شنت القوات السورية امس حملة مداهمات واعتقالات في مدينتي حمص وحماة وسط البلاد بحثا عن عناصر المعارضة المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال نشطاء ان "بضع دبابات وعشرات من الحافلات الصغيرة والكبيرة تمركزت فجر امس عند جسر الحديد في المدخل الشرقي لحماة ثم تقدم مئات الجنود سيرا علي الأقدام الي منطقتيالقصور والحميدية". وأضافوا ان سيارات صغيرة مكشوفة مثبت عليها رشاشات وسيارات تعج بالجنود احتشدت ايضا قرب حي الضاهرية عند المدخل الشمالي لحماة". وقالت لجان التنسيق المحلية ان القوات أضرمت النار في منازل ناشطين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان 16 شخصا علي الأقل اعتقلوا امس في بلدة "الحولة". جاء هذا بعد يوم من هجمات شنتها القوات علي مسيرات للمحتجين تفجرت في عدد من المدن عقب صلاة أول ايام عيد الفطر مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم طفل. ووفقا لجماعة نشطاء فقد قتلت القوات السورية 551 مدنيا علي الاقل أثناء شهر رمضان. .من جهتها قالت منظمة "العفو" الدولية إن الوفيات في السجون السورية وفي أقسام الشرطة قفزت في الاشهر القليلة الماضية. واضافت المنظمة ومقرها لندن انها لديها تفاصيل عن 88 شخصا علي الاقل توفوا وهم قيد الاعتقال في الفترة من ابريل الي منتصف اغسطس. وقالت المنظمة انها راجعت تسجيلات مصورة في 45 حالة لجثث وقد ظهرت جروح علي الكثير منها مما يشير الي انهم تعرضوا للضرب او الحرق او الجلد او صدمات كهربائية او انتهاكات اخري. واضافت ان جميع الضحايا من الذكور ومن بينهم 10 أطفال بعضهم في الثالثة عشر من العمر. من جهته قال "نيل ساموندز" الباحث بالمنظمة أن "الوفيات خلف القضبان تصل الي مستويات ضخمة.. والروايات عن التعذيب التي نتلقاها مروعة.. نعتقد ان الحكومة السورية تضطهد بشكل منظم شعبها علي نطاق هائل." وأحصت المنظمة أسماء أكثر من 1800 شخص لقوا مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات في ابريل الماضي، وقالت ان الافا اخرين اعتقلوا. في تلك الأثناء أفادت مصادر دبلوماسية ان روسيا "مازالت تعارض مبدئيا فرض عقوبات علي النظام السوري كما انها ترفض كليا مبدأ فرض حظر السلاح عليها". وأشارت المصادر الي اعتزام دول غربية اجراء مفاوضات حثيثة مع موسكو حول الملف السوري خلال الأيام المقبلة.