ليس من المستغرب مع العد التنازلى للانتخابات التشريعية فى الجزائر -البلد الوحيد فى شمال إفريقيا الذى لم تطله انتفاضات الربيع العربى حتى الآن- أن يخرج رئيس الوزراء الجزائرى أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطنى الديمقراطى ليهاجم الربيع العربى، ويحمله مسؤولية كل شر أصاب الأمة العربية. تصريحات أويحيى كشفت عن خوف وحذر لدى النظام الحاكم فى الجزائر، الذى يسعى لأن تكون الانتخابات المقررة فى العاشر من مايو الجارى، طوق النجاة له، لكن ذلك يتوقف إلى حد كبير على مدى نزاهة وحرية تلك الانتخابات، وهو ما يدركه النظام جيدا، وتمثل هذا فى ترحيبه بوجود مئات المراقبين من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى. وخلال مهرجان انتخابى له السبت فى العاصمة الجزائرية وصف أويحيى الربيع العربى بأنه كان «طوفانا على العرب، فقد احتل العراق ودمرت ليبيا وقسم السودان وهو اليوم يكسر مصر». ووجه أويحيى رسالة خاصة إلى دعاة ربيع عربى فى الجزائر بقوله «للأشقاء العرب نقول.. عندما كنا نُذبح لم تأتوا حتى لتعزيتنا، إذن لا تعطونا الدروس اليوم». وينتخب الجزائريون فى العاشر من مايو نوابهم بعد إصلاحات سياسية أقرتها السلطات لتفادى ربيع عربى، لكن يبقى التحدى الأكبر فى النتيجة التى سيحققها الإسلاميون المشاركون فى السلطة حاليا وكذلك نسبة المشاركة. فى هذه الأثناء تصاعدت حدة التراشق الإعلامى بين أحزاب السلطة من جهة والأحزاب الإسلامية من جهة أخرى حيث يعتقد كل طرف أنه الأوفر حظا بالفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد. وتعد جبهة التحرير الوطنى والتجمع الوطنى الديمقراطى المتحالفان منذ 2004 لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أكبر أحزاب السلطة فى البلاد، إذ يطمح الأول صاحب الأغلبية البرلمانية، إلى تثبيت مكانته فى هذه الانتخابات رغم الخلافات الداخلية حول اختيار المرشحين، التى وصلت إلى حد المطالبة بسحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم. أما التجمع الوطنى الديمقراطى (62 نائبا) الذى يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى، فدعا إلى «التصويت المفيد» لمواجهة أى مد إسلامى محتمل، على حد قوله. ويسعى الإسلاميون ليسيروا على خُطى الإسلاميين فى تونس والمغرب، ومصر، لكن المهمة تبدو صعبة بالنظر إلى العدد الكبير من الأحزاب المشاركة فى هذه الانتخابات.