خمسون يوما قضاها أهل الطفلة بسمة التى لم تتعدَّ الثانية عشرة من عمرها فى رعب وألم لم ينتهيا إلا بعد رجوع طفلتهم إلى أحضانهم، بعد رحلة عذاب مع خاطفيها، أجبروها خلالها على التسول فى ميدان التحرير، وإدمان الأقراص المخدرة. الهلع الذى بدا عليه عادل يس، 45 سنة، عامل، عندما دخل على المقدم وائل متولى رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، جعل الأخير يبذل قصارى جهده بمعاونة النقيبين إيهاب خاطر وأحمد فراج، حيث استطاع فريق البحث المكون من الضباط، التوصل إلى أن وراء ارتكاب واقعة خطف الفتاة بسمة، كلا من إنتصار محمد عبده، 49 سنة، ونجلها عبد الرحمن جمعة، 25 سنة. وأمام نيابة المطرية أنكر المتهم عبد الرحمن وجود أى علاقة بينه وبين الطفلة، وقال إنه لم يكن يعلم شيئا حتى فوجئ بإلقاء القبض عليه، وعندما اتصل بوالدته قامت بمساومة رئيس المباحث بتركه يخرج من القسم مقابل استعادة الطفلة، لكن رجال المباحث أجبروه على الحضور إلى القسم، وهناك ألقوا القبض عليه. المتهمة إنتصار قالت وعليها علامات التبلد «أنا لم أخطف الطفلة، لكنها هى التى جاءت إلىّ خوفا من بطش والدها الذى يضربها ويعذبها، فحاولت إبعادها عن أنظار أبيها حتى لا يقتلها، وأجبرتها على التسول مع الأطفال، وكانت حصيلتى تتراوح بين 1000 و2000 جنيه فى اليوم». من جانب آخر التقت «التحرير» الطفلة التى قالت «انتصار كانت بتضربنى وتقيدنى فى السرير، وأعطت لى أقراصا مخدرة، وكانت تجبرنى على التسول فى إشارات المرور، وعندما أرفض كانت تقوم بإطفاء السجائر فى جسدى وتشريحه بالموس». والد الطفلة قال إن ابنته لم تتوقف عن البكاء منذ أن عادت إلى المنزل، كما أنها تنتابها حالة نفسية سيئة من آثار التعذيب التى وقعت عليها، وتطلب نوعا من الأقراص المخدرة لكى تستريح من نوبة الصداع المزمن التى تنتابها». سيمون شقيقة الطفلة الضحية بسمة قالت إن المتهمة إنتصار تعمل قوّادة، وتقوم بخطف البنات وتجبرهن على العمل فى بيوت الدعارة.