لا أظن أن خالد صالح قصد أن يحب المشاهد شخصية الريان ويتعاطف معها ويبرر سلوكه الفاسد واستغلاله للناس، وربما لم يتعمد عمرو سعد أن تبدو شخصية عبد العزيز بهذه الطيبة والشاعرية فى «شارع عبد العزيز» رغم أنه لم يكف عن ممارسة الفساد منذ الحلقة الأولى، ولكن المحصلة النهائية هى فشلهما فى رسم الصورة اللائقة برسالة العملين، الفشل لا علاقة له بالأداء الفنى لهما فهذا أمر آخر، فالريان وعبد العزيز كلاهما فاسد أنانى يسعى لمصالحه الشخصية، وكلاهما مزور ومدلس وغشاش وطماع ومحب للمال حتى لو كان من الحرام، ورحلتهما فى الحياة هى رحلة صعود من عالم فساد الصغار إلى عالم فساد الكبار، رحلة اقتناص قروش قليلة تعينهما على تكاليف الحياة تحولت إلى رحلة جمع المال بكل الطرق غير المشروعة، رحلة كفاح من أجل لقمة العيش تحولت إلى رحلة جشع وطمع فى عالم الكسب غير المشروع، وهذا الأمر اختلط على المؤلفين وسرحوا كثيرا فى التفاصيل اللطيفة للشخصيات لدرجة إلهاء المشاهد عن فساد هذه الشخصيات بقصة حب عبد العزيز، وبزيجات الريان، وكان واضحا أن المؤلفين وقعوا فى غواية التفاصيل اليومية اللطيفة للشخصيات، ووقع الممثلون فى غواية التطبيع مع الشخصيات بفسادها، فأظهروها بشكل جذاب أكثر مما يجب، وفى بعض الأحيان تحيزوا لجاذبيتها على حساب فسادها، وربما يجد المتفرج نفسه وقد استسلم لجاذبية الشخصية وبدا يبرر سلوكياتها الفاسدة، وربما من طبيعة بعض الشخصيات الشريرة والفاسدة التمتع باللطف والظرف الظاهرى، ولكن دور الدراما هو تسليط الضوء على حقيقة وجوهر هذه الشخصيات، فنحن لسنا فى سياق عمل كوميدى من نوعية فيلم «لصوص لكن ظرفاء»، حيث يدرك المشاهد طوال الوقت أن السرقة أمر سيئ، رغم أنه يستلطف اللصوص الظرفاء