احتفل ميدان التحرير صباح أمس بعيده الأول المحرر من نظام مبارك، اصطف آلاف المصلين خلف خطيب مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، الذى قال خطبة بطعم انتصار الشعوب العربية على أنظمتها. «الله أكبر هب الشعب المصرى وهبت الأمة العربية على الظالمين الفاسدين، الله أكبر سقط مبارك، الله أكبر سقط القذافى، الله أكبر سقط بن على، الله أكبر سيسقط كل ظالم وكل طاغية، الله أكبر سقط العادلى». تكبيرات متتالية ومتعاقبة لشاهين بدأ بها خطبته فى العيد الأول للثوار فى الميدان، مضيفا أنه لا بد أن نكون جميعا يدا واحدة، جيشا وشعبا، حكومة وشعبا، سلفيين وليبراليين وإخوانا وتيارات أخرى، كلنا جميعا ينبغى أن نكون يدا واحدة. شاهين حيا القوات المسلحة المصرية ودورها الوطنى فى حماية الثورة ونجاحها، مشددا على أنه لا يستطيع أحد أن يوقع بين الشعب وقواته المسلحة، مضيفا «أقول للقوات المسلحة اعلمى أن وراءك 85 مليون مصرى لن يخذلوكى فى أى قرار تتخذينه أبدا، فهذا حقكم وحق الوطن وحق مصر علينا»، كما وجه رسالة إلى إسرائيل قائلا «الشعب المصرى قبل 25 يناير، ليس هو الشعب المصرى بعدها، وأن مصر فيها 85 مليون أسد مستعدون للتضحية من أجل مصر، ونحن نريد السلام لكنه السلام الذى يصون كرامتنا ويحمى دماء أبنائنا ويحافظ على أرضنا، ونحن نحترم اتفاقياتنا كأى دولة فى العالم ما دام الطرف الآخر ملتزما به ويحترمها». الشيخ مظهر وصف ميدان التحرير بأنه ميدان العزة والكرامة، سالت عليه دماء الشهداء الأطهار، مضيفا أننا بحاجة إلى أن نركز على عدة معان، أولها أننا ما زلنا مصرين على استكمال ثورتنا وتلبية جميع مطالبنا كاملة، وأنه لا بد لجميع القوى الوطنية المصرية أن تعمل جميعا من أجل بناء مصر الجديدة نقابيا وسياسيا. ويبدو أن قدر ميدان التحرير، أصبح مرتبطا بالسياسة. فقد انتشر النشطاء فى عدة مسيرات طافت به، للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء، ومنها «وحياة دمك يا شهيد لالبس إسود يوم العيد». وفى القلب كان العسكر ينتشرون على كل لون، فحول الصينية التى تتوسط الميدان، حاصر العشرات من جنود الأمن المركزى الصينية، خوفا من دخول الثوار إليها، وبمرور الوقت بدأ عشرات من رجال الشرطة العسكرية فى الازدحام داخلها، لتفويت الفرصة تماما على أى محاولات للتظاهر. هكذا بدا أن الأمن المركزى يشكل قشرة الصينية، والشرطة العسكرية حشوها. عقب الصلاة، تحركت الناشطة السياسية المعروفة إسراء عبد الفتاح، نحو أحد ضباط الداخلية، وصاحت فيه «يعنى نعمل إيه؟ بيقولوا فيه تطهير، ولحد النهارده الفساد موجود فى الداخلية، نجيب حقنا بإيدينا، ولا نعمل إيه؟»، وارتبك الضابط، ولم يجد ما يرد به عليها، ونظر إلى زملائه، ولم يسعفه أحد، فتحرك مختفيا عن الأنظار، مغادرا الميدان بلا رجعة، ولكن هل كان اختيار إسراء لذلك الضابط عشوائيا، أم أن هناك سببا محددا لذلك؟ إسراء عبد الفتاح كشفت ل«التحرير» عن سبب ما قامت به، مشيرة إلى أن ذلك الضابط، يدعى مصطفى السيد، هو من ألقى القبض عليها يوم 6 أبريل 2008، وأضافت «وجوده أشعرنى بالحزن»، وتابعت «ذلك الضابط لفق 23 قضية، ل23 شابا يوم 6 أبريل، وكتب المحاضر ووقعها، دون علمنا، واليوم ينزل إلى الميدان ليفسد علينا فرحة العيد». وزير الداخلية منصور العيسوى، حضر إلى الميدان، فى عربته الخاصة، وظل لمدة دقائق به، توجه بعدها إلى شارع طلعت حرب، أما المرشح المحتمل للرئاسة أيمن نور فكان الوحيد، من بين المرشحين، الذى وجد فى الميدان، وتمنى فى كلامه مع «التحرير» أن يأتى عيد الفطر المقبل «ونكون استطعنا القصاص من كل قتلة الشهداء». وجود الشيخ صفوت حجازى، كاد يتسبب فى أزمة. فقد وجه كلمة إلى الجيش، من المنصة التى تم نصبها سريعا «لن يستطيع أحد أن يقترب من حدودنا، ويا جيشنا المصرى أنتم الأسود على الحدود، ومن يرشكم بالماء نرشه بالدماء». هنا رد عليه بعض الحضور قائلين بطريقة جماعية «المعتقلين فين؟ الثوار المعتقلين راحوا فين؟» فرد عليهم حجازى قائلا «سنبقى يدا واحدة، مسلمين ومسيحيين» فلوح بعضهم بأيديهم اعتراضا على موقفه، وعدم مطالبته المجلس العسكرى، بالإفراج عن المعتقلين، بشكل صريح.