هيمنت ثورات الربيع العربى وفرص انتقالها إلى الدول الأفريقية على مؤتمر الملتقي الثاني للممثلين الخاصين لسكرتير عام الأممالمتحدة والمبعوثين الدوليين بأفريقيا الذى افتتح أعماله اليوم الاحد تحت عنوان « الحوكمة السياسية وعلاقاتها بالنزاعات فى أفريقيا ». أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن مصر بعد ثورة 25 يناير تتجه بإرادة صلبة نحو إعتماد نظام ديمقراطي يقوم علي الشفافية، الإنتخاب الحر المباشر بما يضمن التعددية والتداول السلمي للسلطة، تحديد الإختصاصات ومحاسبة المسؤولين أمام ممثلي الشعب .
وقال الوزير في كلمته أمام الملتقي الثاني للممثلين الخاصين لسكرتير عام الأممالمتحدة والمبعوثين الدوليين بأفريقيا، إن هذا التوجه يسمح بتسليم السلطة قريبا في إطار العملية الإنتقالية الجارية إلي حكومة ورئيس مدني عبر انتخابات حرة ونزيهة في إطار حرية المشاركة والسماح للشعب بالتعبير عن إرادته بشكل كامل وفق أحكام القانون.
وأشار كامل إلي أن تركيز الملتقي هذا العام علي الحوكمة السياسية وعلاقتها بالنزاعات في أفريقيا يأتي تعبيرا عن التغيرات السياسية الجارية بعدد من دول القارة وتأكيدا لمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي أرستها ثورة 25 يناير في مصر وتجسيدا لأهداف ثورتي تونس وليبيا وتطلعات وآمال الشعوب في تداول السلطة والحرية والعيش بكرامة واحترام حقوق الإنسان.
ودعا في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد فتح الله وكيل أول وزارة الخارجية إلي توفير موارد ثابتة ومستديمة لتعزيز جهود الإتحاد الافريقي في تسوية النزاعات الأفريقية وتحقيق السلام والاستقرار في القارة، مشيرا إلي دور مصر في هذه الجهود والمتمثل في استضافة مقر قيادة شمال أفريقيا التابع للقوه الأفريقية الجاهزة وإحدي القاعدتين الإداريتين لها.
وطالب الوزير بتفعيل التعاون الثلاثي مع الشركاء الدوليين لدعم جهود السلام والأمن والحوكمة السياسية في القارة، تطوير الهياكل المؤسسية لها في مرحلة ما بعد النزاعات، تحقيق التكامل بين عمل الاتحاد الافريقي وآليات الأممالمتحدة المعنية ودعم إنشاء مركز الإتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية الذي اقترحته مصر في قمة أديس أبابا المنعقدة فى العام الجارى .
ودعا كامل إلي إعطاء الأولوية لمساندة جهود الإتحاد الأفريقي في تنفيذ عمليات حفظ السلام الأفريقية بتفويض من مجلس الأمن في إطار الفصل الثامن من ميثاق الأممالمتحدة وعقد هذا الملتقي بشكل دوري سنوي لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية المعنية بالسلم والأمن في القارة .
وأوضح أن التغيير في أفريقيا يأتي لصالح الشعوب بشرط توفر المساندة الصادقة وفق طبيعة كل حالة، بما يتماشي مع ظروف كل دولة واحتياجاتها الوطنية دون محاولة فرض توجه أو نموذج بعينه، منوها إلي أن مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا يمثل تحديا يجب أن تتعاون جميع الدول في معالجته وتمكين الشعب الليبي من المضي بخطوات ثابتة نحو إرساء الديمقراطية والسلام .
وشدد وزير الخارجية علي دعم مصر كافة أشكال التعاون لنشر السلام ومعالجة أسباب النزاعات في أفريقيا في إطار تحقيق الأمن الجماعي ودعم الاستقرار والتنمية في القارة، مجددا الالتزام بمواصلة التعاون مع دول القارة لتحقيق هذا الهدف.
من جانبه قال جون بينج رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي إن القارة تنتظر الكثير من مصر الجديدة ومن تجربتها ودروسها، مشيرا إلى ترقب أفريقيا لما ستؤؤل إليه التجربة المصرية للاستفادة منها والاسترشاد بها خاصة فى مجال الحوكمة والحكم الرشيد.
وطالب فى كلمته بثقافة للسلام حتى نجنب الأجيال القادمة العنف والدمار وأن تكون هناك قاعدة معلوماتية للاستفادة من التجارب السابقة والاستمرار فى تعميق التفاهم بين الدول الأفريقية .
وأكد السفير أحمد فتح الله وكيل وزارة الخارجية أن المؤتمر خصص جلسات اليوم لمناقشة الاستفادة من تجربتى مصر وتونس وخبرتيهما فى إطار ما يطلق عليه محاسبة المسئولين فى اطار من الشفافية وكيف أن موضوعات السلام فى أفريقيا مرتبطة بالحوكمة وغياب الحكم الرشيد فى دولة معينة يؤثر على الأمن الداخلى بها، مما يؤدى إلى حدوث ثورات شعبية .
ودعا إلى ضرورة قيام المنظمات غير الحكومية فى المساهمة فى الحوكمة الرشيدة للدول وكيفية مساهمة القطاع الخاص فى الاقتصاد القومى للدول، بما يساعد على استقرار الأمن والسلم فيها، وعدم إغفال الجوانب الاجتماعية فى عمليات التنمية حتى لا يحدث مثلما حدث فى كل من مصر، تونس وليبيا .
وشارك فى الملتقى جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى ومبعوث السلام فى أفريقيا، ممثلون عن الأممالمتحدة والاتحاد الاوربى والاتحاد الافريقى وعدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات والخارجية الأفارقة السابقين .
وعلى هامش الملتقى افتتح المشاركون فى الملتقى معرضا يجسد ثورة 25 يناير تضمن العديد من الأعمال الفنية التى رصدت مراحل الثورة فى كافة ميادين مصر من خلال 250 لوحة فنية رسمها فنانو الثورة .