها بعض الأشخاص الذين يتآمرون على الجيش المصرى، وآخر قال إن هناك أزمة فى المواصلات، ربما هى معلومات خطيرة من وجهة نظر التليفزيون المصرى، حيث اعتبر أزمة المواصلات سرا حربيا، يبحث عنه الجاسوس فى القهوة التى بها شعار «عيش ,حرية, عدالة, اجتماعية» فى إشارة إلى أن من يسربون أسرار البلد هم الثوار . هذا الإعلان ضمن 4 إعلانات يعرضها التليفزيون، أحدها يظهر شابا يدخل بياناته على أحد المواقع ويحذره الإعلان من هذا التصرف، ويشكك فى مواقع التوظيف، ورغم أن كلمة جاسوس لم يأتِ ذكرها بشكل مباشر فى أى من الإعلانات فإنه صيغة الإعلانات كانت واضحة تماما، لينتهى الإعلان بعبارة «كل كلمة بتمن.. الكلمة تنقذ وطن». وبحسب تصريحات على عبد الرحمن، رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة، فإنه تم اتخاذ قرار مساء أول من أمس (الجمعة)، بإيقاف حملة التوعية السياسية هذه -حسب تعبيره- وذلك بعد أن فهمها البعض على أنها تدعو إلى كراهية الأجانب، وأشار إلى أنه يتم التحضير لحملة بديلة تخدم المضمون ذاته، ولكن بشكل يزيل اللبس الذى حدث. حملة الجواسيس تم التحضير لها قبل عشرة أيام فى سرية تامة من خلال جلسات تحضيرية بين أحمد أنيس وزير الإعلام ومحمود العبادى المخرج بقطاع قنوات «النيل»، كما تم التصوير فى استوديوهات قنوات النيل وبمعدات القناة بتكلفة 40 ألف جنيه.