كُتب عليها التلون بدماء أبنائها وتقديمهم هدية فى سبيل الحرية، تلك المدينة الصامدة «حماة» تتجدد شهادتها على مجازر الأسد المتعاقبة على أرضها حتى فى أيام العيد. فرغم إعلان السلطات من قبل انسحاب قواتها من حماة بعد هجوم استمر 10 أيام، استقبلت حماة ثانى أيام عيد الفطر المبارك باقتحام دبابات الأسد أرضها ومداهمة الجنود المنازل بحثا عن نشطاء. فقد اقتحم مئات الجنود الحيين الرئيسيين بالمدينة، وهما حى القصور وحى الحميدية، مدعومين بالدبابات والمدرعات، وشرعوا على الفور فى اقتحام المنازل بحثا عن ناشطين. من ناحية أخرى، شهدت مدينة دير الزور قطع اتصالات الإنترنت والهاتف عنها فى أثناء زيارة وزير الدفاع السورى لها. منظمة العفو الدولية تحدثت عن زيادة ضخمة فى انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا مقارنة مع الحالات التى أوردتها تقارير فى السابق حيث قالت إن الوفيات فى السجون السورية وفى أثناء الاحتجاز فى أقسام الشرطة قفزت فى الأشهر القليلة الماضية، وأضافت أنها لديها تفاصيل عن 88 شخصا على الأقل توفوا وهم قيد الاعتقال فى الفترة من أبريل إلى منتصف أغسطس، وأن 52 منهم على الأقل تعرضوا فى ما يبدو لشكل من التعذيب من المرجح أنه أسهم فى وفاتهم. وقد صرح نيل ساموندز، الباحث المعنى بسوريا فى المنظمة، بقوله «الوفيات خلف القضبان تصل إلى مستويات ضخمة. ويبدو أنها امتداد لنفس الازدراء الوحشى بالأرواح الذى نراه يوميا فى شوارع سوريا». على الصعيد الدولى، قامت إدارة الرئيس الأمريكى أوباما بتجميد الأصول الموجودة فى الولاياتالمتحدة التى تخص وزير الخارجية السورى وليد المعلم إلى جانب اثنين آخرين من كبار المسؤولين السوريين، وهما بثينة شعبان مستشارة الشؤون السياسية والمتحدثة باسم الرئيس السورى بشار الأسد، والسفير السورى لدى لبنان على عبد الكريم على، وقد ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين أن الولاياتالمتحدة فرضت العقوبات على الثلاثة «نظرا إلى الدور الذى يقومون به فى الترويج ودعم سطوة الإرهاب الذى يفرضه الأسد على شعبه». واشنطن أعلنت من ناحيتها أن شريط الفيديو الذى ظهر فيه السفير الأمريكى فى سوريا روبرت فورد يتعرض لصيحات استهجان من قبل متظاهرين يدعمون نظام بشار الأسد «محاولة فاشلة» لتحويل انتباه العالم عن التظاهرات فى سوريا