طبول الحرب تدق ونذرها تنتشر كالنار فى هشيم دولتى شمال وجنوب السودان، والتى استهلها الطرفان بحرب كلامية يخشى من أن تتطور إلى حرب عانى الطرفان من ويلاتها سنوات طوال، وأودت بحياة نحو مليونى شخص. فرغم تطبيق السودان وقف إطلاق النار فى جنوب كردفان تمهيدا لبدء مرحلة الحوار، خرجت حكومة الخرطوم لتتقدم بشكوى رسمية ضد جنوب السودان إلى مجلس الأمن تتهمها بدعم الحركات المتمردة فى تلك المنطقة الحدودية.
لتبدأ مرحلة من الحرب الكلامية بين الجانبين، حيث نفت حكومة جوبا تلك الاتهامات ووصفتها ب«الكذب المحض» على حد قول وزير الإعلام الجنوبى برنابا ماريال.
حكومة الجنوب أكدت أن تلك التصريحات الشمالية تهدف إلى تغطية قلق مجلس الأمن من قصف قوات الجيش السودانى المدنيين بجنوب كردفان، وهى الولاية الحدودية الغنية بالبترول والواقعة بين شمال وجنوب السودان.
فما كان من الخرطوم إلا أن ردت على الجنوب بطريقة أخرى، حيث لعبت على وتر تطبيع جوبا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، خصوصا بعد إعلان الرئيس الجنوبى سيلفا كير ميارديت اختياره «القدس» مقرا لسفارة بلاده فى إسرائيل.
التسارع فى خطوات التطبيع بين جنوب السودان وإسرائيل من شأنه الإضرار بمصالح السودان ويثير قلق الخرطوم، هذا كان رأى الشمال فى علاقات جوبا الدبلوماسية مع تل أبيب.
القلق ذاته تسرب إلى واشنطن خصوصا بعد المعلومات التى وردت حول دعم جنوب السودان متمردى جنوب كردفان، وطلبت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند، من الطرفين ضبط النفس واحترام وقف إطلاق النار