منذ بداية الثورة وجماعة الإخوان المسلمين تشهد منعطفا جديدا فى حياتها يتمثل فى قيامها بفصل عدد من قياداتها وعلى رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو دفع البعض لتقديم استقالته، الدكتور إبراهيم الزعفرانى والدكتور محمد حبيب، وتلا ذلك جملة من خروج شباب الجماعة. وكان آخرهم شاب ربما لا تعرفه سوى أسرته داخل المجتمع الإخوانى ويدعى أحمد عبد المجيب الذى قدم استقالة مسببة للدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، ويقول إنه بعد 15 عاما من العمل داخل الجماعة قرر تركها لعديد من الأسباب فى مقدمتها التحالف الإخوانى مع السلفيين والجماعة الإسلامية فى الانتخابات دون أن تقوم الجماعة الكبرى بدورها فى ترشيد عمل هذه التيارات فى بداية الأمر، وكذلك غياب المناهج التربوية التى تقوم على التصوف والتزكية وانفراد مكتب الإرشاد بقراراته دون الرجوع إلى مجلس شورى الجماعة وكذلك الخلافات التى شهدها مكتب الإرشاد، فيما يعرف بأزمة دخول الدكتور عصام العريان مكتب الإرشاد، وما تلاها من انتخابات المكتب، وهو ما أدى إلى اهتزاز الثقة فى الصف الإخوانى. التعليق: العزباوى: أمر طبيعى بسبب تجاهل شباب الجماعة.. والاستقالات ستتزايد فى الفترة القادمة يسرى العزباوى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: ما يحدث من استقالات داخل الجماعة منذ فترة وحتى الآن أمر طبيعى للغاية فى ظل أخطاء الجماعة المتكررة فى حق شبابها، فالجماعة تتخذ قرارات دون مشاورة شبابها مما يسرب إليهم شعورا بأن مكتب الإرشاد هو المتصرف الوحيد فى شؤون الجماعة وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة بها، كما أن الجماعة دائما ما تنصب نفسها مفوضا للتعبير عن المجتمع المصرى بمختلف فئاته وتوجهاته كما ترى فى قراراتها الصحة والصواب دائما دون غيرها، والمشكلة الأكبر التى تواجه الجماعة حاليا هى بدء اعتراض الشباب على السياسة التى تسير عليها الجماعة والمعروفة بسياسة السمع والطاعة وهى الفكرة التى باتت مخلخلة ومرفوضة من قبل السواد الأعظم من شباب الجماعة التى للأسف تصر على فرض سيطرتها على جميع أعضائها وهو ما سيؤدى إلى مزيد من الاستقالات فى الفترة القادمة والتى ستؤدى بدورها إلى اهتزاز الجماعة بشكل كبير.
التحليل: «الإخوان» تأكل أعضاءها وتتخلص تدريجيا من الشخصيات «الشعبية».. والثمن سيكون كبيرا يوما بعد آخر تصر جماعة الإخوان المسلمين على أكل أصابعها واحدا تلو الآخر. استقالة أحمد مجيب من الجماعة ربما لن يتوقف عندها قيادات مكتب الإرشاد وكذلك مع قواعد الجماعة، فهو ليس من قياداتها المعروفين ولكن 15 عاما قضاها داخل الجماعة، جعلته أكثر تحليلا لواقعها. استقالته المسببة تكشف عن خلل كبير داخل الجماعة يهدد كيانها يبدأ من مناهجها التربوية التى تحولت إلى مناهج سطحية وهامشية بعيدة عن منهج حسن البنا، وكذلك عدم الشفافية التى تعانى منها الجماعة وديكتاتورية مكتب الإرشاد وانفراده بالقرار حتى ولو تم تمريره عن طريق مجلس شورى الجماعة. هذا الخلل تقوده قيادات الجماعة التى قررت خلال الفترة الماضية فصل عبد المنعم أبو الفتوح وكذلك مجموعة من خيرة شبابها كانوا لها شفاعة لدى الشعب المصرى وكذلك القوى السياسية عندما قررت الجماعة عدم المشاركة فى مظاهرات 25 يناير «شرارة الثورة» فكانوا هم من قادوا صفوف المظاهرات وكانوا المبرر الذى أخرج الجماعة من مأزق عدم المشاركة. خطوات الجماعة تحتاج إلى وقفة للتأكد من أن تلك القرارات لا تتوقف عند الشأن الداخلى ولكنها دليل على مدى قبول الجماعة الحرية وقبول الآخر وعليها أن تدرك ذلك قبل أن يقول قياداتها إذا خرج شاب: الجماعة بها أكثر من 40 ألف شاب.